على الرغم من أن قاعدة التفضيل والتكريم عند الله تقوم على التقوى، لأن الله خلق الخلق من ذكر وأنثى ثم جعلهم شعوباً وقبائل ثم حدد عز وجل مقياس التكريم بقوله: [إن أكرمكم عند الله أتقاكم]، كما أن رسوله الأعظم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) أكد بأنه لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، إلا أن التنابز بالألقاب وتحقير الناس في بلاد المسلمين بعضهم لبعض ما زال قائماً على قدم وساق حتى طغت عبارات العنصرية على حياة العديد من المجتمعات، بل واخترقت وسائل الإعلام والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وأصبح من المعتاد أن يسمع الإنسان تصنيفات قبلية أو شعوبية بقصد التحقير والتقليل والإذلال والازدراء، وربما يكون دافع المحقر والمؤذي لغيره ضعف حجته وقلة ملكته في المشاركة في حوار ما، فيدفعه كبرياؤه وغروره وعجزه عن مقابلة الحجة بالحجة إلى محاولة إذلال وتحقير من أمامه بعبارات عنصرية فجة يحرمها الإسلام وتمقتها الأخلاق الكريمة وتستهجنها النفوس السليمة، ولا يمر يوم وآخر إلا تصمُّ أذان المجتمع مثل هذه العبارات وتحصل أمامه مواقف مبنية على العنصرية، بل إن الغرور والازدراء للآخرين قد يدفع شخصاً متغطرساً يرى أنه فوق الجميع للقيام بطرد آخر جلس بجواره في مناسبة عامة، وقد يستجيب المطرود خوفاً من سطوته وغروره، وقد يدخل معه في معركة كلامية خاسرة إذا كان من حول المتغطرس نفر من أشباهه لأنهم سيؤيدون المتصرف المتغطرس لصاحبهم ويرغمونه على تغيير موقعه فيردد قول الشاعر:
يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحــــمة ولا أنت فـرقـــــد
وجاء في الأثر النبوي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جلس يوماً مع أصحابه فقال لهم: يدخل عليكم اليوم رجل من أهل الجنة، فاشرأبت الأعناق نحو باب المسجد النبوي الشريف فإذا برجل رثّ الثياب ضعيف البنية ظاهر عليه أحوال الفاقة، فقام المصطفى وأحسن استقباله وحياه وعانقه، فقال أبو هريرة أهو هو، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم، فقال أبو هريرة إنه عبد مملوك لبني فلان، فرد عليه المصطفى (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) بأن هذا هو حظه في الدنيا، ولكنه سيكون من ملوك الآخرة.
لقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يربي أصحابه على مكارم الأخلاق، ومنها عدم تحقير بعضهم لبعض ولو بكلمة شاردة في لحظة غضب، ولذلك اضطر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري أن يضع خده على الأرض ويطلب من سيدنا الصحابي الجليل بلال بن رباح أن يطأ بقدميه خده كناية عن اعتذار أبي ذر له عن كلمة نابية صدرت منه بلغها بلال للرسول فـاستهجنها عليه الصلاة والسلام، فقال لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، فهل يدرك الذين يحقرون غيرهم عظم ما هم فيه من جاهلية وجهل ومخالفة لأوامر الخالق العظيم ولتوجيهات رسوله الكريم.
وعلى أية حال فإن الحد من هذه التصرفات القبيحة تحتاج إلى نظام صارم يجرمها ويؤاخذ من يقوم بتحقير الآخرين بسبب نسب أو لون أو جاه أو مال أو وطن.. والله الهادي إلى سواء السبيل!!.
* كاتب سعودي
يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحــــمة ولا أنت فـرقـــــد
وجاء في الأثر النبوي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جلس يوماً مع أصحابه فقال لهم: يدخل عليكم اليوم رجل من أهل الجنة، فاشرأبت الأعناق نحو باب المسجد النبوي الشريف فإذا برجل رثّ الثياب ضعيف البنية ظاهر عليه أحوال الفاقة، فقام المصطفى وأحسن استقباله وحياه وعانقه، فقال أبو هريرة أهو هو، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم، فقال أبو هريرة إنه عبد مملوك لبني فلان، فرد عليه المصطفى (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) بأن هذا هو حظه في الدنيا، ولكنه سيكون من ملوك الآخرة.
لقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يربي أصحابه على مكارم الأخلاق، ومنها عدم تحقير بعضهم لبعض ولو بكلمة شاردة في لحظة غضب، ولذلك اضطر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري أن يضع خده على الأرض ويطلب من سيدنا الصحابي الجليل بلال بن رباح أن يطأ بقدميه خده كناية عن اعتذار أبي ذر له عن كلمة نابية صدرت منه بلغها بلال للرسول فـاستهجنها عليه الصلاة والسلام، فقال لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، فهل يدرك الذين يحقرون غيرهم عظم ما هم فيه من جاهلية وجهل ومخالفة لأوامر الخالق العظيم ولتوجيهات رسوله الكريم.
وعلى أية حال فإن الحد من هذه التصرفات القبيحة تحتاج إلى نظام صارم يجرمها ويؤاخذ من يقوم بتحقير الآخرين بسبب نسب أو لون أو جاه أو مال أو وطن.. والله الهادي إلى سواء السبيل!!.
* كاتب سعودي