في العام 2014 أعلنت السعودية تصنيف جماعة الإخوان المسلمين حزبا إرهابيا يعاقب الانتماء إليه ويحاكم من يبايع قادته، مع العلم أن بيعة الإخوان تعني بالتأكيد التخلي طوعاً عن الولاء للدولة الأم.
التصنيف لم يأتِ إلا بعد أكثر من 50 سنة من العلاقة، جاءت في بدايتها من موقف سعودي إنساني مع كل المسلمين، فهي استقبلت جاليات مسلمة وعربية من مناطق نزاع مختلفة حول العالم، مع التأكيد أنها لم تستقبل أحزابا لها أجنداتها، كانت المملكة توفر لمن يقصدها الملاذ الآمن والحياة الكريمة.
مخطئ من يحاججنا بقوله إن المملكة دعمت الإخوان يوما ما، بالتأكيد استقبلت أفرادا منهم لكنها لم تسمح لهم أن يحولوا السعودية لمنصة معادية يعملون منها ضد دولهم الأصلية، الجريمة الكبرى التي قام الإخوان بها ضد المملكة هي خيانتهم عن سبق إصرار وتخطيط للبلد المضياف الذي آثرهم حتى على نفسه.
ولو استعرضنا ما نعرفه من تاريخ الخيانة لوجدناها قصصا طويلة من التآمر والتحالف والخديعة وتمزيق الصف والتأزيم وخلق الحروب بين التيارات.
بدأ الأمر مبكرا، فقد تولى إخوان الكويت دعم حركة جهيمان في أول عمل عسكري منظم ضد المملكة 1400هـ، وتكفلوا بطباعة رسائله في مطابع التيار الشيوعي في الكويت لإبعاد الشبهة عنهم، تولى إدارة الدعم عبدالله النفيسي الذي كان حليفا لجهيمان.
في العام 90 ومع غزو العراق للكويت جاءت «الخيانة» الفاصلة، فقد انحاز إخوان الداخل والتنظيم العالمي ضد المملكة وحاربوا الموقف السياسي وسيروا المظاهرات وشوهوا مواقف القيادة السعودية
حرض الحركيون والإخوان والصحويون الشارع السعودي ضد قيادته وقراراته، وتصدى لتلك المهمة عدد من الوعاظ على رأسهم سلمان العودة، ونذكر هنا محاضرته الشهيرة أسباب سقوط الدول التي كانت مهمتها دفع الشباب للمواجهة.
جناح الصدام في الإخوان شكل «لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية» وأصدر ما يسمى بمذكرة النصيحة وهي في حقيقة الأمر «منفيستو» إخواني يقول بالفم الملآن «شاركونا نحن الإخوان في الحكم نهادنكم. ترفضون. نشيطنكم ونحرض الشباب ضدكم لقتالكم»،
وهو ما حصل فعليا في هجومات متتالية استمرت من عام 90 وحتى اليوم، بدأت بعسكريين غربيين عام 91 وتفجير الرياض 1995 وأحداث 11 سبتمبر في محاولة لتوريط الرياض فيها باختيار 15 شابا سعوديا من كوادر القاعدة، وعمليات القاعدة 2003 – 2005 وما بعدها من أعمال إرهابية لداعش.
كما شارك الإخوان بتخطيط مشترك مع قطر وليبيا في محاولة اغتيال الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الملك لاحقا، وتولى محمد المسعري وسعد الفقيه وعبدالرحمن العامودي، الكوادر الإخوانية الشهيرة، توفير الدعم اللوجستي والأفراد المناط بهم الاغتيال.
تكتيك آخر استخدمه الإخوان بالاستفادة من مواقع الفتن وتحريض الشباب للذهاب إليها لتكون ميادين تدريب مجانية، بعدها يتحول هؤلاء الشباب لميليشيات تستخدم ضد الدولة وابتزازها فيما بعد.
لقد كانت مفاجأة مدوية عندما أطلق الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- تصريحه الشهير في السياسة الكويتية، مؤكدا أن الإخوان هم وراء معظم المخططات والجرائم التي نفذت ضد السعودية.
