ثلاثة محاور أساسية تراءت لي بعد اطلاعي واستمتاعي بحوار ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، مع «وكالة بلومبيرغ» الأسبوع الماضي، جاءت مبثوثة طي إجابات سموه العميقة، والرامية لأفق بعيد، ويمكن النظر إليها في الآتي:
• التأكيد على المبادئ الراسخة والقيم الوضيئة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، والمرعية جيلاً بعد جيل.
• نسف الشائعات التي تولت الترويج لها جهات إعلامية أعماها الغرض فآثرت أن تكون بوقًا لأولياء نعمتها، والمسيطرين عليها بأجنداتهم المفخخة.
• بعث رسائل مبشرات بغد واعد ومشرق، وخاصة على المستوى الاقتصادي، بما يعود على المملكة بخير وافر وعميم، وفق رؤية اقتصادية مدروسة بشكل مفصل وحاذق.
ومن المهم جدًا الإشارة إلى أن هذا الحوار سبقته حالة من التهييج، والخطاب الإعلامي الديماجوجي العصابي، الساعي نحو جر المملكة وقيادتها إلى مستنقع لعدد من القضايا في هجمة شرسة يقودها إعلاميون مأجورون ولوبيات مسيسة تدفع بسخاء، معيدة في نهج استفزازي واضح بعض تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بشأن أمن المملكة، وادعاء دور لها في الحفاظ عليه، على نحو يوحي بـ«الوصاية»، ليجيء الرد من ولي العهد هادئًا في مظهره، قويًا وحاسمًا في مخبره، بالتأكيد على أن المملكة لن تدفع لأي جهة مالاً نظير حمايتها وأمنها، لأنها ليست في حاجة لذلك، فهذا شأنها الذي تتولاه، وساق سموه لذلك دلائل دامغة منظورة في مواقف الإدارة الأمريكية السابقة إبان رئاسة باراك أوباما السلبية تجاه قضايا المملكة الجوهرية، ولم تتأثر المملكة بذلك، وهي رسالة تستهدف الإشارة بلطف للإدارة الحالية لخطأ النظر للعلاقة الراسخة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بهذا المنظور «غير الدقيق»، بحسب تعبير ولي العهد، وهي إشارة - على لطفها - تسبتطن موقفًا حاسمًا حيال أي طرح من هذا القبيل المشكك في قدرة المملكة على حفظ أمنها برشد قيادتها وعزم رجالها، وتماسك شعبها وتلاحمه مع قيادته الرشيدة.
أما فيما يتصل بنسف الشائعات؛ فقد كان ذلك منظورًا بالنسبة لي في أكثر من قضية تناولتها جهات إعلامية مغرضة على نحو يعبر عن أمنياتها الخائبة، وطواياها السقيمة حيال المملكة وقيادتها وشعبها، ومن تلك القضايا مسألة تأخير طرح أسهم شركة أرامكو في البورصة العالمية، والعلاقة مع دولة الكويت الشقيقة، وقضية اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.. ليجيء الرد على كل هذه القضايا وما أثير حولها بأسلوب عقلاني، بما ألجم أصوات المغرضين، ممن شرّقوا وغرّبوا في قضية أرامكو، وذهبوا بها كل مذهب، واصفين ما قدموه بـ«التحليلات المنطقية»، التي تبددت هباء، وذهبت جفاء في ظل ضوء الحقيقة الساطع الذي نثره الأمير محمد في ذلك الحوار، ناسفًا بذلك كل الادعاءات الكاذبة، والنوايا البائسة، وكشف الأسباب الحقيقة وراء «تأجيل» الطرح وليس إلغاءه، وفق السيناريوهات المضحكة التي صاغها البعض من منصة «نظرية المؤامرة» والتي اعتادوا عليها كلما سطعت شمس المملكة مشرقة.
