-A +A
خالد السليمان
لم يأت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطابه أمس بأي معلومات جديدة، وكان سيكون خطابا مدويا لولا أن السعودية بادرت بكشف نتائج تحقيقاتها بكل شفافية خلال الأيام الماضية، وهو ما يؤكد أن كشف الحقائق والتعامل بشفافية مع الأحداث والرأي العام هو الخطوة الأهم على طريق الخروج من أي أزمة!

فعليا بدا الرئيس التركي دبلوماسيا ومتعقلا في خطابه، طابقت معلوماته جميع ما أعلنته السلطات السعودية، بينما بدا طلبه المزيد من التعاون في كشف بعض الحقائق والمعلومات منطقيا، وهو ما يمكن أن يحصل عليه مع استمرار التحقيقات وكشف نتائجها، أما طلبه محاكمة الجناة في تركيا فقد جاء في صيغة اقتراح، وهو ما يعني أنه يدرك الحدود الفاصلة سياديا وقانونيا في هذه المسألة، أما استنتاجه بأن القتل مخطط فيلزم إثباته براهين وأدلة!


تلميحه للحاجة لتحقيق مستقل ومحايد، قد يكون سابقا لأوانه خاصة وأن نتائج التحقيقات السعودية مازالت أولية ولم تعلن بشكل نهائي للحكم على جديتها وشفافيتها، رغم أن البوادر الأولى برهنت على شفافية سعودية تامة، وصراحة في الاعتراف بوقوع الجريمة، وكشف معلومات غزيرة عن تفاصيلها الدقيقة!

الذين توقعوا خطابا حادا ومعلومات صادمة تشبع نهمهم لتصعيد الموضوع وإشعال إثارته من جديد بعد أن هدأت أضواؤه نتيجة التحقيقات السعودية وصراحة معلوماتها أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، والتقطوا أجزاء صغيرة من الخطاب متجاهلين الأجزاء الأكبر التي أشاد فيها الرئيس أردوغان بالملك سلمان وطابقت فيها معلوماته التحقيقات السعودية الساعية للوصول إلى الحقيقة!

من جانبنا، لا نملك سوى المضي قدما في طريق الشفافية لكشف المتورطين ومحاسبتهم، ليس إرضاء للعالم وللرئيس التركي أو قصاصا لدم الضحية، بل إرضاء لأنفسنا وقصاصا لقيمنا التي انتهكتها هذه الجريمة الشنيعة وضمان عدم تكرارها!