سأل أحدهم جحا: أيها أفضل، المشي خلف الجنازة أم أمامها أم عن يمينها أم عن يسارها؟ فأجاب: ما دمت لست فوق النعش فامش في أي جهة من الجهات. لربما تمثلت في أذهاننا صورة جحا الساخر، أو البهلول، إلا أن المتأمل في ردود جحا على من كانوا ينظرون إليه باستصغار أو دونية سيجدها إجابات وردودا فلسفية.
نصادف في حياتنا اليومية بسطاء وربما كان مظهرهم يثير الشفقة، إلا أنهم عندما يتحدثون لا نملك إلا أن نصغي بإعجاب ونلوم أنفسنا على التعجل في الحكم على الناس بالمظاهر.
في منطقة الباحة عاش الراحل أبو رزق الذي كانت توصيفاته وتعليقاته الساخرة فلسفة، وفي إحداها زار مسؤولاً احتاجه في خدمة فلم يخدمه، وفي طريق العودة عبر طريق وعر، ضرب أحد إطارات السيارة، فنزل ليساعد السائق في تغيير الإطار فوجدا الإطار الاحتياطي خاليا من الهواء، فقال: «يا ولد بعض البشر مثل هذا الإطار الاحتياطي للسيارة، مخفي، وما تعرف حاله إلا عندما تحتاجه».
البعض مستبشر بخبر اعتماد وزارة التعليم مناهج ومقررات لمبادئ الفلسفة، والخبر إن صحّ جيّد، لكنه فات الوقت الملائم والمواكب للحاجة. كون الشعب السعودي اليوم من أكثر الشعوب تفلسفاً، وسرعة بديهة، وحساً ساخراً، والفضل لوسائل التواصل والميديا الجديدة التي أتاحت مساحة لحرية التعبير، وأحدثت تفاعلاً مع الآخرين فتح آفاقاً للتفكير الحُرّ.
تدريس الفلسفة يحتاج إلى مقومات، منها اعتماده في الجامعات لتخريج أساتذة متخصصين، إلا إن كانت الوزارة ستسند التدريس لأساتذة علوم شرعية، وهؤلاء لهم مواقف ضدية من الفلسفة، ويرونها نقضا لكل الوثوقيات واليقينيات، وربما إن قبلوا يسعون لأسلمتها، لتصبح الفلسفة الإسلامية.
بالطبع مرّت الفلسفة بمراحل واعترضتها مجابهات كونها تعتمد على النقد والتحليل وفن صناعة وصياغة الأسئلة، وفي العالم العربي يصعب تمثلها لسببين أحدهما «الارتباط بالماضي» حد تقديس التراث واستنهاضه لحل أزمات العصر، وثانيهما «أن الجامعات التي يفترض أن تكون حضناً للفلسفة ليست فضاءً حراً للبحث وإبداء الآراء، وطرح الأفكار».
إن كنا سندرّس الفلسفة على أنها محايدة، وانتقائية، ولا تتماسى مع واقع الإنسان، فستكون التجربة مدعاة للشفقة، خصوصاً أنه ليس لدينا اليوم فلاسفة يتناولون قضايا تثير الجدل وتوفر المعالجات، وحينها سيكثر المجتمع من ترديد مقولة «بطّل فلسفة».
نصادف في حياتنا اليومية بسطاء وربما كان مظهرهم يثير الشفقة، إلا أنهم عندما يتحدثون لا نملك إلا أن نصغي بإعجاب ونلوم أنفسنا على التعجل في الحكم على الناس بالمظاهر.
في منطقة الباحة عاش الراحل أبو رزق الذي كانت توصيفاته وتعليقاته الساخرة فلسفة، وفي إحداها زار مسؤولاً احتاجه في خدمة فلم يخدمه، وفي طريق العودة عبر طريق وعر، ضرب أحد إطارات السيارة، فنزل ليساعد السائق في تغيير الإطار فوجدا الإطار الاحتياطي خاليا من الهواء، فقال: «يا ولد بعض البشر مثل هذا الإطار الاحتياطي للسيارة، مخفي، وما تعرف حاله إلا عندما تحتاجه».
البعض مستبشر بخبر اعتماد وزارة التعليم مناهج ومقررات لمبادئ الفلسفة، والخبر إن صحّ جيّد، لكنه فات الوقت الملائم والمواكب للحاجة. كون الشعب السعودي اليوم من أكثر الشعوب تفلسفاً، وسرعة بديهة، وحساً ساخراً، والفضل لوسائل التواصل والميديا الجديدة التي أتاحت مساحة لحرية التعبير، وأحدثت تفاعلاً مع الآخرين فتح آفاقاً للتفكير الحُرّ.
تدريس الفلسفة يحتاج إلى مقومات، منها اعتماده في الجامعات لتخريج أساتذة متخصصين، إلا إن كانت الوزارة ستسند التدريس لأساتذة علوم شرعية، وهؤلاء لهم مواقف ضدية من الفلسفة، ويرونها نقضا لكل الوثوقيات واليقينيات، وربما إن قبلوا يسعون لأسلمتها، لتصبح الفلسفة الإسلامية.
بالطبع مرّت الفلسفة بمراحل واعترضتها مجابهات كونها تعتمد على النقد والتحليل وفن صناعة وصياغة الأسئلة، وفي العالم العربي يصعب تمثلها لسببين أحدهما «الارتباط بالماضي» حد تقديس التراث واستنهاضه لحل أزمات العصر، وثانيهما «أن الجامعات التي يفترض أن تكون حضناً للفلسفة ليست فضاءً حراً للبحث وإبداء الآراء، وطرح الأفكار».
إن كنا سندرّس الفلسفة على أنها محايدة، وانتقائية، ولا تتماسى مع واقع الإنسان، فستكون التجربة مدعاة للشفقة، خصوصاً أنه ليس لدينا اليوم فلاسفة يتناولون قضايا تثير الجدل وتوفر المعالجات، وحينها سيكثر المجتمع من ترديد مقولة «بطّل فلسفة».