-A +A
خالد السليمان
من أصعب المحادثات عندما تتصل بشخص عزيز على نفسك لتطمئن على حالته الصحية، فتجد نفسك في تجاذب بين بعث الطمأنينة في نفسك وتعزيز الأمل في نفسه، تحركك مشاعرك وعواطفك.

بالأمس تحدثت هاتفيا مع الزميل والصديق فهد العبدالكريم رئيس تحرير صحيفة الرياض لأطمئن عليه بعد وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج في مستشفى مايو كلينك من ورم سرطاني أصابه في المخ، فوجدته أكثر صلابة مني وأشد قوة وبأسا في مواجهة تحدي الأيام القادمة التي سيخضع فيها لمراحل علاج طويلة ومرهقة ومجهدة.


كانت نبرة صوته كما عهدتها دائما مفعمة بالحيوية والحياة، لم تغب روحه المرحة، ولا مداعباته اللطيفة، قال ضاحكا إن الطبيب الذي يشرف على حالته هو نفسه الطبيب الذي أشرف على مرشح رئاسي أمريكي، وكان يقصد السناتور جون ماكين، ورغم أن صديقنا العبدالكريم أخبرني بتشخيص نوع إصابته على أنها نفس نوع السرطان الذي أصاب السناتور الأمريكي إلا أنه سارع لطمأنتي بأن طبيبه الدكتور دانيال ستيف قال له ألا يقلق ويترك مسار فحوصات التشخيص الدقيق يحدد في النهاية مدى حاجته لأي تدخل جراحي قبل بدء العلاج الإشعاعي والكيماوي.

«أبو يزيد» الذي بدا لي واثقا من قدرته على مواجهة تحدي المرض وآلامه ومتسلحا بإيمانه العميق بالله عز وجل ليمن عليه بالشفاء ويلبسه ثوب العافية، كان ممتنا للاهتمام الذي وجده من لدن خادم الحرمين الشريفين بحالته الصحية، وسعيدا بما لقيه من أصدقائه وزملائه وكل من اهتم به، فدعواتهم له بالشفاء هي خير علاج بإذن الله الشافي المعافي.