ومعناها عدم القدرة على الخروج من مكان ما، وعادة يكون مرتفعا. وهي تنتمي إلى فئة «الورطة» نظرا لوجود قوة الجاذبية. وقبل الخوض في التفاصيل، فأود أن ألقي الضوء على خلفية موضوعنا الذي يتعلق بحادثة فضائية خلال الأسبوع الماضي أصابت رحلة «سويوز م. س. 10». وكلمة «سويوز» بالروسية معناها «الاتحاد» وهذه المركبة تعتبر «هايلكس» الفضاء إن صح التعبير. فهي «حمالة الأسّية» و«حمارة شغل» أعزكم الله. وهي الأكثر استخداما في عالم استكشاف الفضاء، فقد تم إطلاق أكثر من ألف نوع من «السيوزات» المختلفة منذ إطلاق أول صاروخ ليحمل القمر الصناعي السوفيتي «سبوتنك» في أكتوبر 1957. يعني خبرة الروس في صناعة «السويوز» تفوق خبرة «أبي نار» في صناعة الحلاوة الطحينية. وعندما تنظر إلى هذه المركبة، سترى ما يشبه حبة اللدو الكبيرة مثبتة على رأس أنبوب يبلغ طوله ما يعادل سيارة جمس «شاص طويل». وتتكون من ثلاثة مكونات أساسية: مركبة للصعود إلى الفضاء والعودة إلى الأرض وحجمها الداخلي لا يتعدى نصف حجم المساحة الداخلية لسيارة «الهونداي أكسنت»... ومركبة ثانية مربوطة بها للتحليق وحجمها أكبر قليلا وتحتوي على مكان للتجارب وآخر للنوم... ومركبة ثالثة للمعدات و«كراكيب» رحلات الفضاء. وهذه «الرصة» تعتبر بدائية ولكنها أثبتت جدارتها في العمليات الفضائية عبر عشرات السنين. وللعلم فمركبة «السويوز» هي الخيار الوحيد اليوم لحمل البشر إلى الفضاء الخارجي باستثناء المركبات الصينية، والله أعلم بأوضاعها. وقد أثبتت جدارتها أيضا في حماية ركابها ثلاث مرات كان آخرها خلال الأسبوع الماضي عندما فشلت منظومة الدفع خلال الدقيقة الثالثة بعد الانطلاق فانفصلت المركبة الأساسية الحاملة لرائدي الفضاء الروسي والأمريكي بنجاح وهبطوا بمشيئة الله سالمين في أراضي كازاخستان.
وإحدى المشاكل الكبرى المترتبة على هذه الحادثة هي في «شعلقة» رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية. وتلك المحطة مأهولة برواد الفضاء، وتلف حول الكرة الأرضية مرة كل تسعين دقيقة منذ عام 1998. ويبلغ وزن المحطة حوالى أربع مائة طن، وتبلغ مساحتها ما يعادل تقريبا ملعب كرة قدم. وهي عبارة عن منصة علمية. ولكنها أكثر من ذلك بكثير فهي أغلى مشروع هندسي في تاريخ البشرية وتمثل التعاون بين أمريكا وروسيا واليابان وكندا وبريطانيا وإيطاليا والبرازيل وسويسرا وهولندا وغيرها.
وقد كلفت أكثر من نصف ترليون ريال يعني لو حسبناها بالكيلوجرام تكون تكلفة الكيلوجرام حوالى مليون و250 ألف ريال.... ولو حسبناها بالمتر فستكون حوالى ستين مليون ريال للمتر المربع... تخيل لو شاف هذه الأرقام المراقب المالي في وزارة المالية... الشاهد أنه بعدما توقف المكوك الأمريكي عن العمل في عام 2011 أصبحت مركبات السويوز هي الخيار الوحيد لإيصال الرواد والمؤن من وإلى المحطة التي لا تكل ولا تمل في دورانها حول الأرض. وتكلفة التذكرة للذهاب والإياب على «درجة الضيافة» هي ما يعادل ثلاث مائة مليون ريال. وطبعا بعد هذه الحادثة الأسبوع الماضي ستكون هناك لخبطة كبيرة في جدول الرحلات. وللعلم فإن عندهم مركبة «سويوز» احتياطية مربوطة بالمحطة الفضائية لحالات الطوارئ، ولكن الموضوع ليس ببساطة أن يركبوها و«يدقوا سلف» وينزلوا إلى الأرض.
أمنيـــــــة
من الفرص التي لا نشعر بها هي أننا يمكننا مشاهدة محطة الفضاء الدولية بالعين المجردة عندما تمر في سماء المملكة. تخيل أن بداخلها الآن رائدة فضاء أمريكية، ورائد فضاء ألمانياً، وآخر روسياً، قضوا 135 يوما في الفضاء والله أعلم متى سيرجعون إلى ديارهم. أتمنى أن يوفقهم الله في العودة وأن يكتب النجاح لجهود استكشاف الفضاء السلمية لخدمة الإنسان
وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي
وإحدى المشاكل الكبرى المترتبة على هذه الحادثة هي في «شعلقة» رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية. وتلك المحطة مأهولة برواد الفضاء، وتلف حول الكرة الأرضية مرة كل تسعين دقيقة منذ عام 1998. ويبلغ وزن المحطة حوالى أربع مائة طن، وتبلغ مساحتها ما يعادل تقريبا ملعب كرة قدم. وهي عبارة عن منصة علمية. ولكنها أكثر من ذلك بكثير فهي أغلى مشروع هندسي في تاريخ البشرية وتمثل التعاون بين أمريكا وروسيا واليابان وكندا وبريطانيا وإيطاليا والبرازيل وسويسرا وهولندا وغيرها.
وقد كلفت أكثر من نصف ترليون ريال يعني لو حسبناها بالكيلوجرام تكون تكلفة الكيلوجرام حوالى مليون و250 ألف ريال.... ولو حسبناها بالمتر فستكون حوالى ستين مليون ريال للمتر المربع... تخيل لو شاف هذه الأرقام المراقب المالي في وزارة المالية... الشاهد أنه بعدما توقف المكوك الأمريكي عن العمل في عام 2011 أصبحت مركبات السويوز هي الخيار الوحيد لإيصال الرواد والمؤن من وإلى المحطة التي لا تكل ولا تمل في دورانها حول الأرض. وتكلفة التذكرة للذهاب والإياب على «درجة الضيافة» هي ما يعادل ثلاث مائة مليون ريال. وطبعا بعد هذه الحادثة الأسبوع الماضي ستكون هناك لخبطة كبيرة في جدول الرحلات. وللعلم فإن عندهم مركبة «سويوز» احتياطية مربوطة بالمحطة الفضائية لحالات الطوارئ، ولكن الموضوع ليس ببساطة أن يركبوها و«يدقوا سلف» وينزلوا إلى الأرض.
أمنيـــــــة
من الفرص التي لا نشعر بها هي أننا يمكننا مشاهدة محطة الفضاء الدولية بالعين المجردة عندما تمر في سماء المملكة. تخيل أن بداخلها الآن رائدة فضاء أمريكية، ورائد فضاء ألمانياً، وآخر روسياً، قضوا 135 يوما في الفضاء والله أعلم متى سيرجعون إلى ديارهم. أتمنى أن يوفقهم الله في العودة وأن يكتب النجاح لجهود استكشاف الفضاء السلمية لخدمة الإنسان
وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي