خرجت للتو من جامعة كاوست في منطقة ثول مصطحبا ولدي الذي يبدي اهتماما بالمشاركة في أبحاث هذه الجامعة العريقة، خاصة مركز أبحاث البحر الأحمر المهتم بتقديم فهم متكامل للشعاب المرجانية والظروف المحيطة بها. ويتركز الاهتمام الأساسي للمركز على الحفاظ والعمل على استمرارية البيئة الملائمة لنمو الشعاب المرجانية على طول ساحل البحر الأحمر.
استمرينا في المسير بموازاة البحر الأحمر لنرى كيف تحولت هذه المنطقة إلى أحد أهم المقاصد السياحية في العالم، وقد حققت للتو رقما قياسيا لأكبر عدد من الأشخاص المهتمين بالغوص، يمارسون هوايتهم في وقت واحد، وهذه الجزر الخمسين الممتدة من أملج جنوبا إلى الوجه شمالا والتي تشع من البحر الأحمر، لتكن شعبه المضيئة التي أوقدتها السواعد السعودية.
كان أحد أهداف رحلتنا أن نتوجه إلى منطقة «نيوم» لقضاء اليوم الوطني المئة (23 سبتمبر 2030)، والذي يذكرنا دوما بتاريخ الشخصية الفذة الملك المؤسس الذي جمع شتات هذه البلاد بعد تفرق وتشرذم وتناحر قبلي، وكيف استطاع أن يرسم حدود بلد ممتد برقعته الجغرافية، متجاوزا التحديات العسكرية والسياسية، والضعف الاقتصادي الذي كانت تعاني منه الجزيرة العربية آنذاك.
لم يصدق ابني بأن كل ما شاهده على امتداد هذا الساحل من منجزات ومشاريع عملاقة، كانت خططا عبر عنها أمير طموح قبل حوالى 14 عاما، اليوم يدرك أن النجاحات الكبرى تبدأ بحلم، وأن القادة العظماء في التاريخ يصنعون ما يعتقد المشككون والكسالى بأنه مستحيل.
رغم مرور 100 عام على تسمية المملكة العربية السعودية، وتغير اسم الملك بعد أن كان سلطان نجد وملك الحجاز وتوابعهما، إلا أن عبدالعزيز يسكن في كل تفاصيل حياتنا، ما زال رمزا للهوية المشتركة التي تجاوزت القبيلة والمنطقة والطائفة، إلى انتماء لراية واحدة.
قصصت له قصة زميل لي من عسير، درس الجامعة في المنطقة الشرقية، وكانت نشأته في سكاكا تبعا لعمل والده، والتقينا كزملاء عمل في الرياض، وهذه القصة رغم بساطتها إلا أنها تقول كل الحكاية.
توقع ولدي أن يكون الطريق سهلا لكل ما وصلت إليه المملكة، ولهذا وضعت خططا جديدة ومستهدفات أكبر تطمح لتحقيقها في مقبل الأيام، وأجبته بأن الطريق لم يكن يوما سهلا، والمؤامرات لم تخلد للنعاس قط، كثيرون من حاولوا تدويل الحرمين، وتفكيك بلاد الحرمين، لكن طموحاتهم جميعا تكسرت عند صخرة وعي الشعب السعودي.
حكيت له قصص بطولات الجنود السعوديين في عاصفة الحزم، وكيف شكلت المملكة أول تحالف عربي من نوعه نصرة للشعب اليمني، وتصديا للمشروعات الإيرانية، التي قزمتها المملكة وقطعت أصابعها التي كانت ممتدة في عدة دول عربية.
تطورنا بشكل لم يعهده الآخرون، فقد تقدمنا حاملين معنا قيمنا الأصيلة، تقدمنا بالعلم والمعرفة وتمسكنا بالعقيدة الصافية، ولم نكن كمن كان التطور بالنسبة لهم إنسلاخا عن الماضي، ولعل الحج والعمرة الذي يأتي له ملايين الحجيج ويرون تطوره المستمر وتقنياته الملفتة أكبر مثال على ذلك.
ولدي العزيز قبل اثني عشر عاما حين كتبت هذا المقال، كان لدينا ملك حكيم وولي عهد طموح وشجاع، وشعب يؤمن بحلم قيادته ويعي تماما المؤامرات التي تحاك من حوله، ساروا جميعا نحو هذا الهدف الذي تراه اليوم، ولن يقف الطموح عند 2030، لأن منهم في الطليعة لا يتوقفون عن الركض.
