-A +A
حمود أبو طالب
ما زالت الشواهد والأدلة المتلاحقة تؤكد الشكوك حول الدور المريب للأمم المتحدة في الأزمة اليمنية، وهي شكوك أوشكت أن ترقى إلى حد الجزم واليقين بأن المنظمة الأممية لم تعد في موضع العاجز عن الحل بل الذي يتعمد إطالة الأزمة وتعقيدها بشكل واضح مؤكد، والأسوأ من ذلك هو اتضاح انحيازها وتواطئها الفاضح مع الطرف المتسبب فيها، الميليشيا الحوثية المنقلبة على الشرعية والمدعومة من دول وتنظيمات مصنفة دوليا بأنها ترعى الإرهاب وتسعى إلى إشاعة الفوضى وتهديد السلم والأمن في كثير من الدول.

تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان الصادر في ٢٨ أغسطس حول حالة حقوق الإنسان في اليمن والأزمة اليمنية بصفة عامة هو دليل جديد على المغالطات المتعمدة الموجهة ضد تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقد أحسن التحالف بتفنيده المفصل لكل ما ورد في التقرير، لكن يبدو أن المغالطات سوف تستمر وأن الأزمة سوف تطول إذا استمرت المنظمة التي تمثل المجتمع الدولي بمثل هذا التعامل المشين مع أزمة خانقة تعصف بالشعب اليمني وتهدد أمن المنطقة.


لقد أشرنا سابقا إلى الدور المشبوه الذي كان يقوم به المبعوث الأممي الأسبق جمال بن عمر، الذي مكث في صعدة معقل الحوثيين ثلاثة أيام ومع مغادرته لها اجتاحت عصابة الحوثيين اليمن، وأشرنا إلى التقييد والحصار الذي عاناه المبعوث اللاحق إسماعيل ولد الشيخ من المنظمة التي يمثلها، ثم جاء السيد جريفيث كمبعوث ثالث لكنه فعل أسوأ مما فعله المندوبان السابقان، ليتضح الأمر بأن استراتيجية المنظمة الأممية إطالة عمر الأزمة وإضفاء الشرعية على المنظمة الإرهابية الحوثية التي كان يجب أن تمتثل للقرار الأممي ٢٢١٦ الذي صدر تحت البند السابع باعتبارها خارجة على القانون ومنقلبة على الشرعية ومتعاونة مع رعاة الإرهاب وفي مقدمتهم إيران.

قال الشاعر اليمني الضخم عبدالله البردوني - رحمه الله: «فظيع جهل ما يجري، وأفظع منه أن تدري».. وهذا هو حال المنظمة الأممية وكل لجانها ومندوبيها وفضائحها التي تهدد السلم العالمي بدلاً من الحفاظ عليه، وهذا هو حال ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يقوم بدور الشيطان ويتلبس برداء الملائكة.