ترى من كان يتوقع أن إرهابيا ينتمي لمليشيا مسلحة يمكن أن يمنح مساحة للكتابة في صحيفة عريقة كالواشنطن بوست؟ لكن ذلك حدث بالفعل؛ محمد علي الحوثي يكتب مقالة في تلك الصحيفة ضمن حربها الإعلامية الشعواء التي شنتها على المملكة منذ بداية أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث أعلنت الصحيفة بكل وضوح أنها طرف في الأزمة وأنها ستواصل الهجوم على السعودية وهو ما يحدث يوميا.
لم يكن ذلك موقفا فرديا من الصحيفة بل تضافرت معه كل القوى التي يمكن وصفها بالقوى الموجهة والقوى التي أسهمت السعودية بشكل رئيسي في إفشال أبرز مشاريعهم في المنطقة.
يعتنق اليسار الليبرالي النظريات ويتعلق بها على حساب الواقع، لديه معاييره للخير والشر والعدل والمساواة والحقوق ويتعامل معها كعناوين مطلقة يسعى لتطويع الواقع واعتسافه لتحقيقها من وجهة نظر مثالية وغير واقعية. ويمكن اعتبار فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أبرز سنوات تجلت فيها أفكار اليسار الليبرالي ومشاريعه في المنطقة.
صحف وشخصيات ومنظمات دولية استغلت الحادثة أبشع استغلال، كانت الفرصة الأكبر للنيل من المملكة وقيادتها ومحاصرة مشروعها النهضوي التنموي المعتدل.
كل الأطراف الذين استغلوا هذه القضية هم ذاتهم أطراف معادلة الربيع العربي، من قوى ومؤسسات اليسار الليبرالي في واشنطن إلى تركيا والدوحة وطهران وجماعات الإسلام السياسي في المنطقة إضافة إلى المنظمات الحقوقية الموجهة حول العالم.
أدركت تلك القوى أن السعودية الجديدة ستواصل هدم مشاريع الفوضى والتغيير في المنطقة، وشهدت المملكة ولادة خطاب جديد وأنشأت لغة جديدة في المنطقة تحارب الأيديولوجيات والتطرف والكيانات المارقة وتسعى لبناء ودعم الدولة الوطنية في المنطقة وتقدم نموذجا واسعا وجديدا في التحول والتغيير.
صراع على مستقبل المنطقة، جعلت منه السعودية لحظة تاريخية لإعادة تعريف التغيير وربطه بالتنمية والمستقبل والمؤسسات، وهذا يتعارض تماما مع كل خطط ورؤى التغيير التي رسمت للمنطقة كالشرق الأوسط الجديد وتمكين إيران في المنطقة والتعامل مع جماعات الإسلام السياسي بوصفها النموذج الإسلامي المعتدل.
كل تلك النظريات غير واقعية على الإطلاق واتضحت نتائجها الكارثية في المنطقة والشواهد على فشلها لا تزال قائمة إلى الآن تؤكدها تلك الحرائق المشتعلة في سوريا وليبيا وتلك الفوضى التي اجتاحت عواصم عربية عدة وظهور داعش واتساع رقعة الإرهاب في المنطقة.
لا تزال المنطقة تشهد حراكا للكيانات المتورطة في تلك الأحداث والمخططات وما زالوا أيضا يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشاريعهم، وأخذت وسائل إعلامهم ومنابرهم منذ أزمة جمال خاشقجي الحديث عن موجة جديدة من الثورات وتشبيه خاشقجي بالبوعزيزي وسط حشد إعلامي وهجوم منقطع النظير على المملكة.
في الواقع لقد حسمت السعودية أمرها وأدارت تحالفات عظيمة في المنطقة وانتصرت رؤيتها المعتدلة المستقبلية ومثلت أزمة إضافية لكل كيانات التآمر ولكل النظريات السياسية غير الواقعية.
* كاتب سعودي
لم يكن ذلك موقفا فرديا من الصحيفة بل تضافرت معه كل القوى التي يمكن وصفها بالقوى الموجهة والقوى التي أسهمت السعودية بشكل رئيسي في إفشال أبرز مشاريعهم في المنطقة.
يعتنق اليسار الليبرالي النظريات ويتعلق بها على حساب الواقع، لديه معاييره للخير والشر والعدل والمساواة والحقوق ويتعامل معها كعناوين مطلقة يسعى لتطويع الواقع واعتسافه لتحقيقها من وجهة نظر مثالية وغير واقعية. ويمكن اعتبار فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أبرز سنوات تجلت فيها أفكار اليسار الليبرالي ومشاريعه في المنطقة.
صحف وشخصيات ومنظمات دولية استغلت الحادثة أبشع استغلال، كانت الفرصة الأكبر للنيل من المملكة وقيادتها ومحاصرة مشروعها النهضوي التنموي المعتدل.
كل الأطراف الذين استغلوا هذه القضية هم ذاتهم أطراف معادلة الربيع العربي، من قوى ومؤسسات اليسار الليبرالي في واشنطن إلى تركيا والدوحة وطهران وجماعات الإسلام السياسي في المنطقة إضافة إلى المنظمات الحقوقية الموجهة حول العالم.
أدركت تلك القوى أن السعودية الجديدة ستواصل هدم مشاريع الفوضى والتغيير في المنطقة، وشهدت المملكة ولادة خطاب جديد وأنشأت لغة جديدة في المنطقة تحارب الأيديولوجيات والتطرف والكيانات المارقة وتسعى لبناء ودعم الدولة الوطنية في المنطقة وتقدم نموذجا واسعا وجديدا في التحول والتغيير.
صراع على مستقبل المنطقة، جعلت منه السعودية لحظة تاريخية لإعادة تعريف التغيير وربطه بالتنمية والمستقبل والمؤسسات، وهذا يتعارض تماما مع كل خطط ورؤى التغيير التي رسمت للمنطقة كالشرق الأوسط الجديد وتمكين إيران في المنطقة والتعامل مع جماعات الإسلام السياسي بوصفها النموذج الإسلامي المعتدل.
كل تلك النظريات غير واقعية على الإطلاق واتضحت نتائجها الكارثية في المنطقة والشواهد على فشلها لا تزال قائمة إلى الآن تؤكدها تلك الحرائق المشتعلة في سوريا وليبيا وتلك الفوضى التي اجتاحت عواصم عربية عدة وظهور داعش واتساع رقعة الإرهاب في المنطقة.
لا تزال المنطقة تشهد حراكا للكيانات المتورطة في تلك الأحداث والمخططات وما زالوا أيضا يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشاريعهم، وأخذت وسائل إعلامهم ومنابرهم منذ أزمة جمال خاشقجي الحديث عن موجة جديدة من الثورات وتشبيه خاشقجي بالبوعزيزي وسط حشد إعلامي وهجوم منقطع النظير على المملكة.
في الواقع لقد حسمت السعودية أمرها وأدارت تحالفات عظيمة في المنطقة وانتصرت رؤيتها المعتدلة المستقبلية ومثلت أزمة إضافية لكل كيانات التآمر ولكل النظريات السياسية غير الواقعية.
* كاتب سعودي