يبدو وقتها أن الرياض وهي الحليمة الحكيمة أطلقت بالونا تحذيريا إلا أن الإخوان الذين أضحوا يمتلكون محافظ واستثمارات مالية تتجاوز 20 بليون دولار ومنظمة معقدة ومتشابكة ومنتشرة في العالم أخذتهم العزة والغرور واستمروا في مشروعهم الانقلابي التحريضي ضد المملكة.
في الفترة التي تلت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر فتح الإخوان قنوات مع الإدارات الغربية خاصة الأمريكية وانخرطوا معهم في تأسيس مشروع الشرق الأوسط الجديد وتعهدوا بأن يكونوا الرافعة التي تنفذه لهدم الدول العربية، وما إن حل العام 2010 إلا والعالم العربي قد أصبح جاهزا على إثر تسخينه وتسييله عبر منظمات المجتمع المدني والخونة وقناة الجزيرة.
بعد نجاح الاحتجاجات في بعض الدول العربية بدأ التنظيم العالمي والمحلي محاولة تأسيس ثورتهم الخاصة في السعودية، مطلقين ما يسمى بثورة «حنين»، ورصدوا لها كل طاقاتهم وتوقعوا نجاحها، كيف لا، والمشهد كما تخيلوا بأيديهم، ووسائل التواصل ملكهم، والقنوات تحت إمرتهم، لكن الشعب المخلص لترابه وقادته خذلهم.
استوعبت الرياض الموجة الأولى من طوفان «الخريف العربي»، وقامت بموجتها العالية من 2013 لليوم، وتصدت بكل شجاعة وبصدر مفتوح للمشروع التخريبي، وواجهت أوباما وميركل وساركوزي والإخوان وداعش والحوثيين وإيران وأموال الغاز الحرام القطرية، ووسائل الإعلام المخترقة في العالم العربي والغربي، لم تهتز ولم تتراجع وها هي كما طائر العنقاء تخرج في كل مرة من تحت رمال نجد أقوى مما كانت وبسيف أمضى مما فات.
* كاتب سعودي
التصنيف لم يأتِ إلا بعد أكثر من 50 سنة من العلاقة، جاءت في بدايتها من موقف سعودي إنساني مع كل المسلمين، فهي استقبلت جاليات مسلمة وعربية من مناطق نزاع مختلفة حول العالم، مع التأكيد أنها لم تستقبل أحزابا لها أجنداتها، كانت المملكة توفر لمن يقصدها الملاذ الآمن والحياة الكريمة.
مخطئ من يحاججنا بقوله إن المملكة دعمت الإخوان يوما ما، بالتأكيد استقبلت أفرادا منهم لكنها لم تسمح لهم أن يحولوا السعودية لمنصة معادية يعملون منها ضد دولهم الأصلية، الجريمة الكبرى التي قام الإخوان بها ضد المملكة هي خيانتهم عن سبق إصرار وتخطيط للبلد المضياف الذي آثرهم حتى على نفسه.
ولو استعرضنا ما نعرفه من تاريخ الخيانة لوجدناها قصصا طويلة من التآمر والتحالف والخديعة وتمزيق الصف والتأزيم وخلق الحروب بين التيارات.
بدأ الأمر مبكرا، فقد تولى إخوان الكويت دعم حركة جهيمان في أول عمل عسكري منظم ضد المملكة 1400هـ، وتكفلوا بطباعة رسائله في مطابع التيار الشيوعي في الكويت لإبعاد الشبهة عنهم، تولى إدارة الدعم عبدالله النفيسي الذي كان حليفا لجهيمان.
في العام 90 ومع غزو العراق للكويت جاءت «الخيانة» الفاصلة، فقد انحاز إخوان الداخل والتنظيم العالمي ضد المملكة وحاربوا الموقف السياسي وسيروا المظاهرات وشوهوا مواقف القيادة السعودية
حرض الحركيون والإخوان والصحويون الشارع السعودي ضد قيادته وقراراته، وتصدى لتلك المهمة عدد من الوعاظ على رأسهم سلمان العودة، ونذكر هنا محاضرته الشهيرة أسباب سقوط الدول التي كانت مهمتها دفع الشباب للمواجهة.
