-A +A
حمود أبو طالب
في خضم الضجيج والصخب الذي أدارته ماكينة إعلامية وسياسية ضد المملكة على خلفية حادثة الإعلامي جمال خاشقجي -رحمه الله- تم تصعيد ضخ تلك الجبهة الواسعة الشرسة مع اقتراب مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي تم الاستعداد للنسخة الثانية منه منذ فترة طويلة ويترقبه عالم الاقتصاد والمال في العالم وتم تسجيل المشاركات فيه منذ وقت مبكر. لم تكن صدفة عندما تم تصعيد القضية وتسريباتها وإثارتها بشكل خاص قبل المؤتمر بفترة قصيرة جدا.

كل ذلك كان لمحاولة الإضرار بالمملكة من جانبين، سياسيا واقتصاديا. كان تعويلهم على أن نسبة كبيرة من رموز الاقتصاد والمال والأعمال سوف ينسحبون من المؤتمر وتبعاً لذلك سينسحب كثير من المتحدثين والمشاركين المهمين، وبالتالي سيتحول المؤتمر من عالمي إلى محلي أو إقليمي لا أكثر. لكن حدث ما لم يكن في حسبانهم وبشكل طبيعي. لم تكن هناك علامات قلق على المسؤولين عن المؤتمر لأنهم كانوا يراهنون على النجاح رغم أي ظرف، وحدث ذلك بالفعل حين احتشد أكثر من ٤٠٠٠ آلاف مشارك ووصل أهم الاقتصاديين ورؤساء الشركات والبنوك في العالم، وقرأ الجميع ماذا حدث لرؤساء الشركات الذين زايدوا وامتنعوا عن الحضور.


النجاح الباهر الذي حققه اليوم الأول كان كفيلاً للقول إن المملكة تستمر حاضرة بقوة في أي ظرف، ومبالغ الاتفاقيات التي تم توقيعها في اليوم الأول فقط كانت شهادة دامغة على استقطاب المملكة لشهية كبار المستثمرين بسبب قوتها الاقتصادية واستقرارها السياسي وقدرتها على التعامل مع أي ظروف وأحداث طارئة.