-A +A
خالد السليمان
عندما أعلن الرئيس الأمريكي ترمب عزمه على سحب قواته من سورية وطالب دول الخليج بدفع فاتورة تواجد هذه القوات في سورية، كتبت أن تواجدها يحمي مصالح ونفوذ بلاده في المنطقة التي تتعرض للتآكل أمام الوجود الروسي في سورية، فالولايات المتحدة في الحقيقة تدفع فاتورة تخصها، وجزء منها ارتفع نتيجة سياساتها الخاطئة في ملفات إيران والعراق وسورية!

الرئيس الأمريكي عاد لنغمته الانتخابية في حملات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، وطالب السعودية ودولا أخرى بأن تدفع ثمن حمايتها، وتمادى في استخدام عبارات خارج العرف الدبلوماسي في مخاطبات رؤساء الدول، لكن اللافت أن تكرار الرئيس لنفس مطالبه 3 مرات خلال أسبوع واحد لا يدل سوى على شيء واحد: أنه سمع جوابا لم يسره، بينما جاء ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حواره مع بلومبيرغ ليؤكد على أن الجواب الذي سمعه ترمب من السعوديين أنهم لا يشترون سمكا في البحر، فأمنهم كان دائما مسؤوليتهم والعناصر التي تحققها أمنيا وعسكريا يتم شراؤها بالمال ولا يحصلون عليها بالمجان!


ومن يتأمل في واقع التهديدات الإيرانية والتمدد الذي حققته في العراق وسورية وتهديدها الأمن الإقليمي بدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة يستطيع أن يقول للرئيس الأمريكي إذا كان مقتنعا بأنه باع الحماية لدول المنطقة: إن بضاعتك رديئة ومغشوشة، وإن أمننا من وراء هذه الحماية لم يتحقق، بل على العكس حملت السعودية على كاهلها مسؤولية التصدي للمشروع الإيراني وحماية أمن المنطقة!

وإذا كان هناك من أحد مدين لأحد، فإنها حكومة بلاده التي تدين للحكومة السعودية بالكثير مقابل تعاونها الأمني وجهودها الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتصدي له!