-A +A
فواز الشريف
• لم تكن تطلعات سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان لأن يصبح الدوري السعودي ضمن أكبر 10 دوريات في العالم مجرد أماني، بقدر ما كانت تطلعات رجل يدرك بعبقريته «حفظه الله» أن العمل وفق أرضية صلبة وخصبة سيحقق ذلك، وأن تحقيق ذلك يعني أن الرياضة السعودية قد ركبت قطار الاستثمار الرياضي على مستوى العالم، وأن ركوبها لهذا القطار يعني أن الأهداف المكتسبة متعددة، ومنها أن ملايين الريالات ذهبت لتعود بخير كبير، يعكس البعد الاقتصادي للرؤية الرياضية، ويعطي مؤشرا حقيقيا لنجاح الخطوات الوثابة في مشروع كرة القدم، ويخلق المتعة ويصنع الأبطال.

• وذاك ما ترجمه معالي المستشار تركي آل الشيخ، خلال عام واحد قضاه في رياضتنا وفق هذا النهج وهذه الرؤية، من تقديم عمل حقيقي ومؤثر، اعتمد فيه على نظريات مهمة أسست لاقتصاديات العالم الجديد، وهو ما نتج عنه تحقيق الدوري السعودي ترتيبا مهما على مستوى العالم.


• كثيرون هم الذين لا يذهبون بعيدا في قراءتهم للمشهد الرياضي، وبالذات الخاص في كرة القدم، فبعد بلوغ الدوري السعودي الترتيب السادس عالميا، بناء على تقرير من الاتحاد الدولي (فيفا)، وهو بالفعل ترتيب متقدم جدا، ذهب البعض من المحبطين والعاجزين الحقيقيين منهم والوهميين للتقليل من ذلك، والحديث عن الترتيب من النواحي الفنية.

• في كرة القدم إذا أردت أن تصنع مسابقة عالية الجودة عليك أن تبدأ بوضع الأرضية الصلبة (القوانين)، والأرضية الخصبة (القيمة السوقية)، وبعد ذلك يمكن الحديث عن الأداء الفني ومعالجته نحو بلوغ الأفضل، ولن يرتفع الأداء الفني بشكل قاطع، وهذه من وجهة نظري، إلا إذا ارتفع منسوب الثقافة الرياضية لدى المتلقي (الجمهور).

• لقد نجحت المؤسسة الرياضية الآن بتحقيق أهم معادلتين، وهما تأطير المنافسة بالقانون، وتحقيق قيمة سوقية هي السادسة على مستوى العالم، هذا التأطير يحقق نتائج عادلة وهذا التحقيق يضعنا ضمن اهتمامات وكلاء أعمال اللاعبين العالميين والمدربين الكبار، بل سنكون خيارا مهما ضمن خياراتهم، وقد اقترحت شفهيا ذات مرة في مناسبة رياضية أن يقترن الدعم المالي لعقد النقل التلفزيوني بالأداء الفني عبر برنامج «قياس» يعد خصيصا لذلك، ويسهم في تعزيز النشاط الكروي داخل المستطيل الأخضر لا خارجه، بل إن خروج الكرة من الملعب قد يؤثر على قياس الفريق في تحصيل مستحقاته المالية، وهي فكرة مجنونة ضمن أفكاري الكثيرة التي يمكن تصنيفها بذلك.

• إن القفزة السوقية مع إنعاش عملية الجذب والاستثمار وطرح فرص ربحية متعددة ومتنوعة للعلامات التجارية الكبيرة وللمؤسسات الصغيرة سيكون له دور كبير، بمشيئة الله، خلال عامين، لأن تصبح الرياضة السعودية واحدة من أكبر الموارد المالية، خاصة إذا ما قلنا بأن الاستثمار الرياضي أصبح الآن ضمن أعلى الاستثمارات على مستوى العالم، وهو ما تدعو إليه الرؤية السعودية في تنوع مصادر الدخل.