هنري، أمريكي يقارب الثمانين من عمره، اشترك في حرب فيتنام واشتغل لاحقا بالمحاماة وبعض الأعمال التجارية، أنيق الملبس ومهذب التعامل ومثقف جيد، قابلته بالصدفة في الكافيه الذي اعتدت ارتياده بعد الظهر في المدينة التي أقيم فيها حاليا، الصدفة أجلستنا معا على نفس الطاولة، وكالعادة بدأ الحديث بالتحية والطقس وفعاليات الصيف، ثم أدار هنري دفة الحديث باتجاه السياسة بعد أن عرف أنني من المملكة العربية السعودية. لا مشكلة لدي في الحديث عن السياسة مع من يحيط بها، لكن المشكلة حين تواجه شخصاً لديه قناعات خاطئة استقاها من مصادر محددة ولم يبحث عن حقيقتها في مصادر أخرى.
مهّد هنري لحديثه عن المملكة بالإعجاب بالخطوات الانفتاحية والتطويرية التي تعيشها الآن، ولكن.. بعد ذلك بدأ في ملاحظاته، ومنها أننا خذلنا اللاجئين السوريين ولم نستقبل أحداً منهم، وكذلك بالنسبة لليمنيين الذين هربوا من الهمجية الحوثية، لكن المهم - بحسب قوله - أننا أعدمنا كثيراً من معتقلي الرأي والمعارضين للدولة.
استغرق النقاش فترة طويلة لأشرح له خطأ معلوماته، وأن المملكة استضافت قرابة مليوني لاجئ سوري يتمتعون لدينا بكرامتهم وكل الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين، وأن الدولة أعادت ترتيب أوضاع الأشقاء اليمنيين الذين وصلوا إلى المملكة بطريقة غير نظامية ومكنتهم من العيش والعمل بكرامة وأمان، وأنه لا توجد لدينا حفلات إعدام أو اعتقالات عشوائية دون ضوابط، وأن من تسوق لهم بعض وسائل الإعلام بأنهم معتقلو رأي هم متآمرون على الأمن الوطني وخونة يعملون مع أعدائنا لتحويل الوطن إلى بؤرة فوضى ودماء وتشرذم وحرب أهلية. تناقشنا طويلا وتطلب الأمر إطلاعه على حقائق ومعلومات من مصادر عديدة تثبت خطأ معلوماته وصحة ما قلته له.
ما أود قوله من هذه الحكاية أن لدينا تقصيرا كبيرا في توضيح أشياء مهمة للعالم، ولدينا تقصير أكبر في دحض الافتراءات الممنهجة المدعومة من دول وجهات معروفة. إلى الآن لم نضع خطة إستراتيجية عملية ذات جدوى لتوضيح ما يجري في المملكة. بعض الوفود التي تسافر لتوضيح صورة المملكة - حتى الرسمية منها - لديها خلل كبير في فهم ما هي القضايا التي يجب طرحها، وكيف يتحدثون عنها لو كانوا يفهمونها. ومؤخراً أصبحنا نشاهد موضة تمثيلنا - رسمياً - بسنابيين وتويتريين يكتبون ويغردون من عواصم العالم لمتابعينهم في المملكة وكأنهم في سياحة.
نحن نواجه سياسات ممنهجة وقوى عاتية وأعداء مدعومين، وهذا ما يتطلب بشكل حتمي وضع إستراتيجية وطنية إعلامية تمثل المملكة كما يجب، ويمثلها من يجيدون هذه المهمة الوطنية الحساسة.
مهّد هنري لحديثه عن المملكة بالإعجاب بالخطوات الانفتاحية والتطويرية التي تعيشها الآن، ولكن.. بعد ذلك بدأ في ملاحظاته، ومنها أننا خذلنا اللاجئين السوريين ولم نستقبل أحداً منهم، وكذلك بالنسبة لليمنيين الذين هربوا من الهمجية الحوثية، لكن المهم - بحسب قوله - أننا أعدمنا كثيراً من معتقلي الرأي والمعارضين للدولة.
استغرق النقاش فترة طويلة لأشرح له خطأ معلوماته، وأن المملكة استضافت قرابة مليوني لاجئ سوري يتمتعون لدينا بكرامتهم وكل الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين، وأن الدولة أعادت ترتيب أوضاع الأشقاء اليمنيين الذين وصلوا إلى المملكة بطريقة غير نظامية ومكنتهم من العيش والعمل بكرامة وأمان، وأنه لا توجد لدينا حفلات إعدام أو اعتقالات عشوائية دون ضوابط، وأن من تسوق لهم بعض وسائل الإعلام بأنهم معتقلو رأي هم متآمرون على الأمن الوطني وخونة يعملون مع أعدائنا لتحويل الوطن إلى بؤرة فوضى ودماء وتشرذم وحرب أهلية. تناقشنا طويلا وتطلب الأمر إطلاعه على حقائق ومعلومات من مصادر عديدة تثبت خطأ معلوماته وصحة ما قلته له.
ما أود قوله من هذه الحكاية أن لدينا تقصيرا كبيرا في توضيح أشياء مهمة للعالم، ولدينا تقصير أكبر في دحض الافتراءات الممنهجة المدعومة من دول وجهات معروفة. إلى الآن لم نضع خطة إستراتيجية عملية ذات جدوى لتوضيح ما يجري في المملكة. بعض الوفود التي تسافر لتوضيح صورة المملكة - حتى الرسمية منها - لديها خلل كبير في فهم ما هي القضايا التي يجب طرحها، وكيف يتحدثون عنها لو كانوا يفهمونها. ومؤخراً أصبحنا نشاهد موضة تمثيلنا - رسمياً - بسنابيين وتويتريين يكتبون ويغردون من عواصم العالم لمتابعينهم في المملكة وكأنهم في سياحة.
نحن نواجه سياسات ممنهجة وقوى عاتية وأعداء مدعومين، وهذا ما يتطلب بشكل حتمي وضع إستراتيجية وطنية إعلامية تمثل المملكة كما يجب، ويمثلها من يجيدون هذه المهمة الوطنية الحساسة.