وعشت فخر المسلمين..
* كاتب سعودي
استمرينا في المسير بموازاة البحر الأحمر لنرى كيف تحولت هذه المنطقة إلى أحد أهم المقاصد السياحية في العالم، وقد حققت للتو رقما قياسيا لأكبر عدد من الأشخاص المهتمين بالغوص، يمارسون هوايتهم في وقت واحد، وهذه الجزر الخمسين الممتدة من أملج جنوبا إلى الوجه شمالا والتي تشع من البحر الأحمر، لتكن شعبه المضيئة التي أوقدتها السواعد السعودية.
كان أحد أهداف رحلتنا أن نتوجه إلى منطقة «نيوم» لقضاء اليوم الوطني المئة (23 سبتمبر 2030)، والذي يذكرنا دوما بتاريخ الشخصية الفذة الملك المؤسس الذي جمع شتات هذه البلاد بعد تفرق وتشرذم وتناحر قبلي، وكيف استطاع أن يرسم حدود بلد ممتد برقعته الجغرافية، متجاوزا التحديات العسكرية والسياسية، والضعف الاقتصادي الذي كانت تعاني منه الجزيرة العربية آنذاك.
لم يصدق ابني بأن كل ما شاهده على امتداد هذا الساحل من منجزات ومشاريع عملاقة، كانت خططا عبر عنها أمير طموح قبل حوالى 14 عاما، اليوم يدرك أن النجاحات الكبرى تبدأ بحلم، وأن القادة العظماء في التاريخ يصنعون ما يعتقد المشككون والكسالى بأنه مستحيل.
رغم مرور 100 عام على تسمية المملكة العربية السعودية، وتغير اسم الملك بعد أن كان سلطان نجد وملك الحجاز وتوابعهما، إلا أن عبدالعزيز يسكن في كل تفاصيل حياتنا، ما زال رمزا للهوية المشتركة التي تجاوزت القبيلة والمنطقة والطائفة، إلى انتماء لراية واحدة.
قصصت له قصة زميل لي من عسير، درس الجامعة في المنطقة الشرقية، وكانت نشأته في سكاكا تبعا لعمل والده، والتقينا كزملاء عمل في الرياض، وهذه القصة رغم بساطتها إلا أنها تقول كل الحكاية.
توقع ولدي أن يكون الطريق سهلا لكل ما وصلت إليه المملكة، ولهذا وضعت خططا جديدة ومستهدفات أكبر تطمح لتحقيقها في مقبل الأيام، وأجبته بأن الطريق لم يكن يوما سهلا، والمؤامرات لم تخلد للنعاس قط، كثيرون من حاولوا تدويل الحرمين، وتفكيك بلاد الحرمين، لكن طموحاتهم جميعا تكسرت عند صخرة وعي الشعب السعودي.
حكيت له قصص بطولات الجنود السعوديين في عاصفة الحزم، وكيف شكلت المملكة أول تحالف عربي من نوعه نصرة للشعب اليمني، وتصديا للمشروعات الإيرانية، التي قزمتها المملكة وقطعت أصابعها التي كانت ممتدة في عدة دول عربية.
تطورنا بشكل لم يعهده الآخرون، فقد تقدمنا حاملين معنا قيمنا الأصيلة، تقدمنا بالعلم والمعرفة وتمسكنا بالعقيدة الصافية، ولم نكن كمن كان التطور بالنسبة لهم إنسلاخا عن الماضي، ولعل الحج والعمرة الذي يأتي له ملايين الحجيج ويرون تطوره المستمر وتقنياته الملفتة أكبر مثال على ذلك.
ولدي العزيز قبل اثني عشر عاما حين كتبت هذا المقال، كان لدينا ملك حكيم وولي عهد طموح وشجاع، وشعب يؤمن بحلم قيادته ويعي تماما المؤامرات التي تحاك من حوله، ساروا جميعا نحو هذا الهدف الذي تراه اليوم، ولن يقف الطموح عند 2030، لأن منهم في الطليعة لا يتوقفون عن الركض.
وعشت فخر المسلمين..
* كاتب سعودي