كانت الرسالة من المراسلة الصحفية على المسرح آسرة وعاطفية. كانت تشارك في ورشة عمل في الكونغرس الآسيوي الـ«21» الذي عقد في جدة في نهاية الأسبوع وشارك معها على المسرح مندوبون من شتى أنحاء العالم مثل تايبي في الصين، والهند، والأردن، ودبي.
السيدة التي أسرت انتباه جمهورها كانت من الدولة المضيفة كشفت كيف في الليلة التي سبقت الكونغرس غطت مباراة كرة القدم لفريق النصر في الدوري السعودي كصحفية محترفة (عاملة)، وقد ساقت سيارتها بنفسها إلى الاستاد، ولكن قبل ستة أشهر كان من المستحيل أن تتصرف هكذا لأنه كان مخالفا للقانون.
ولكن القانون قد تغير والنساء المشاركات في مناظرة الاتحاد الدولي شرحن كيف كان شعورهن بالتمكين نتيجة التغيير، هذه هي البداية.
وفي إنجلترا كانت جولي ولش الكاتبة الأولى في مجال الرياضة لصحيفة وطنية كاتبة جيدة، وقد عينت في العام 1973م ولكن بعد 45 عاما ما زال مطلوبا منا الكثير في المملكة المتحدة في مجال المساواة وليس في مجال خلق فرص للمرأة فقط ولكن تحقيق المساواة بين الأجناس والتأكد من أن الصحفيين المعاقين يستطيعون الحصول على عمل.
أهم حقيقة أنك لا بد أن تبدأ من مكان ما وهذا ما كان يسعد النساء في الكونغرس الآسيوي أن يتحدثن عنه في إجازة نهاية الأسبوع لقد حققن اختراقات ويقدرن ذلك.
والحقيقة أن المرأة الآن تستطيع أن تقود سيارتها في المملكة العربية السعودية، وذلك يذكرني كيف كانت والدتي المسنة تسوق السيارة بطريقة سيئة للغاية. وفي عمرها المتقدم اعترفت بأنها لم تنجح في اختبار قيادة السيارة قط. وإبان الحرب العالمية الثانية تطوعت والدتي في العمل كسائقة سيارة وبدون أي مؤهلات رسمية منحت رخصة القيادة، وهذا عرض مستخدمي الطريق (السائقين) الآخرين للمخاطر لسنين طويلة.
كانت هذه رحلتي الأولى إلى المملكة العربية السعودية وعليّ أن أعترف بأن الكثير من تصوراتي المسبقة كانت خاطئة، وكان من المفيد انعقاد الكونغرس في عطلة نهاية الأسبوع عندما كان المواطنون السعوديون يحتفلون بالذكرى الـ88 ليومهم الوطني. كانت حفلة طويلة ممتدة طوال نهاية الأسبوع في جدة.
بالتأكيد كانت أحسن حفلة حضرتها منذ تنظيم كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1994م. حينذاك كان جميع مشجعي المكسيك وهولندا وجمهورية إيرلندا في فلوريدا في وقت واحد. أتذكر في ليلة لا تنسى عندما تحول شارس شرش في أولندو إلى مسرح احتفال. كان مشجعو الدول الثلاث يغنون أغانيهم ويرقصون ويحتفلون جميعا.
كانوا جميعا مشجعي كرة القدم ورياضتهم المفضلة وحدتهم كأصدقاء، لم تكن هناك أي إشارة لظهور لعنة شغب الشارع. في وسط أرلاندو كان بحر من اللون الأخضر لمشجعي المكسيك ومشجعي ايرلندا. كانوا مرتدين ألوان فريقهم. وفي جدة في إجازة نهاية الأسبوع رأيت أناسا يرتدون اللون الأخضر للمملكة العربية السعودية ويغنون ويرقصون بكل سعادة احتفالا بذكرى يومهم الوطني.
كان ممتعا جدا أن أتجول على طول الكورنيش في مساء السبت وأتذوق أول طبق من البليلة وأشاهد عروض الليزر من على سطح فندق الرتزكارلتون وأتمتع بالمناظر والأصوات والروائح المتنوعة على ساحل البحر الأحمر. وكانت العروض مدهشة وممتعة.
ولكن لا بد أن أعترف أنه بوجود درجات حرارة مرتفعة في حدود 34 درجة مئوية عند منتصف الليل هذا الرجل الإنجليزي العجوز وجد الطقس حارا إلى حد ما، وابتسمت نورة الحقباني مرشدتي وناصحتي السعودية وقالت: «ديفيد لا بد أن تعود في الصيف حينما يكون الجو حارا جدا».
