في الوقت الذي كانت «حماس» وأعضاء التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة والضفة الغربية تحرق صور الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وتقيم حفلات الشتائم للسعوديين، كان إسماعيل هنية على الخط الساخن يتحدث مع الدوحة، حيث يزورها حاخام إسرائيلي وقيادات من منظمات ضغط فاعلة، ويتبادل معهم النكت الرخيصة ويجري مباحثات سرية حول صفقة القرن وتسهيل نقل السفارة الأمريكية للقدس.
لم يكن للملك سلمان ولا ولي عهده ولا الشعب السعودي أي ذنب يذكر في حفلة «شذاذ الآفاق» التي أقامها خونة غزة للتنديد بما يسمى صفقة القرن، لقد ساقتهم إليها حيلة قطرية قديمة، تقول: دعونا نتهم السعوديين ونستفرد نحن بالإسرائيليين والأمريكيين ونبيع لهم ما يريدونه تحت الطاولة، بالطبع تولى تنفيذ ذلك قناة الجزيرة والميادين والعربي الجديد وكل الإعلام المرتشي بأموال الغاز الحرام، الذين انخرطوا في الهجوم الممنهج والتشويه المتعمد للسعوديين.
المباحثات الساخنة لبيع القدس كانت تتم بشكل متسارع في العاصمة القطرية الدوحة بين الأطراف الثلاثة «قطر – حماس – إسرائيل» قبيل أسابيع من الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية.
اللطيف في القصة التي نشرتها الصحافة الغربية الأسبوع الماضي، أن الإسرائيليين هم من أنهى النقاشات لشكهم في فعالية قطر وحماس في المناطق المتنازع عليها، خصوصا مع تراجع نفوذهما على الأرض في قطاع غزة والضفة.
صحيح أن حماس دفعت بالمناصرين لاقتحام الحدود مع إسرائيل للحصول على مكاسب أكبر لقياداتها، وصحيح أنها ضحت بأكثر من 60 قتيلا، إلا أن ذلك لم يفلح في إعادة الإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات.
القصة بدأت بعد تسريبات عن نية واشنطن نقل سفارتها إلى القدس، وجد القطريون أن فرصة قد نزلت عليهم من السماء للتقرب من الإسرائيليين، والتأكيد للرئيس الأمريكي ترمب وصهره كوشنير أنهم مفتاح الحل في العالم العربي، وأنه يمكن الاعتماد عليهم لتنفيذ أي مخططات للمنطقة، وهي طريقة قديمة اتبعها النظام القطري، تتلخص في توتير وتسخين مناطق معينة خاصة غزة، ثم التقدم بحل لنزع الفتيل بالاتفاق مع الأطراف جميعها وتحقيق مصالح للسياسة القطرية على حساب فلسطين التاريخية.
كانت ليالي الدوحة حميمة جدا، فالحاخام الإسرائيلي وأعضاء في منظمات ضغط إسرائيلية يأكلون وجبة كباب تركية، قدمها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بفرح في قصره الضخم بحي الريان، كان يشرح لضيوفه نجاح الاستثمارات التركية في الدوحة، ويدعوهم لحث المستثمرين الإسرائيليين للقدوم وافتتاح استثمارات كبيرة.
المباحثات الطويلة تركزت على تقديم تميم كوسيط دولي بين الأطراف المتنازعة، ودفع نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل للقبول به، مع التذكير أن نتنياهو هو من رفض تميم، لمعرفته بضعفه وقلة حيلته، مع وجود حكام فعليين للدوحة هما حمد بن خليفة وحمد بن جاسم.
لقد أثبتت الدوحة بمشاركة من حماس أن خيانة القدس ليست صعبة، فقط اتهم طرفا آخر ليس له علاقة بالأمر، وهم هنا السعوديون كما اتهم المصريون سابقا، واصرف الأنظار عنك، ثم قم بالخيانة وقدم التنازلات.
لم تكتف قطر بذلك بل قادت حملة إعلامية منظمة برضى قادة حماس تتهم السعودية وقادتها وشعبها ببيع القضية الفلسطينية وتسيير المظاهرات وحرق الصور والأعلام السعودية، وفي الوقت نفسه يتم التفاوض سريا لعقد صفقة القرن والاستفادة منها لصالح قطر وحماس.
وعلى الرغم من أن السعودية أعلنت عن عدم رضاها عن نقل السفارة الأمريكية أو التفاوض نيابة عن الحكومة الفلسطينية الشرعية في قضية القدس، إلا أن كثيرا من الفلسطينيين والأردنيين وعوام العالم العربي انخرطوا في عداء مصنوع ضد الرياض وقادتها.
على جانب آخر مما ينشغل به أعداء السعودية، كان الملك سلمان يعود من زيارة تاريخية لموسكو، ويقود بجهوده سلاما في القرن الأفريقي، ويستضيف قادة الشعب الأفغاني، ويفتتح القمة العربية ويشرف على اختتام مناورات عسكرية كبرى، ويضع حجر الأساس لمشروع القدية الترفيهي الأضخم من نوعه في العالم، بينما ولي عهده الأمير محمد بن سلمان يطوف العالم في زيارات تاريخية، ويعلن من الرياض إنشاء مشروع نيوم ويضع الخطط لمشاريع جزر البحر الأحمر والعلا وجدة تاون، وفي الوقت نفسه تقوم القوات السعودية باستكمال تنظيف اليمن من الاحتلال الإيراني، إنها السعودية التي تنام قريرة العين ويسهر الحساد من حولها ويختصمُ.
