الثقافة (Culture) هي المعيار المادي والمعنوي لأي مجتمع بشري، والمعيار هنا لا يندرج تحت مفهوم الأفضلية أو الدونية.. ولكنه معيار ذاتي يُفصح عن الهوية الاجتماعية والفردية على حد سواء. ولعل انتفاء صفة الأفضلية والدونية هي واحدة من أجمل صفات الثقافة.. فالصفة التي تُطرح دائما للنقاش الثقافي هي (الاختلاف) بين ثقافة وأخرى من منطلق الاحترام المتبادل بين الثقافات، فلو كانت لثقافة ما أفضلية على ثقافات أخرى، لتلوث العالم بعنصرية ثقافية عالمية تُضيع هويات ثقافية لكثير من المجتمعات.
علم الاتصال الثقافي يدور في إطار دراسة السلوك الإنساني بناء على الجانب المادي للثقافة، مثل: الهندسة المعمارية والفن وأنواع الطعام والملابس.. والجانب المعنوي لها مثل: الفلسفة والأساطير والأخلاق.. ليُحدد في النهاية مجموع (المعرفة المكتسبة) عبر الزمن.
المملكة العربية السعودية دولة مترامية الأطراف (أشبه بقارة) تجمع العديد من الثقافات المختلفة. لهذا، أُعطيت الثقافة أهمية بالغة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فقد عمل -رحمه الله- بحنكته الفذة على تعريف أفراد شبه الجزيرة العربية بثقافات بعضهم البعض من خلال دمج المجتمعات الصغيرة ذات الثقافات المتعددة في أهداف واحدة.. لصناعة وعي مجتمعي لمفهوم تعدد الثقافات واختلافاتها.
منذ التأسيس، قامت كيانات ومؤسسات مدنية عدة بمهمة التعريف بالثقافة -على المستوى المحلي- مثل: جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية ووزارة الثقافة والإعلام.. ومؤخرا وزارة الترفيه.. كل تلك المؤسسات المدنية تعمل تحت مظلة (الثقافة) بمفهومها الشامل.
عندما تم فصل الثقافة عن الإعلام في وزارة مستقلة، وجدت وزارة الثقافة أن مهامها موزعة على جهات متعددة ومتنوعة.. وهذا مؤشر جيد.. لأن المهمة تصبح تنسيقية -إلى حد كبير- مع وضع التوجهات والأهداف التي تحقق رؤية المملكة 2030 في الداخل والخارج.
دعم تلك المؤسسات والهيئات والجمعيات والتنسيق معها لعمل موحد سيعطي وزارة الثقافة أذرع عمل كانت تحتاج لعقود لبنائها وتكوينها. المسألة تحتاج فقط إلى وضع مبادرات جديدة تتفق مع الرؤية.. ليتجه العمل نحو قيم موحدة واضحة.. ولعل وضع (القيم) هو الخطوة الأكثر أهمية، وخارطة الطريق التي تسترشد بها تلك المؤسسات المسيرة.. خصوصا في المجال الخارجي.. لتعريف العالم على ثقافة المملكة الشاملة.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
علم الاتصال الثقافي يدور في إطار دراسة السلوك الإنساني بناء على الجانب المادي للثقافة، مثل: الهندسة المعمارية والفن وأنواع الطعام والملابس.. والجانب المعنوي لها مثل: الفلسفة والأساطير والأخلاق.. ليُحدد في النهاية مجموع (المعرفة المكتسبة) عبر الزمن.
المملكة العربية السعودية دولة مترامية الأطراف (أشبه بقارة) تجمع العديد من الثقافات المختلفة. لهذا، أُعطيت الثقافة أهمية بالغة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فقد عمل -رحمه الله- بحنكته الفذة على تعريف أفراد شبه الجزيرة العربية بثقافات بعضهم البعض من خلال دمج المجتمعات الصغيرة ذات الثقافات المتعددة في أهداف واحدة.. لصناعة وعي مجتمعي لمفهوم تعدد الثقافات واختلافاتها.
منذ التأسيس، قامت كيانات ومؤسسات مدنية عدة بمهمة التعريف بالثقافة -على المستوى المحلي- مثل: جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية ووزارة الثقافة والإعلام.. ومؤخرا وزارة الترفيه.. كل تلك المؤسسات المدنية تعمل تحت مظلة (الثقافة) بمفهومها الشامل.
عندما تم فصل الثقافة عن الإعلام في وزارة مستقلة، وجدت وزارة الثقافة أن مهامها موزعة على جهات متعددة ومتنوعة.. وهذا مؤشر جيد.. لأن المهمة تصبح تنسيقية -إلى حد كبير- مع وضع التوجهات والأهداف التي تحقق رؤية المملكة 2030 في الداخل والخارج.
دعم تلك المؤسسات والهيئات والجمعيات والتنسيق معها لعمل موحد سيعطي وزارة الثقافة أذرع عمل كانت تحتاج لعقود لبنائها وتكوينها. المسألة تحتاج فقط إلى وضع مبادرات جديدة تتفق مع الرؤية.. ليتجه العمل نحو قيم موحدة واضحة.. ولعل وضع (القيم) هو الخطوة الأكثر أهمية، وخارطة الطريق التي تسترشد بها تلك المؤسسات المسيرة.. خصوصا في المجال الخارجي.. لتعريف العالم على ثقافة المملكة الشاملة.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com