* الرئيس السابق لجمعية الصحفيين الرياضيين في بريطانيا
davidwalker2020@
السيدة التي أسرت انتباه جمهورها كانت من الدولة المضيفة كشفت كيف في الليلة التي سبقت الكونغرس غطت مباراة كرة القدم لفريق النصر في الدوري السعودي كصحفية محترفة (عاملة)، وقد ساقت سيارتها بنفسها إلى الاستاد، ولكن قبل ستة أشهر كان من المستحيل أن تتصرف هكذا لأنه كان مخالفا للقانون.
ولكن القانون قد تغير والنساء المشاركات في مناظرة الاتحاد الدولي شرحن كيف كان شعورهن بالتمكين نتيجة التغيير، هذه هي البداية.
وفي إنجلترا كانت جولي ولش الكاتبة الأولى في مجال الرياضة لصحيفة وطنية كاتبة جيدة، وقد عينت في العام 1973م ولكن بعد 45 عاما ما زال مطلوبا منا الكثير في المملكة المتحدة في مجال المساواة وليس في مجال خلق فرص للمرأة فقط ولكن تحقيق المساواة بين الأجناس والتأكد من أن الصحفيين المعاقين يستطيعون الحصول على عمل.
أهم حقيقة أنك لا بد أن تبدأ من مكان ما وهذا ما كان يسعد النساء في الكونغرس الآسيوي أن يتحدثن عنه في إجازة نهاية الأسبوع لقد حققن اختراقات ويقدرن ذلك.
والحقيقة أن المرأة الآن تستطيع أن تقود سيارتها في المملكة العربية السعودية، وذلك يذكرني كيف كانت والدتي المسنة تسوق السيارة بطريقة سيئة للغاية. وفي عمرها المتقدم اعترفت بأنها لم تنجح في اختبار قيادة السيارة قط. وإبان الحرب العالمية الثانية تطوعت والدتي في العمل كسائقة سيارة وبدون أي مؤهلات رسمية منحت رخصة القيادة، وهذا عرض مستخدمي الطريق (السائقين) الآخرين للمخاطر لسنين طويلة.
كانت هذه رحلتي الأولى إلى المملكة العربية السعودية وعليّ أن أعترف بأن الكثير من تصوراتي المسبقة كانت خاطئة، وكان من المفيد انعقاد الكونغرس في عطلة نهاية الأسبوع عندما كان المواطنون السعوديون يحتفلون بالذكرى الـ88 ليومهم الوطني. كانت حفلة طويلة ممتدة طوال نهاية الأسبوع في جدة.
بالتأكيد كانت أحسن حفلة حضرتها منذ تنظيم كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1994م. حينذاك كان جميع مشجعي المكسيك وهولندا وجمهورية إيرلندا في فلوريدا في وقت واحد. أتذكر في ليلة لا تنسى عندما تحول شارس شرش في أولندو إلى مسرح احتفال. كان مشجعو الدول الثلاث يغنون أغانيهم ويرقصون ويحتفلون جميعا.
كانوا جميعا مشجعي كرة القدم ورياضتهم المفضلة وحدتهم كأصدقاء، لم تكن هناك أي إشارة لظهور لعنة شغب الشارع. في وسط أرلاندو كان بحر من اللون الأخضر لمشجعي المكسيك ومشجعي ايرلندا. كانوا مرتدين ألوان فريقهم. وفي جدة في إجازة نهاية الأسبوع رأيت أناسا يرتدون اللون الأخضر للمملكة العربية السعودية ويغنون ويرقصون بكل سعادة احتفالا بذكرى يومهم الوطني.
كان ممتعا جدا أن أتجول على طول الكورنيش في مساء السبت وأتذوق أول طبق من البليلة وأشاهد عروض الليزر من على سطح فندق الرتزكارلتون وأتمتع بالمناظر والأصوات والروائح المتنوعة على ساحل البحر الأحمر. وكانت العروض مدهشة وممتعة.
ولكن لا بد أن أعترف أنه بوجود درجات حرارة مرتفعة في حدود 34 درجة مئوية عند منتصف الليل هذا الرجل الإنجليزي العجوز وجد الطقس حارا إلى حد ما، وابتسمت نورة الحقباني مرشدتي وناصحتي السعودية وقالت: «ديفيد لا بد أن تعود في الصيف حينما يكون الجو حارا جدا».
* الرئيس السابق لجمعية الصحفيين الرياضيين في بريطانيا
davidwalker2020@