-A +A
طارق فدعق
هذا المقال عن طائرة الاف 15 الشهيرة باسم «النسر» وهي من أيقونات النجاح في عالم المقاتلات. ومن الطرائف أن عمرها قد تعدى عمر العديد من طياريها، فقد امتدت فترة إنتاجها لأكثر من 40 عاماً تم من خلالها بيع أكثر من 1200 طائرة. ولا تزال مكانتها كطائرة «التَفُوق الجوي»، بل وكمقاتلة «التَشامخ الجوي» من الطراز الأول، بالرغم من تصميم وتصنيع العديد من المقاتلات «الأكثر تطوراً» بعدها. وخارج الولايات المتحدة، نجد أن وطننا هو المشغل الأكثر خبرة في العالم، فقد دخلت هذه الطائرة المقاتلة في خدمة قواتنا الجوية منذ فترة حوالى 40 عاماً، وعمل على تشغيلها وصيانتها وتحسينها آلاف المواطنين النبلاء. وأصبحت اليوم هي عماد القوات الجوية الملكية السعودية بالعديد من الطرازات المختلفة وأهمها الاف 15 من طراز C و S و SA المتقدمة... والأخيرة هي الأحدث على مستوى العالم من هذا الطراز. وأصبح لدينا أكبر أسطول من هذه المقاتلات الرائعة خارج الولايات المتحدة الأمريكية إذ يقدر عددها بأكثر من 150 طائرة. وهناك حوالى 30 طائرة ستأتي بمشيئة الله خلال فترة السنة القادمة. وطائراتنا مجهزة بأحدث التجهيزات سواء كانت للتحكم، أو التصويب، أو الملاحة، أو التسليح. وللعلم، فقدرات المملكة على تشغيلها بنجاح يشمل دور أبناء الوطن في الاشتباكات الجوية المشرفة التي أضافت إلى سجل الطائرة عالمياً لتجعلها الأولى في المعارك. وكأحد الأمثلة المبهرة على أدائها هي قدرتها بمشيئة الله على الطيران بسرعة تتجاوز الثلاثة آلاف كيلومتر في الساعة، وعلى الصعود إلى ارتفاع يفوق العشرين كيلومتراً عن سطح البحر. وتحمل مجموعة أسلحة فتاكة، ومنها مدفع يستطيع أن يطلق بإرادة الله أكثر من مئة قذيفة بحجم «الصامولي» الصغير في الثانية الواحدة. وهي الطائرة الوحيدة في العالم التي استطاعت أن تحطم قمراً صناعياًَ أثناء تحليقه في الفضاء باستخدام أحد الصواريخ المتطورة. ولكن قوة النسور السعودية ليست في مواصفاتها فحسب، ولكن في تشغيلها. وهنا تظهر قوة دور الصيانة والتشغيل والتطوير، فبعض طائراتنا يتم تطويرها هنا على أرض الوطن لمواصفات تجعلها ضمن الأحدث على مستوى العالم. وتحديداً، فيتم تحديث مواصفات الطائرات من طراز S (السعودية) إلى طراز SA (السعودية المتقدمة) بأيدٍ سعودية. ولمن يتأمل في تفاصيلها اليوم، سيجد طائرة تختلف تماماً عن تلك التي بدأت الخدمة في قواتنا الجوية منذ 40 عاماً. سواء كانت في السرعة، أو القدرة على المناورات، أو التسليح، أو القدرات الدفاعية والهجومية.

أمنيــــة:


أكرمنا الله بخيرات كثيرة وعظيمة على سطح الأرض وتحتها. وأكرمنا أيضا بمساحات، وسماوات شاسعة تحتاج إلى الحماية الجادة والمستمرة. والحمد لله الذي سخر لنا الإمكانات للدفاع عن تلك النعم. أتمنى أن نتذكر تلك النعم، ونشكر السواعد، والعقول، والقلوب السعودية التي تحقق ذلك بمشيئته،

وهو من وراء القصد.

* كاتب سعودي