انعقدت حبات اللوز الخضراء الحامضة. سيّلت لعاب الفتيات والصبية. الوصول للغضاريف يحتاج لمغامرة، فهناك قوانين وأعراف صارمة، وتربية تمنع أي إنسان من التجاوز، وآداب قروية مثالية وتحذيرات وإنذارات.
كانت أكياس خيش محشوة بكراث وفجل وجرجير مكدّسة أمام الباب، ومبللة بالماء. الأب يؤكد على (عمران) بأن يرشّها قبل ما يرقد، ويوصيه بأن يهبط بدري. تسلل (عامر) من فوق حجيرة بيتهم، وخفت عمران: لا تهبط بالخضار بكرة. ليش؟ سأله؟ فأجاب: معنا رحلة على كيفك. علّق: معيّن آبي يخليني. والله لو أقل له ما بهبط ليتقلّع آذنيّه من جنب صفحي.
أعطاه نقس زنجبيل. قال مصّه في ثمك. وإذا حسيت بالحرارة قل لأمك أنا محموم. نجحا في تمثيل الدور على الأم المسكينة. نقلت خبر سخونة ابنها للأب. فطلب منها تودّي الخضار لجارهم يهبط بها لبيعها مع خضرته في سوق الخميس حتى لا تطلع عليه الشمس ويضمر.
دعا عامر (عمران وعميرا)، وقال أنت يا عمران تزهّب الملح المطحون، وأنت يا عمير عليك الفلفل الأسود، وإذا غابت الحمير من طرف القرية، ننطلق على لوز أبو جلمبو.
لم يخطر ببالهم أنه لم يهبط. كان في شباك المنزل يتناول قهوة الصباح ويرصد السارحين والرايحين. تسلّق عامر، وعمير اللوز. وبدأت الغزوة بهز الأغصان، وعمران يجمع الغضاريف. حتى ملأ جيوبه الثلاثة.
تسلبى أبو جلمبو ولزم عمران من قفاته فوضع كفيه فوق أذنيه، لأنه يعرف أنه سيفركها، لم يستطع تنبيه رفاقته المعلقين في الشجرة، نزلوا ورا بعض، فاقتادهم من رقابة الثياب، وأدخلهم البيت، وقال لزوجته ناوليني المقاط. ربطهم في الزافر وظهورهم لبعض.
سأل أبو عمران زوجته: فين ولدك يا سَفرة الدنيا؟ فأجابت: نزل يتلعّب مع السفان في الغابرة. قطع عليهما الحوار صوت أبو جلمبو. نثر اللوز فوق الهدم المفروش. وقال بلكنة مكاوية: يرضيك يا بو عمران سواة ولدك والبزران اللي معاه. تنصفني وإلا أروح أجيب الشرطة.
انطلق أبو عمران معه، والعرقة في يده، ودخل على السرق الثلاثة، ووين اللي ما يعوّرك. وهو يردد صدق من قال «ما يدغثر الماء إلا أخس الهوش».. علمي وسلامتكم.
كانت أكياس خيش محشوة بكراث وفجل وجرجير مكدّسة أمام الباب، ومبللة بالماء. الأب يؤكد على (عمران) بأن يرشّها قبل ما يرقد، ويوصيه بأن يهبط بدري. تسلل (عامر) من فوق حجيرة بيتهم، وخفت عمران: لا تهبط بالخضار بكرة. ليش؟ سأله؟ فأجاب: معنا رحلة على كيفك. علّق: معيّن آبي يخليني. والله لو أقل له ما بهبط ليتقلّع آذنيّه من جنب صفحي.
أعطاه نقس زنجبيل. قال مصّه في ثمك. وإذا حسيت بالحرارة قل لأمك أنا محموم. نجحا في تمثيل الدور على الأم المسكينة. نقلت خبر سخونة ابنها للأب. فطلب منها تودّي الخضار لجارهم يهبط بها لبيعها مع خضرته في سوق الخميس حتى لا تطلع عليه الشمس ويضمر.
دعا عامر (عمران وعميرا)، وقال أنت يا عمران تزهّب الملح المطحون، وأنت يا عمير عليك الفلفل الأسود، وإذا غابت الحمير من طرف القرية، ننطلق على لوز أبو جلمبو.
لم يخطر ببالهم أنه لم يهبط. كان في شباك المنزل يتناول قهوة الصباح ويرصد السارحين والرايحين. تسلّق عامر، وعمير اللوز. وبدأت الغزوة بهز الأغصان، وعمران يجمع الغضاريف. حتى ملأ جيوبه الثلاثة.
تسلبى أبو جلمبو ولزم عمران من قفاته فوضع كفيه فوق أذنيه، لأنه يعرف أنه سيفركها، لم يستطع تنبيه رفاقته المعلقين في الشجرة، نزلوا ورا بعض، فاقتادهم من رقابة الثياب، وأدخلهم البيت، وقال لزوجته ناوليني المقاط. ربطهم في الزافر وظهورهم لبعض.
سأل أبو عمران زوجته: فين ولدك يا سَفرة الدنيا؟ فأجابت: نزل يتلعّب مع السفان في الغابرة. قطع عليهما الحوار صوت أبو جلمبو. نثر اللوز فوق الهدم المفروش. وقال بلكنة مكاوية: يرضيك يا بو عمران سواة ولدك والبزران اللي معاه. تنصفني وإلا أروح أجيب الشرطة.
انطلق أبو عمران معه، والعرقة في يده، ودخل على السرق الثلاثة، ووين اللي ما يعوّرك. وهو يردد صدق من قال «ما يدغثر الماء إلا أخس الهوش».. علمي وسلامتكم.