منذ أن بدأت محاكم التنفيذ في مدن ومحافظات المملكة أعمالها وهي تقوم بإعادة عشرات المليارات سنوياً إلى أصحابها الذين حكم لهم القضاء بحقوق مالية لدى المنفذ ضدهم، ولم تزل الصحف اليومية تنشر إعلانات صادرة عن تلك المحاكم لإبلاغ من عليهم حقوق للآخرين بالمراجعة خلال مدة أقصاها خمسة أيام لتنفيذ الحكم القضائي الصدار ضدهم مع إنذار باتخاذ إجراءات جزائية في حالة عدم التجاوب مع الإعلان الصحفي باعتباره آخر وأهم وسيلة للإبلاغ والإنذار وقد أعذر من أنذر!
وقد زار جاري وصديقي خالد إبراهيم علاف، ووالده رحمه الله كان من شعراء مكة المكرمة البارزين، وقد قرأت ديوانه «جُلَّنار» قبل نحو 40 عاماً فكان مما علق في ذهني من شعره أنه كان ذات عام في بيروت فشاهد حسناء تقود سيارة مكشوفة وقد لفت تبرجها وجمالها الأنظار وأربك السير فقال إبراهيم علاف «أتقودين حلوتي سيارة وتبثين في المرورة حرارة ؟»؛ زار صديقي خالد علاف محكمة التنفيذ بمكة المكرمة لاستلام شيك عن حكم قضائي صدر لصالحه فاعتذر موظف الصندوق أن آخر موعد يومي لإصدار الشيكات هو الثانية عشرة ظهراً، فكاد العلاف يعود أدراجه ليأتي في يوم آخر، ولكنه وجد نفسه أمام باب رئيس المحكمة فضيلة الشيخ محمد صالح العضيبي، ولاحظ أن بابه مفتوح على مصراعيه، فابتدأه الشيخ بالسؤال عن حاجته، فلما أخبره بها نادى موظف الصندوق وأمره بعمل الشيك المطلوب، فشجع موقفه الصديق العلاف على سؤال رئيس المحكمة عن دورة العمل فيها فأبلغه أنه منذ استلام إدارة المحكمة عمل جاهداً على اتخاذ بعض الإجراءات العملية التي ساهمت خلال مدة وجيزة في رفع نسبة إنجاز عمل المحكمة إلى الضعف من 25 ألف معاملة إلى 50 ألف معاملة سنوياً تم من خلالها استرداد نحو 7 مليارات ريال خلال عام واحد وكان من تلك الإجراءات العملية ما يلي:
أولاً: عمل إحصائية يومية لجميع مكاتب قضاة التنفيذ بمكة المكرمة لرصد ما أنجز من معاملات تنفيذية وفي حالة تأخير تنفيذ معاملة أو أكثر من يوم منذ تسجيلها في مكتب القاضي، يتم الاستفسار عن سبب عدم الإنجاز.
ثانياً: تم عمل غرفة لاستقبال الأطفال الذين لديهم مشكلات عائلية، مزودة بألعاب أطفال وكافيتريا، ريثما يتم النظر في تنفيذ الحكم الصادر ضد الأب أو الأم وتسليم الطفل أو الطفلة لمن يرعاه حسب ما صدر به الحكم القضائي.
ثالثاً: متابعة أحوال المساجين الذين كانت عليهم حقوق لم يتمكنوا من دفعها وأودعوا السجن بسببها ولا يوجد من يسأل عنهم أو يتابع قضاياهم، حيث قامت المحكمة بتكليف مندوب من قبلها لمتابعة أحوالهم وتحويلها إلى لجنة للنظر في إمكانية مساعدتهم عن طريق أهل الخير حتى لا يمكثوا مدة طويلة في السجن.
رابعاً: وضع رقم هاتفي مرتبط بالواتساب لتلقي الشكاوى والملاحظات وتكليف موظف بمتابعة ما يصل على الرقم وتلخيصه وتقديمه لرئيس المحكمة.
