-A +A
عبده خال
الأعمال المتعلقة بالشأن الديني بجميع فواصلها ظلت لزمن طويل كل منها يعمل منفردا، ولكل منها توجه تخصصي، فخسرنا حالة الاندماج والانصهار والتكامل، وضاعت كثير من الفرص التي كان بالإمكان أن يكون تضافر أعمال البر وكذلك بقية الوظائف الدينية ذات شمولية، بحيث تتوزع وتتنوع محصلة تلك الأعمال لتشمل كل الاحتياجات.

وكان من الضروري أن تضم كل الوظائف المعنية بالشأن الديني في حضانة واحدة، ولأننا تأخرنا كثيرا وأضعنا أموالا وجهودا في طرق مختلفة، ولو تم العمل على تكثيف تلك الجهود لأحدثنا طفرة نوعية في طريق الخير.


ولأن الخطاب الديني كان شبه أحادي، فقد تم الإنفاق على وجوه محددة من أعمال البر، ولو أن خطباء المساجد والوعاظ نهضوا بمهمة تنوع أفعال البر لكان وضعنا متقدما في هذا الجانب..

ويمكننا العودة إلى عقود زمنية قريبة (مضت) لوجدنا أن أعمال البر تنوعت من بناء أربطة ومدارس ومستوصفات وابتعاث وإيجاد نزل لعابري السبيل وكفالة أيتام وبناء مساجد، عشرات الأعمال كان ينهض بها فاعلو الخير..

وأجدني أخاطب معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في أن تنهض وزارته بجمع وتوسيع دائرتها، كي تكون هي المظلة الرئيسة لاستقبال التبرعات (وهي أموال ضخمة جدا)، ومن خلال الوزارة وإشرافها على تلك الأموال تتم دراسة الاحتياجات المجتمعية، ومنها إحداث تنوع، فتكون لدينا أعمال خيرة كالمستشفى والنزل والرباط والابتعاث والمدرسة والمسجد.

الآن نجد فاعلي الخير لديهم توجه شبه وحيد يتمثل في بناء المساجد، ولو أقيم بأموال أهل البر إضافة إلى ذلك مستشفيات أو أربطة أو مدارس، وكل تلك الأعمال تنهض بها تبرعات الخيرين، لكان لدينا تكافل بمعناه الحقيقي..

إن أموال البر والأوقاف بحد ذاتها قادرة على النهوض بذات المشاريع الخيرية في تلبية احتياجات المجتمع، أو على الأقل هي قادرة على إحياء أحياء متناثرة في كل مدينة.

- أحيوا أعمال الخير بالتنوع والاستفادة المثلى من التبرعات.