أعلم أن هناك 20 مليون إجابة عن سؤالي أعلاه! وأعلم جيداً وأيضاً أنها إجابات مختلفة، وهذا هو الوضع الطبيعي في مجتمع صحي مثل المجتمع السعودي، والذي يمثل له معالي المستشار رمزا وطنيا كبيرا، فالتجاوز عليه خط أحمر لأنه رجل دولة، وثانياً لأنه سعودي ومخلص.
الداخل السعودي في هذه الحالة أثبت أنه جيش الظل! إذ اكتشف العالم أجمع أن هذا الشعب أسد جسور لا يهاب ولا يتنازل أيضا عن كرامته، ويرى الموت بلسماً شافياً إذا حاول أحد الاقتراب من محارمه، فالحذر الحذر لمن أغوته نفسه بالحوم حول الحمى، وأعود لأقول إن جبهتنا الداخلية متماسكة بل وصلبة، ومن يحاول الاقتراب منها فسيختفي تحت صخورها الصلدة..
السبب الحقيقي والذي يعنيني في هذا الموضوع هو «قراءة وتحليل البعد العربي تجاه المواقف السعودية»، فمنذ تأسيس بلادنا الغالية لم يقف الدعم السعودي تجاه القضايا العربية الكبرى والصغرى مالياً أو معنوياً، فالسعودية حاضرة ومن ينكر «فالحقائق صعب تجاهلها»، وهذا ما كان يردده أسد الدبلوماسية السعودية الأمير بندر بن سلطان، في مقالة له شهيرة حول التخاذل العربي تجاه السعودية العظمى.
انظر لخارطة العالم العربي واختر أي بلد، ثم تحدث عن موقف السعودية تجاهه؟ ستجد أن السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي تلون تلك الخارطة بالأخضر، ثم اسأل السؤال بطريقة عكسية: ما هو موقف تلك الدول من السعودية العظمى؟! عندها ستأتيك الإجابات خجولة وليست بالحجم المأمول! ستتساءل: وهل عطاء السعودية منة وفضل حتى تطلب المقابل؟! من يسأل مثل هذا السؤال لا يعرف أبجديات السياسة! فالتعامل بين الدول ليس كالتعامل بين الأفراد، فالدول تحكمها مصالح ومواقف، وعلى الدول دعم بعضها البعض في تحالفات سياسية واقتصادية وعسكرية، ولذلك كان لزاماً على الدول الكبرى خلق هذه التحالفات، والسعودية استطاعت تكوين تحالفات كبرى رغم خذلان بعض العربان لمواقفها.
فإذا استعرضنا مثل هذه الإساءات التي تعرض لها معالي المستشار سنجد لها تاريخا وتاريخا أسود على ملوك بحجم الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله، أيام المد القومي العربي، ولنا في الفيصل العظيم أسوة حسنة! وكان يرد على هذه الإساءات بمقولته الشهيرة «القافلة تسير والكلاب تنبح»!
وفي غزو العراق للكويت الحبيبة دروس أخرى، وما اجتماع جامعة الدول العربية الشهير مع بطل الحرب والسلام الملك فهد بن عبدالعزيز إلا مثال على صدمة أخرى، عندما سقطت الأقنعة وأصبحنا في مواجهة مرة مع الجحود والنكران.
والتأريخ مليء بمثل هذه المواقف، ويكفينا واقعنا الساخر مع دويلة بحجم «شرق سلوى»، التي تصرخ نشازاً ضد أسود حاصروها ولم يمنعهم عنها إلا نخوة وشهامة وأمل في عودة العقل الغائب.
معالي المستشار استطاع وباقتدار كشف هذا الزيف، بل وانسحب بانتصار وبشهامة العربي الذي اكتفى بالتلويح الأخير ليرى ونحن معه ما هم فاعلون؟
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
الداخل السعودي في هذه الحالة أثبت أنه جيش الظل! إذ اكتشف العالم أجمع أن هذا الشعب أسد جسور لا يهاب ولا يتنازل أيضا عن كرامته، ويرى الموت بلسماً شافياً إذا حاول أحد الاقتراب من محارمه، فالحذر الحذر لمن أغوته نفسه بالحوم حول الحمى، وأعود لأقول إن جبهتنا الداخلية متماسكة بل وصلبة، ومن يحاول الاقتراب منها فسيختفي تحت صخورها الصلدة..
السبب الحقيقي والذي يعنيني في هذا الموضوع هو «قراءة وتحليل البعد العربي تجاه المواقف السعودية»، فمنذ تأسيس بلادنا الغالية لم يقف الدعم السعودي تجاه القضايا العربية الكبرى والصغرى مالياً أو معنوياً، فالسعودية حاضرة ومن ينكر «فالحقائق صعب تجاهلها»، وهذا ما كان يردده أسد الدبلوماسية السعودية الأمير بندر بن سلطان، في مقالة له شهيرة حول التخاذل العربي تجاه السعودية العظمى.
انظر لخارطة العالم العربي واختر أي بلد، ثم تحدث عن موقف السعودية تجاهه؟ ستجد أن السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي تلون تلك الخارطة بالأخضر، ثم اسأل السؤال بطريقة عكسية: ما هو موقف تلك الدول من السعودية العظمى؟! عندها ستأتيك الإجابات خجولة وليست بالحجم المأمول! ستتساءل: وهل عطاء السعودية منة وفضل حتى تطلب المقابل؟! من يسأل مثل هذا السؤال لا يعرف أبجديات السياسة! فالتعامل بين الدول ليس كالتعامل بين الأفراد، فالدول تحكمها مصالح ومواقف، وعلى الدول دعم بعضها البعض في تحالفات سياسية واقتصادية وعسكرية، ولذلك كان لزاماً على الدول الكبرى خلق هذه التحالفات، والسعودية استطاعت تكوين تحالفات كبرى رغم خذلان بعض العربان لمواقفها.
فإذا استعرضنا مثل هذه الإساءات التي تعرض لها معالي المستشار سنجد لها تاريخا وتاريخا أسود على ملوك بحجم الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله، أيام المد القومي العربي، ولنا في الفيصل العظيم أسوة حسنة! وكان يرد على هذه الإساءات بمقولته الشهيرة «القافلة تسير والكلاب تنبح»!
وفي غزو العراق للكويت الحبيبة دروس أخرى، وما اجتماع جامعة الدول العربية الشهير مع بطل الحرب والسلام الملك فهد بن عبدالعزيز إلا مثال على صدمة أخرى، عندما سقطت الأقنعة وأصبحنا في مواجهة مرة مع الجحود والنكران.
والتأريخ مليء بمثل هذه المواقف، ويكفينا واقعنا الساخر مع دويلة بحجم «شرق سلوى»، التي تصرخ نشازاً ضد أسود حاصروها ولم يمنعهم عنها إلا نخوة وشهامة وأمل في عودة العقل الغائب.
معالي المستشار استطاع وباقتدار كشف هذا الزيف، بل وانسحب بانتصار وبشهامة العربي الذي اكتفى بالتلويح الأخير ليرى ونحن معه ما هم فاعلون؟
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@