-A +A
حمود أبو طالب
ضمن الحملة الموجهة ضد المملكة كان ملف اليمن حاضراً بشكل فاضح في مغالطاته إلى حد الاستخفاف بالمنطق والحقائق التي يعرفها من وجهوا الاتهامات أكثر من غيرهم، هم يعرفون جيدا أن تحالف إعادة الشرعية الذي تقوده المملكة إنما تم إنشاؤه وباشر مهمته لمنع سابقة خطيرة هي اختطاف العصابات والمليشيات المدعومة من أطراف خارجية لمؤسسات الحكم الشرعية في الدول والعبث بمقدرات الأوطان وتجييرها لإرادة دول أخرى تنفذ مخططات إجرامية بحقها، كما أن المملكة لم تكن بحال من الأحوال لتسمح لتنظيم متخلف وعميل لدولة إرهابية تناصب المملكة ودول الخليج والعرب جميعا عداءً شديداً وتحيك المؤامرات المتتالية ضدها، لم تكن لتسمح له بفرض إرادته واستيلائه على حكم اليمن بالوكالة، ثم نشر الإرهاب وتهديد أمن المملكة وجوارها.

لذلك عندما بدأ توظيف ملف اليمن من قبل بعض أعضاء الكونغرس ضد المملكة، خصوصاً بعد قضية جمال خاشقجي، تحدثوا عنه وكأن المملكة مسؤولة عن ما حدث في اليمن من خراب وليس الحوثيين بدعم إيران وصمت المجتمع الدولي وتسهيلات الأمم المتحدة لهم، وكأن الحوثيين لم يطلقوا إلى الآن أكثر من ٢٠٠ صاروخ باليستي باتجاه المملكة، وكأنهم لا يصادرون المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، وكأنهم لا يمارسون القتل والسحل والاختطاف والتعذيب بحق الشعب اليمني، وكأنهم لا يتعمدون تعطيل كل مبادرات الحلول السياسية، وآخرها مشاورات السويد التي يبدو أنها ستنتهي إلى ما انتهت إليه المشاورات السابقة إذا لم يضغط المجتمع الدولي بأكمله لإنجاح هذه الفرصة بضبط سلوك الحوثيين وإجبارهم على إنهاء المأساة اليمنية.


لذلك لا يسعنا سوى تقدير تصريحات الإدارة الأمريكية يوم أمس بأنه لا مكان في يمن المستقبل لأي تهديد مدعوم من إيران للسعودية والإمارات، وأن الإدارة تعارض بشدة وقف دعم التحالف، وهو المطلب الذي يحاول بعض أعضاء الكونغرس تسويقه ودعمه كإجراء موجه ضد السعودية، يتغافل تماماً عن أسباب المشكلة والخطر الذي تمثله ممارسات الحوثيين خليجيا وإقليميا، ومن شأنه تكريس الفوضى وتسويغ إسقاط الأنظمة الشرعية وإشاعة الإرهاب وتهديد أمن الدول المجاورة والأمن العالمي إجمالاً.

وكل ما نأمله أن تقف الإدارة الأمريكية بكل قوتها لتحقيق وتثبيت توجهها الذي أعلنت عنه، لا سيما وقد كان لديها توجه سابق بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهذا هو توصيفها الحقيقي والصحيح.