جناح الصدام في الإخوان شكل «لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية» وأصدر ما يسمى بمذكرة النصيحة وهي في حقيقة الأمر «منفيستو» إخواني يقول بالفم الملآن «شاركونا نحن الإخوان في الحكم نهادنكم. ترفضون. نشيطنكم ونحرض الشباب ضدكم لقتالكم»،
وهو ما حصل فعليا في هجومات متتالية استمرت من عام 90 وحتى اليوم، بدأت بعسكريين غربيين عام 91 وتفجير الرياض 1995 وأحداث 11 سبتمبر في محاولة لتوريط الرياض فيها باختيار 15 شابا سعوديا من كوادر القاعدة، وعمليات القاعدة 2003 – 2005 وما بعدها من أعمال إرهابية لداعش.
كما شارك الإخوان بتخطيط مشترك مع قطر وليبيا في محاولة اغتيال الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الملك لاحقا، وتولى محمد المسعري وسعد الفقيه وعبدالرحمن العامودي، الكوادر الإخوانية الشهيرة، توفير الدعم اللوجستي والأفراد المناط بهم الاغتيال.
تكتيك آخر استخدمه الإخوان بالاستفادة من مواقع الفتن وتحريض الشباب للذهاب إليها لتكون ميادين تدريب مجانية، بعدها يتحول هؤلاء الشباب لميليشيات تستخدم ضد الدولة وابتزازها فيما بعد.
لقد كانت مفاجأة مدوية عندما أطلق الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- تصريحه الشهير في السياسة الكويتية، مؤكدا أن الإخوان هم وراء معظم المخططات والجرائم التي نفذت ضد السعودية.
يبدو وقتها أن الرياض وهي الحليمة الحكيمة أطلقت بالونا تحذيريا إلا أن الإخوان الذين أضحوا يمتلكون محافظ واستثمارات مالية تتجاوز 20 بليون دولار ومنظمة معقدة ومتشابكة ومنتشرة في العالم أخذتهم العزة والغرور واستمروا في مشروعهم الانقلابي التحريضي ضد المملكة.
في الفترة التي تلت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر فتح الإخوان قنوات مع الإدارات الغربية خاصة الأمريكية وانخرطوا معهم في تأسيس مشروع الشرق الأوسط الجديد وتعهدوا بأن يكونوا الرافعة التي تنفذه لهدم الدول العربية، وما إن حل العام 2010 إلا والعالم العربي قد أصبح جاهزا على إثر تسخينه وتسييله عبر منظمات المجتمع المدني والخونة وقناة الجزيرة.
بعد نجاح الاحتجاجات في بعض الدول العربية بدأ التنظيم العالمي والمحلي محاولة تأسيس ثورتهم الخاصة في السعودية، مطلقين ما يسمى بثورة «حنين»، ورصدوا لها كل طاقاتهم وتوقعوا نجاحها، كيف لا، والمشهد كما تخيلوا بأيديهم، ووسائل التواصل ملكهم، والقنوات تحت إمرتهم، لكن الشعب المخلص لترابه وقادته خذلهم.
استوعبت الرياض الموجة الأولى من طوفان «الخريف العربي»، وقامت بموجتها العالية من 2013 لليوم، وتصدت بكل شجاعة وبصدر مفتوح للمشروع التخريبي، وواجهت أوباما وميركل وساركوزي والإخوان وداعش والحوثيين وإيران وأموال الغاز الحرام القطرية، ووسائل الإعلام المخترقة في العالم العربي والغربي، لم تهتز ولم تتراجع وها هي كما طائر العنقاء تخرج في كل مرة من تحت رمال نجد أقوى مما كانت وبسيف أمضى مما فات.
* كاتب سعودي