-A +A
أحمد عوض
في هذه الأيّام هل يُعد صمتُ بعض من اعتدنا منهم الحديث في كُل قضايا الوطن أمراً مُبرراً!؟

لرُبما سيكون هذا الأمر مقبولاً لو كان من يلتزم الصمت لم يعتد أحدٌ سماع صوته في أيّ شيء!


لكن من كان مصدر إزعاج وضوضاء ومُناكفات مع الجميع، ومن أجل قضايا تُعتبر تافهة جداً أمام هذه الحملة الشرسة التي تستهدف الوطن من المُرتزقة وأعداء الوطن والمُتربصين بِه، فما هي الصِفة التي تُناسب هذه الحالة من الصمت؟!

حقُ الصمت مكفول للصامتين إذا كان سُلوكاً مُعتاداً، أمّا من اعتدنا منهم حراكاً دائماً في ساحات التواصل الإعلامي مُدافعين عن آرائهم، ويذودون عن قضاياهم بِكُل شراسة، يُخالفون هُنا ويُوافقون هناك، فكيف لعاقلٍ أن يرى صمتهم هذا أمام أشرس حملة يتعرض لها الوطن وهُم يتوارون خلف صمتٍ مُطبق!

إن القصّة ليست استعداءً ضدّ أحد بعينه، لكنها تساؤلات تحتاج إجابة حقيقية، فالسعوديون في المُدن والقُرى شباباً وشابّات، يُواصلون الّليل بـالنهار كُلٌ من موقعه يطرح فكرةً، يُقدم خبراً، يكتب مقالاً، ينشر تغريدةً، يُترجم كلمةً، ويُجهز تقريراً، الكُل كانوا وما زالوا يصنعون ملحمةً جعلت الإعلام الغربي يتساءل مُندهشاً عن ولاءِ هذا الشعب العظيم ووعيه بمصالح بلاده العُليا وأمنها القومي، فلِمَ الغياب والصمت والحِياد السلبي في وقتٍ يحتاجُ اصطفافاً مع الوطن..؟!

ما الذي جعلهم يتحولون إلى جُدران صمّاء لا تشعر بما يستهدف الوطن ووجوده؟!

هذه الأيّام أيّام مجد، فيها تتم صناعة تاريخ جديد للسعوديّة والسعوديّين، لماذا لا يُشاركون بني جِلدتهم هذا الشرف وهذا المجد..

عندما تنكشف الغُمّة وتنتهي المعركة وينتصر الوطن وأبناؤه المُخلصون، حينئذٍ ستواجهون سؤالاً عابراً أين كُنتم؟

أقول لكم: لا نحتاجُ تبريراً منكم، لأننا سنكون منشغلين جداً في بناء سعوديّة عظمى أكثر قوةً وجمالاً..

إن هذه الأزمة الكاشفة جعلتكم في نظر الجميع أُناساً لا تؤمنون سوى بمصالحكم الضيّقة ولا شأن لكم بالوطن وقضاياه..

وأخيراً..

لا بديل عن الوطن، لذلك لا حِياد في قضاياه أبداً، أمّا أنتم فعيشوا في عار صمتكم القبيح..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com