أما على مستوى قضية الساعة، وهي اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي نسأل الله له السلامة، فقد اتسمت مواقف المملكة حيال هذه القضية بالحكمة، بغير سعي كثير من وسائل الإعلام إلى جر المملكة نحو التهاتر وإلقاء الاتهامات جزافًا دون دليل ملموس، وقد جاءت إجابة الأمير محمد واضحة وحاسمة بقوله: «نسمع عن إشاعات حول ما حدث. هو مواطن سعودي ونحن حريصون جدًّا على معرفة ما حدث له. وسوف نستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك».. وتأكيدًا على حرص المملكة على الوصول إلى الحقيقة ولا شيء غيرها، تجاوزت ما هو ثابت ومعروف في الأعراف الدبلوماسية وسمحت بتفتيش قنصليتها في إسطنبول.. واتساقًا مع هذا الموقف الحكيم، نمسك عن أي حديث حول هذه القضية، طالما أن التحقيقات جارية، والتعاون موجود بين الأطراف المعنية بفك طلاسم هذا اللغز وكما أكد سمو الأمير خالد بن سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن أن كل الشائعات حول اختفاء خاشقجي زائفة وأن التحقيقات ستكشف العديد من الوقائع فيما يخص هذه القضية.
إن الرسائل المبشرة التي تضمنها هذا الحوار حول الاقتصاد السعودي، وما ينتظره من مشاريع حيوية وعملاقة، والنتائج المتوقعة منها، والآفاق الرحبة التي حفّز بها مواطني هذا البلد المعطاء يتسق تمامًا مع رؤية المملكة 2030 التي طرحها سمو ولي العهد، وحدد بها مسار المملكة في المستقبل، بما يضمن لها وضعًا اقتصاديًا يتجاوز محطة البترول ومشتقاته إلى واقع أكثر انفتاحًا يفجّر كافة الطاقات، ويستثمر كل الفرص، ويحرك مفاصل المجتمع المختلفة لتلعب دورها المنوط بها في سعودية الغد، وهذا ما اتكأت عليه الرؤية، وعمقتها الرسائل التي بثها «محمد الخير» في حواره الذي سيظل علامة مضيئة في كيفية معالجة القضايا، ودحض الشائعات، وترتيب الأولويات بإذن الله ونحن على وعد مع مستقبل مشرق واعد لوطني الغالي.
* كاتب سعودي
• التأكيد على المبادئ الراسخة والقيم الوضيئة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، والمرعية جيلاً بعد جيل.
• نسف الشائعات التي تولت الترويج لها جهات إعلامية أعماها الغرض فآثرت أن تكون بوقًا لأولياء نعمتها، والمسيطرين عليها بأجنداتهم المفخخة.
• بعث رسائل مبشرات بغد واعد ومشرق، وخاصة على المستوى الاقتصادي، بما يعود على المملكة بخير وافر وعميم، وفق رؤية اقتصادية مدروسة بشكل مفصل وحاذق.
ومن المهم جدًا الإشارة إلى أن هذا الحوار سبقته حالة من التهييج، والخطاب الإعلامي الديماجوجي العصابي، الساعي نحو جر المملكة وقيادتها إلى مستنقع لعدد من القضايا في هجمة شرسة يقودها إعلاميون مأجورون ولوبيات مسيسة تدفع بسخاء، معيدة في نهج استفزازي واضح بعض تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بشأن أمن المملكة، وادعاء دور لها في الحفاظ عليه، على نحو يوحي بـ«الوصاية»، ليجيء الرد من ولي العهد هادئًا في مظهره، قويًا وحاسمًا في مخبره، بالتأكيد على أن المملكة لن تدفع لأي جهة مالاً نظير حمايتها وأمنها، لأنها ليست في حاجة لذلك، فهذا شأنها الذي تتولاه، وساق سموه لذلك دلائل دامغة منظورة في مواقف الإدارة الأمريكية السابقة إبان رئاسة باراك أوباما السلبية تجاه قضايا المملكة الجوهرية، ولم تتأثر المملكة بذلك، وهي رسالة تستهدف الإشارة بلطف للإدارة الحالية لخطأ النظر للعلاقة الراسخة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بهذا المنظور «غير الدقيق»، بحسب تعبير ولي العهد، وهي إشارة - على لطفها - تسبتطن موقفًا حاسمًا حيال أي طرح من هذا القبيل المشكك في قدرة المملكة على حفظ أمنها برشد قيادتها وعزم رجالها، وتماسك شعبها وتلاحمه مع قيادته الرشيدة.