* كاتب سعودي
لم يكن للملك سلمان ولا ولي عهده ولا الشعب السعودي أي ذنب يذكر في حفلة «شذاذ الآفاق» التي أقامها خونة غزة للتنديد بما يسمى صفقة القرن، لقد ساقتهم إليها حيلة قطرية قديمة، تقول: دعونا نتهم السعوديين ونستفرد نحن بالإسرائيليين والأمريكيين ونبيع لهم ما يريدونه تحت الطاولة، بالطبع تولى تنفيذ ذلك قناة الجزيرة والميادين والعربي الجديد وكل الإعلام المرتشي بأموال الغاز الحرام، الذين انخرطوا في الهجوم الممنهج والتشويه المتعمد للسعوديين.
المباحثات الساخنة لبيع القدس كانت تتم بشكل متسارع في العاصمة القطرية الدوحة بين الأطراف الثلاثة «قطر – حماس – إسرائيل» قبيل أسابيع من الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية.
اللطيف في القصة التي نشرتها الصحافة الغربية الأسبوع الماضي، أن الإسرائيليين هم من أنهى النقاشات لشكهم في فعالية قطر وحماس في المناطق المتنازع عليها، خصوصا مع تراجع نفوذهما على الأرض في قطاع غزة والضفة.
صحيح أن حماس دفعت بالمناصرين لاقتحام الحدود مع إسرائيل للحصول على مكاسب أكبر لقياداتها، وصحيح أنها ضحت بأكثر من 60 قتيلا، إلا أن ذلك لم يفلح في إعادة الإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات.
القصة بدأت بعد تسريبات عن نية واشنطن نقل سفارتها إلى القدس، وجد القطريون أن فرصة قد نزلت عليهم من السماء للتقرب من الإسرائيليين، والتأكيد للرئيس الأمريكي ترمب وصهره كوشنير أنهم مفتاح الحل في العالم العربي، وأنه يمكن الاعتماد عليهم لتنفيذ أي مخططات للمنطقة، وهي طريقة قديمة اتبعها النظام القطري، تتلخص في توتير وتسخين مناطق معينة خاصة غزة، ثم التقدم بحل لنزع الفتيل بالاتفاق مع الأطراف جميعها وتحقيق مصالح للسياسة القطرية على حساب فلسطين التاريخية.
كانت ليالي الدوحة حميمة جدا، فالحاخام الإسرائيلي وأعضاء في منظمات ضغط إسرائيلية يأكلون وجبة كباب تركية، قدمها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بفرح في قصره الضخم بحي الريان، كان يشرح لضيوفه نجاح الاستثمارات التركية في الدوحة، ويدعوهم لحث المستثمرين الإسرائيليين للقدوم وافتتاح استثمارات كبيرة.
المباحثات الطويلة تركزت على تقديم تميم كوسيط دولي بين الأطراف المتنازعة، ودفع نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل للقبول به، مع التذكير أن نتنياهو هو من رفض تميم، لمعرفته بضعفه وقلة حيلته، مع وجود حكام فعليين للدوحة هما حمد بن خليفة وحمد بن جاسم.
لقد أثبتت الدوحة بمشاركة من حماس أن خيانة القدس ليست صعبة، فقط اتهم طرفا آخر ليس له علاقة بالأمر، وهم هنا السعوديون كما اتهم المصريون سابقا، واصرف الأنظار عنك، ثم قم بالخيانة وقدم التنازلات.
لم تكتف قطر بذلك بل قادت حملة إعلامية منظمة برضى قادة حماس تتهم السعودية وقادتها وشعبها ببيع القضية الفلسطينية وتسيير المظاهرات وحرق الصور والأعلام السعودية، وفي الوقت نفسه يتم التفاوض سريا لعقد صفقة القرن والاستفادة منها لصالح قطر وحماس.
وعلى الرغم من أن السعودية أعلنت عن عدم رضاها عن نقل السفارة الأمريكية أو التفاوض نيابة عن الحكومة الفلسطينية الشرعية في قضية القدس، إلا أن كثيرا من الفلسطينيين والأردنيين وعوام العالم العربي انخرطوا في عداء مصنوع ضد الرياض وقادتها.
على جانب آخر مما ينشغل به أعداء السعودية، كان الملك سلمان يعود من زيارة تاريخية لموسكو، ويقود بجهوده سلاما في القرن الأفريقي، ويستضيف قادة الشعب الأفغاني، ويفتتح القمة العربية ويشرف على اختتام مناورات عسكرية كبرى، ويضع حجر الأساس لمشروع القدية الترفيهي الأضخم من نوعه في العالم، بينما ولي عهده الأمير محمد بن سلمان يطوف العالم في زيارات تاريخية، ويعلن من الرياض إنشاء مشروع نيوم ويضع الخطط لمشاريع جزر البحر الأحمر والعلا وجدة تاون، وفي الوقت نفسه تقوم القوات السعودية باستكمال تنظيف اليمن من الاحتلال الإيراني، إنها السعودية التي تنام قريرة العين ويسهر الحساد من حولها ويختصمُ.
* كاتب سعودي