آلاف الحجاج وربما عشرات الآلاف منهم يبدأون برنامج الحج منذ نعومة أظفارهم، فقد سمعنا عن حجاج قالوا إنهم بدأوا الادخار لحساب رحلتهم المباركة وهم في المهد على يدي آبائهم وأمهاتهم، كلما أشرقت شمس وضع الآباء أو الأمهات روبية، أو شلناً، أو ريالاً، أو جنيهاً لكي يتمكن النجل العزيز من أداء فريضة الحج في مستهل عمره.
ونحن نتذكر يقيناً أن حملات الحج تبدأ من جمادى الأولى من كل عام فيما مضى من القرن الرابع عشر وما قبله فتبدأ بواخر الحجاج بالوصول إلى جدة في شهري رجب وشعبان من كل عام، وإذا تأخرت إلى شوال فإن الحجاج يكونون قد اعتزموا البقاء في الديار المقدسة إلى ربيع الأول أو ربيع الآخر من العام التالي.
وبما أن الحج هو رحلة إلى وادٍ غير ذي زرع فقد كان الحجاج يأتون بالخيرات معهم، ولا يصل إلى الديار المقدسة إلا من كان موسراً، وينفق بسخاء على مأكله ومشربه ومسكنه وتنقله، فيفيد أهل الحرمين ويستفيد منهم.
وفي عهد الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع رحمه الله، تلقت وزارته اعتراضاً على إعلانات تنشرها الجوازات تطالب الحجاج بالعودة إلى بلدانهم قبل انقضاء شهر ذي الحجة، فرفع الشيخ عبدالوهاب الطلب إلى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي وجه الجوازات أن تكف عن هذه الإعلانات إلا بعد انقضاء شهر ذي الحجة، حسبما يعلم الجميع.
هذا ولما كان الحجاج هم ضيوف الرحمن وقد جمعوا كريم أموالهم ليقضوا عدة أسابيع في الحرمين الشريفين وإذا لم نسمح لهم بالبقاء شهرين أو ثلاثة فعلى الأقل نتجنب الإعلان في وسائل التواصل الاجتماعي حول تخلف الحجاج قبل دخول شهر محرم.
وكثير منا قد طالع رسالة من الجوازات تنبه الحجاج، وهم ما زالوا في الأسبوع التالي للحج: «أخي الحاج بقاؤك في المملكة بعد الحج يعرضك للمساءلة»، فهذه الرسائل المستعجلة تسيء إلى جهود المملكة في استضافة حجاج بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام.
إنني أرفع إلى مقام الجهات العليا هذا الرجاء بتأجيل مثل هذه الرسائل إلى منتصف محرم؛ لأن بقاء الحجاج مدة ستة أسابيع أو شهرين في المملكة ينسجم مع شوقهم إلى البيت الحرام ومسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومدن الحج: مكة المكرمة، والمدينة المنورة وحتى جدة، تنتعش اقتصادياً بما ينفقونه فيها للمطعم والملبس والمسكن والتنقل والهدايا التي يبتاعونها لتقديمها إلى أهاليهم وأصحابهم في بلدانهم بعد عودتهم.
تقبل الله من الحجاج حجهم وأعاننا على حسن معاملتهم وإكرامهم.. آمين.
السطر الأخير:
وَمَا الْخَصْبُ لِلْأَضْيَافِ مِنْ كَثْرِةِ الْقِرَى
وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الْكَرِيمِ خَصِيبُ
* كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com
ونحن نتذكر يقيناً أن حملات الحج تبدأ من جمادى الأولى من كل عام فيما مضى من القرن الرابع عشر وما قبله فتبدأ بواخر الحجاج بالوصول إلى جدة في شهري رجب وشعبان من كل عام، وإذا تأخرت إلى شوال فإن الحجاج يكونون قد اعتزموا البقاء في الديار المقدسة إلى ربيع الأول أو ربيع الآخر من العام التالي.
وبما أن الحج هو رحلة إلى وادٍ غير ذي زرع فقد كان الحجاج يأتون بالخيرات معهم، ولا يصل إلى الديار المقدسة إلا من كان موسراً، وينفق بسخاء على مأكله ومشربه ومسكنه وتنقله، فيفيد أهل الحرمين ويستفيد منهم.
وفي عهد الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع رحمه الله، تلقت وزارته اعتراضاً على إعلانات تنشرها الجوازات تطالب الحجاج بالعودة إلى بلدانهم قبل انقضاء شهر ذي الحجة، فرفع الشيخ عبدالوهاب الطلب إلى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي وجه الجوازات أن تكف عن هذه الإعلانات إلا بعد انقضاء شهر ذي الحجة، حسبما يعلم الجميع.
هذا ولما كان الحجاج هم ضيوف الرحمن وقد جمعوا كريم أموالهم ليقضوا عدة أسابيع في الحرمين الشريفين وإذا لم نسمح لهم بالبقاء شهرين أو ثلاثة فعلى الأقل نتجنب الإعلان في وسائل التواصل الاجتماعي حول تخلف الحجاج قبل دخول شهر محرم.
وكثير منا قد طالع رسالة من الجوازات تنبه الحجاج، وهم ما زالوا في الأسبوع التالي للحج: «أخي الحاج بقاؤك في المملكة بعد الحج يعرضك للمساءلة»، فهذه الرسائل المستعجلة تسيء إلى جهود المملكة في استضافة حجاج بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام.
إنني أرفع إلى مقام الجهات العليا هذا الرجاء بتأجيل مثل هذه الرسائل إلى منتصف محرم؛ لأن بقاء الحجاج مدة ستة أسابيع أو شهرين في المملكة ينسجم مع شوقهم إلى البيت الحرام ومسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومدن الحج: مكة المكرمة، والمدينة المنورة وحتى جدة، تنتعش اقتصادياً بما ينفقونه فيها للمطعم والملبس والمسكن والتنقل والهدايا التي يبتاعونها لتقديمها إلى أهاليهم وأصحابهم في بلدانهم بعد عودتهم.
تقبل الله من الحجاج حجهم وأعاننا على حسن معاملتهم وإكرامهم.. آمين.
السطر الأخير:
وَمَا الْخَصْبُ لِلْأَضْيَافِ مِنْ كَثْرِةِ الْقِرَى
وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الْكَرِيمِ خَصِيبُ
* كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com