أما فيما يتصل بنسف الشائعات؛ فقد كان ذلك منظورًا بالنسبة لي في أكثر من قضية تناولتها جهات إعلامية مغرضة على نحو يعبر عن أمنياتها الخائبة، وطواياها السقيمة حيال المملكة وقيادتها وشعبها، ومن تلك القضايا مسألة تأخير طرح أسهم شركة أرامكو في البورصة العالمية، والعلاقة مع دولة الكويت الشقيقة، وقضية اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.. ليجيء الرد على كل هذه القضايا وما أثير حولها بأسلوب عقلاني، بما ألجم أصوات المغرضين، ممن شرّقوا وغرّبوا في قضية أرامكو، وذهبوا بها كل مذهب، واصفين ما قدموه بـ«التحليلات المنطقية»، التي تبددت هباء، وذهبت جفاء في ظل ضوء الحقيقة الساطع الذي نثره الأمير محمد في ذلك الحوار، ناسفًا بذلك كل الادعاءات الكاذبة، والنوايا البائسة، وكشف الأسباب الحقيقة وراء «تأجيل» الطرح وليس إلغاءه، وفق السيناريوهات المضحكة التي صاغها البعض من منصة «نظرية المؤامرة» والتي اعتادوا عليها كلما سطعت شمس المملكة مشرقة.
أما على مستوى قضية الساعة، وهي اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي نسأل الله له السلامة، فقد اتسمت مواقف المملكة حيال هذه القضية بالحكمة، بغير سعي كثير من وسائل الإعلام إلى جر المملكة نحو التهاتر وإلقاء الاتهامات جزافًا دون دليل ملموس، وقد جاءت إجابة الأمير محمد واضحة وحاسمة بقوله: «نسمع عن إشاعات حول ما حدث. هو مواطن سعودي ونحن حريصون جدًّا على معرفة ما حدث له. وسوف نستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك».. وتأكيدًا على حرص المملكة على الوصول إلى الحقيقة ولا شيء غيرها، تجاوزت ما هو ثابت ومعروف في الأعراف الدبلوماسية وسمحت بتفتيش قنصليتها في إسطنبول.. واتساقًا مع هذا الموقف الحكيم، نمسك عن أي حديث حول هذه القضية، طالما أن التحقيقات جارية، والتعاون موجود بين الأطراف المعنية بفك طلاسم هذا اللغز وكما أكد سمو الأمير خالد بن سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن أن كل الشائعات حول اختفاء خاشقجي زائفة وأن التحقيقات ستكشف العديد من الوقائع فيما يخص هذه القضية.
إن الرسائل المبشرة التي تضمنها هذا الحوار حول الاقتصاد السعودي، وما ينتظره من مشاريع حيوية وعملاقة، والنتائج المتوقعة منها، والآفاق الرحبة التي حفّز بها مواطني هذا البلد المعطاء يتسق تمامًا مع رؤية المملكة 2030 التي طرحها سمو ولي العهد، وحدد بها مسار المملكة في المستقبل، بما يضمن لها وضعًا اقتصاديًا يتجاوز محطة البترول ومشتقاته إلى واقع أكثر انفتاحًا يفجّر كافة الطاقات، ويستثمر كل الفرص، ويحرك مفاصل المجتمع المختلفة لتلعب دورها المنوط بها في سعودية الغد، وهذا ما اتكأت عليه الرؤية، وعمقتها الرسائل التي بثها «محمد الخير» في حواره الذي سيظل علامة مضيئة في كيفية معالجة القضايا، ودحض الشائعات، وترتيب الأولويات بإذن الله ونحن على وعد مع مستقبل مشرق واعد لوطني الغالي.
* كاتب سعودي