-A +A
خالد السليمان
فجأة قرر الزعيم الكوري الشمالي أن تحقيق السلام مع الجارة الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية ممكن، وأن التخلص من الترسانة النووية وتفكيك منشآت تصنيعها ليس خيانة عظمى كان مجرد الهمس به مع الذات يؤدي إلى مقصلة الإعدام!

الرئيس الأمريكي «ترمب» أعلن أنه وقع في الحب مع الزعيم الكوري كيم أون، وهو الذي كان يعتبره شيطاناً بحجم حشرة، وقبل ذلك كان الخميني أعلن أنه تجرع السم لإيقاف الحرب مع العراق بعد ثماني سنوات تجرع فيها الملايين الموت، أما خصمه صدام حسين فقد عاد إلى نفس الاتفاقية التي أعلن الحرب لتمزيقها، لتذهب أرواح ملايين البشر نتيجة مغامرة عابرة لدكتاتور استمر بعدها في قيادة بلاده من كارثة إلى كارثة!


هكذا هم الساسة المصابون بجنون عظمة السلطة، يظنون أنهم قادرون على اتخاذ جميع القرارات الرديئة ونقضها دون أي اكتراث للأثمان الباهظة لها، فخوض الحروب وإزهاق الأرواح وتبديد الثروات وتعطيل التنمية والتسبب بالمجاعات لا يعني شيئا لهم حتى وإن كانت سوقت بشعارات معظمة لا تقبل التشكيك ولا المناقشة أمام تهم الخيانة العظيمة وعقوبات الموت الأكيد، فوحدهم الزعماء الخالدون يملكون حق الانتكاس والانقلاب والتملص من شعاراتهم المبجلة وحروبهم المقدسة، تماما كما يفلتون غالبا من عقوبات ما يسببونه من مآس لشعوبهم!.