قال وزير النقل الدكتور نبيل العامودي في تصريح إلى «عكاظ» نشر في عددها الصادر 12/01/1440هـ إن قطار الحرمين سوف ينطلق رسمياً في الرابع من شهر أكتوير القادم 2018 الموافق للرابع والعشرين من شهر محرم 1440هـ، وإن القطار سوف يسير بسرعة ثلاثمئة كيلو متر في الساعة على مسار طوله أربعمئة وخمسون كيلو متراً، ويمر بخمس محطات، وإن طاقته الاستيعابية اليومية هي مائة وستون ألف راكب يومياً والسنوية ستون مليون راكب.
وكانت مواقع تواصل نقلت عن وزارة النقل أن سعر التذكرة للدرجة السياحية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بمئة وخمسين ريالاً، أما الدرجة الأولى فهي بمئتين وخمسين ريالاً! وتعتبر القطارات وسيلة نقل شعبية في معظم دول العالم، ولذلك فإن هذه الأسعار إن تأكدت عالية، وقد تصرف الكثيرين عن استخدام قطار الحرمين في رحلاتهم بين المدينتين المقدستين، وبالتالي فقد لا تتحقق الأرقام المعلنة للركاب يومياً أو سنويا، وبدل أن يسير القطار وعرباته بكامل الطاقة الاستيعابية فقد نجده يتحرك ومعظم عرباته شاغرة من الركاب، لأن كثيراً منهم قد يفضلون استخدام سياراتهم الخاصة أو النقل الجماعي تفادياً لغلاء أسعار تذاكر القطار.
ولتقريب هذه المسألة على الأذهان، فلو أن رب أسرة لديه سيارة جمس وعدد أفراد أسرته عشرة أشخاص وأراد السفر بالقطار من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أو العكس فإن رحلته على الدرجة السياحية تكلفه ذهابا وإياباً ثلاثة آلاف ريال، أما على الدرجة الأولى فتكلفه خمسة آلاف ريال، ولذلك فإنه سيقول لزوجته صفية ولابنه محمود: هيا إلى الجِمْس يا شطار بلا قطار بلا مطار!
إن بعض دول العالم الثالث تقترض من البنوك الدولية أو من الدول الغنية وبفوائد لكي تنفذ مشاريع القطارات وتقدم هذه الخدمة كوسيلة نقل شعبية بأقل الأثمان، ولا تستعجل في جَنْي الأرباح أو حتى تغطية التكلفة حتى إذا احتاج الأمر إلى عدة عقود، أما على حساب تذاكر قطار الحرمين الذي لو جعلنا متوسط سعر تذاكره مئة ريال لأن التذكرة من مكة المكرمة إلى جدة بأربعين للسياحية وخمسين ريالاً للأولى، فإن دخل القطار في العام سيكون ستة مليارات ريال حسب أرقام وزارة النقل الآنفة الذكر، فلماذا العجلة في تحصيل التكاليف والنهم على الأرباح، وهل ستكون هذه الأسعار مشجعة وجاذبة أم منفرة وطاردة ؟
* كاتب سعودي
وكانت مواقع تواصل نقلت عن وزارة النقل أن سعر التذكرة للدرجة السياحية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بمئة وخمسين ريالاً، أما الدرجة الأولى فهي بمئتين وخمسين ريالاً! وتعتبر القطارات وسيلة نقل شعبية في معظم دول العالم، ولذلك فإن هذه الأسعار إن تأكدت عالية، وقد تصرف الكثيرين عن استخدام قطار الحرمين في رحلاتهم بين المدينتين المقدستين، وبالتالي فقد لا تتحقق الأرقام المعلنة للركاب يومياً أو سنويا، وبدل أن يسير القطار وعرباته بكامل الطاقة الاستيعابية فقد نجده يتحرك ومعظم عرباته شاغرة من الركاب، لأن كثيراً منهم قد يفضلون استخدام سياراتهم الخاصة أو النقل الجماعي تفادياً لغلاء أسعار تذاكر القطار.
ولتقريب هذه المسألة على الأذهان، فلو أن رب أسرة لديه سيارة جمس وعدد أفراد أسرته عشرة أشخاص وأراد السفر بالقطار من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أو العكس فإن رحلته على الدرجة السياحية تكلفه ذهابا وإياباً ثلاثة آلاف ريال، أما على الدرجة الأولى فتكلفه خمسة آلاف ريال، ولذلك فإنه سيقول لزوجته صفية ولابنه محمود: هيا إلى الجِمْس يا شطار بلا قطار بلا مطار!
إن بعض دول العالم الثالث تقترض من البنوك الدولية أو من الدول الغنية وبفوائد لكي تنفذ مشاريع القطارات وتقدم هذه الخدمة كوسيلة نقل شعبية بأقل الأثمان، ولا تستعجل في جَنْي الأرباح أو حتى تغطية التكلفة حتى إذا احتاج الأمر إلى عدة عقود، أما على حساب تذاكر قطار الحرمين الذي لو جعلنا متوسط سعر تذاكره مئة ريال لأن التذكرة من مكة المكرمة إلى جدة بأربعين للسياحية وخمسين ريالاً للأولى، فإن دخل القطار في العام سيكون ستة مليارات ريال حسب أرقام وزارة النقل الآنفة الذكر، فلماذا العجلة في تحصيل التكاليف والنهم على الأرباح، وهل ستكون هذه الأسعار مشجعة وجاذبة أم منفرة وطاردة ؟
* كاتب سعودي