خامساً: إعداد إحصائية لكل قاضٍ تنفيذي لمعرفة عدد ما أنجز من معاملات وتذليل أي صعوبات قد تعترض سبل تنفيذ الأحكام القضائية المحولة إلى محكمة التنفيذ بمكة المكرمة؛ لذلك فإن ما تقدم ذكره يجعل محكمة التنفيذ بمكة المكرمة تستحق التحية والثناء العاطر.
* كاتب سعودي
وقد زار جاري وصديقي خالد إبراهيم علاف، ووالده رحمه الله كان من شعراء مكة المكرمة البارزين، وقد قرأت ديوانه «جُلَّنار» قبل نحو 40 عاماً فكان مما علق في ذهني من شعره أنه كان ذات عام في بيروت فشاهد حسناء تقود سيارة مكشوفة وقد لفت تبرجها وجمالها الأنظار وأربك السير فقال إبراهيم علاف «أتقودين حلوتي سيارة وتبثين في المرورة حرارة ؟»؛ زار صديقي خالد علاف محكمة التنفيذ بمكة المكرمة لاستلام شيك عن حكم قضائي صدر لصالحه فاعتذر موظف الصندوق أن آخر موعد يومي لإصدار الشيكات هو الثانية عشرة ظهراً، فكاد العلاف يعود أدراجه ليأتي في يوم آخر، ولكنه وجد نفسه أمام باب رئيس المحكمة فضيلة الشيخ محمد صالح العضيبي، ولاحظ أن بابه مفتوح على مصراعيه، فابتدأه الشيخ بالسؤال عن حاجته، فلما أخبره بها نادى موظف الصندوق وأمره بعمل الشيك المطلوب، فشجع موقفه الصديق العلاف على سؤال رئيس المحكمة عن دورة العمل فيها فأبلغه أنه منذ استلام إدارة المحكمة عمل جاهداً على اتخاذ بعض الإجراءات العملية التي ساهمت خلال مدة وجيزة في رفع نسبة إنجاز عمل المحكمة إلى الضعف من 25 ألف معاملة إلى 50 ألف معاملة سنوياً تم من خلالها استرداد نحو 7 مليارات ريال خلال عام واحد وكان من تلك الإجراءات العملية ما يلي:
أولاً: عمل إحصائية يومية لجميع مكاتب قضاة التنفيذ بمكة المكرمة لرصد ما أنجز من معاملات تنفيذية وفي حالة تأخير تنفيذ معاملة أو أكثر من يوم منذ تسجيلها في مكتب القاضي، يتم الاستفسار عن سبب عدم الإنجاز.
ثانياً: تم عمل غرفة لاستقبال الأطفال الذين لديهم مشكلات عائلية، مزودة بألعاب أطفال وكافيتريا، ريثما يتم النظر في تنفيذ الحكم الصادر ضد الأب أو الأم وتسليم الطفل أو الطفلة لمن يرعاه حسب ما صدر به الحكم القضائي.
ثالثاً: متابعة أحوال المساجين الذين كانت عليهم حقوق لم يتمكنوا من دفعها وأودعوا السجن بسببها ولا يوجد من يسأل عنهم أو يتابع قضاياهم، حيث قامت المحكمة بتكليف مندوب من قبلها لمتابعة أحوالهم وتحويلها إلى لجنة للنظر في إمكانية مساعدتهم عن طريق أهل الخير حتى لا يمكثوا مدة طويلة في السجن.
رابعاً: وضع رقم هاتفي مرتبط بالواتساب لتلقي الشكاوى والملاحظات وتكليف موظف بمتابعة ما يصل على الرقم وتلخيصه وتقديمه لرئيس المحكمة.
خامساً: إعداد إحصائية لكل قاضٍ تنفيذي لمعرفة عدد ما أنجز من معاملات وتذليل أي صعوبات قد تعترض سبل تنفيذ الأحكام القضائية المحولة إلى محكمة التنفيذ بمكة المكرمة؛ لذلك فإن ما تقدم ذكره يجعل محكمة التنفيذ بمكة المكرمة تستحق التحية والثناء العاطر.
* كاتب سعودي