عرضت الأسبوع الماضي شبكة نيتفليكس التي يبلغ عدد مشتركيها حول العالم نحو 93 مليون مشترك المسلسل البريطاني محدود الحلقات Bodyguard، وهو مسلسل يتناول بشكل درامي مسألة فساد السلطات الأمنية في الدول الأوروبية وتعاونها مع بعض شبكات الإرهاب الإسلاموي التي يشكلها مهاجرون متطرفون داخل القارة العجوز مقابل تنفيذ عمليات قذرة تخدم مصالح المسؤولين الفاسدين.
المسلسل الذي أنصح بمشاهدته لما يحمله من رسائل تمثل الواقع الأوروبي اليوم من إنتاج وورلد برودكشينز، ومن تأليف جيد ميرسوريو وبطولة ريتشارد مادن وكيلي هاويس، وحقق أعلى نسبة مشاهدات لدى قنوات بي بي سي منذ 2008م، وهو ما يعبر عن مدى تنامي ظاهرة الرفض الشعبي الأوروبي للمهاجرين المسلمين وسياسات الهجرة المتساهلة.
يحاول المسلسل - في رأيي - إيصال رسالة تصب في صالح الواقع الذي أظهرته نتائج دراسة لمعهد تشاتام هاوس البريطاني شملت مواطني 10 دول أوروبية وخلصت إلى رفض الأوروبيين استمرار فتح باب الهجرة للمسلمين، وقد شارك فيها 10 آلاف شخص (بحسب DW الألمانية)، إذ عبر 55 في المائة منهم عن رأيهم بكلمة «نعم» تعليقاً على جملة: «يجب وقف الهجرة من دول ذات غالبية مسلمة».
وبينت تلك الدراسة أن كبار السن أكثر رفضا لهجرة المسلمين من غيرهم، فقد وافق 44 في المائة من المشاركين في الدراسة من الفئة العمرية بين 18 و29 سنة على منع المسلمين من دخول بلدانهم. في المقابل، كانت نسبة 63 في المائة مع المنع وتتراوح أعمارهم بين 60 سنة فما فوق. كما بينت الدراسة أن المستوى التعليمي لعب دوراً واضحاً في الوصول إلى هذه النتائج، فـ 59 في المائة من المشاركين من ذوي التعليم الأساسي يرغبون في وقف هجرة المسلمين، مقابل 48 في المائة ممن يملكون شهادة جامعية. لكن رغم ذلك فإن واحدا من اثنين من ذوي التعليم العالي يرغبون في وقف دخول المسلمين إلى بلدانهم.. أما الجنس فلا يلعب دوراً كبيراً: 57 في المائة كانوا من الرجال فيما كان 52 في المائة من النساء.
الشعوب الأوروبية تشعر اليوم بأنها تدفع ثمن أخطائها بعد أن كانت أكثر شعوب العالم ترحيباً بالمهاجرين من دول العالم الثالث خلال القرن الماضي، وكل ذلك بسبب أحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي التي ارتكبت كما هو واضح أكبر جناية تاريخية في حق الدين الإسلامي وأتباعه في شتى بقاع الأرض، وإن كان السياسيون الأوروبيون وأصحاب القرار لم يستوعبوا حتى هذه اللحظة المزاج الشعبي الرافض لهجرة المسلمين فإنهم سيستوعبونه غدا أو بعد غد وستغلق أوروبا أبوابها في وجوه المسلمين بشكل رسمي، لكنها في الآن ذاته ستكون قد أغلقت بابها في وجه مبادئها التي اعتنقتها طوال القرن الماضي، ما يؤكد أن الأمن قبل كل شيء دائما وأبداً.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
المسلسل الذي أنصح بمشاهدته لما يحمله من رسائل تمثل الواقع الأوروبي اليوم من إنتاج وورلد برودكشينز، ومن تأليف جيد ميرسوريو وبطولة ريتشارد مادن وكيلي هاويس، وحقق أعلى نسبة مشاهدات لدى قنوات بي بي سي منذ 2008م، وهو ما يعبر عن مدى تنامي ظاهرة الرفض الشعبي الأوروبي للمهاجرين المسلمين وسياسات الهجرة المتساهلة.
يحاول المسلسل - في رأيي - إيصال رسالة تصب في صالح الواقع الذي أظهرته نتائج دراسة لمعهد تشاتام هاوس البريطاني شملت مواطني 10 دول أوروبية وخلصت إلى رفض الأوروبيين استمرار فتح باب الهجرة للمسلمين، وقد شارك فيها 10 آلاف شخص (بحسب DW الألمانية)، إذ عبر 55 في المائة منهم عن رأيهم بكلمة «نعم» تعليقاً على جملة: «يجب وقف الهجرة من دول ذات غالبية مسلمة».
وبينت تلك الدراسة أن كبار السن أكثر رفضا لهجرة المسلمين من غيرهم، فقد وافق 44 في المائة من المشاركين في الدراسة من الفئة العمرية بين 18 و29 سنة على منع المسلمين من دخول بلدانهم. في المقابل، كانت نسبة 63 في المائة مع المنع وتتراوح أعمارهم بين 60 سنة فما فوق. كما بينت الدراسة أن المستوى التعليمي لعب دوراً واضحاً في الوصول إلى هذه النتائج، فـ 59 في المائة من المشاركين من ذوي التعليم الأساسي يرغبون في وقف هجرة المسلمين، مقابل 48 في المائة ممن يملكون شهادة جامعية. لكن رغم ذلك فإن واحدا من اثنين من ذوي التعليم العالي يرغبون في وقف دخول المسلمين إلى بلدانهم.. أما الجنس فلا يلعب دوراً كبيراً: 57 في المائة كانوا من الرجال فيما كان 52 في المائة من النساء.
الشعوب الأوروبية تشعر اليوم بأنها تدفع ثمن أخطائها بعد أن كانت أكثر شعوب العالم ترحيباً بالمهاجرين من دول العالم الثالث خلال القرن الماضي، وكل ذلك بسبب أحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي التي ارتكبت كما هو واضح أكبر جناية تاريخية في حق الدين الإسلامي وأتباعه في شتى بقاع الأرض، وإن كان السياسيون الأوروبيون وأصحاب القرار لم يستوعبوا حتى هذه اللحظة المزاج الشعبي الرافض لهجرة المسلمين فإنهم سيستوعبونه غدا أو بعد غد وستغلق أوروبا أبوابها في وجوه المسلمين بشكل رسمي، لكنها في الآن ذاته ستكون قد أغلقت بابها في وجه مبادئها التي اعتنقتها طوال القرن الماضي، ما يؤكد أن الأمن قبل كل شيء دائما وأبداً.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com