فرنسا أُمُّ الأدب وأبو التاريخ وقرينة الفنون وعمة الموسيقى وجدة المسرح، باريس عاصمة كل ذلك وإن تغير ذلك بعض الشيء في الآونة الأخيرة، ونبدأها بالعروض المسرحية، فالحقيقة أن لاس فيجاس نافستها، بل تعدتها بمراحل بفنادقها الـ600، فكل فندق في لاس فيجاس له عروضه الخاصة به، والواحد منها ربما أفضل من الليدو الذي غدا كله «ريش في ريش»، حتى يمكن أن نسميه أبا الريش مع الاعتذار للمعلق الأخضر أبو الريش، ولكن ظلت باريس أيقونة الثقافة، قروناً وليس أجيالاً بأدبائها الكبار، الذين أثروا الأدب وأثروا فيه في أنحاء العالم.
وكذلك في خطوط الموضة، فمعظم مصممي العالم هم من أرضها أو قدموا لها، لينالوا الشهرة، فلابد من باريس وإن طال السفر، ولأن ثبات الحال من المحال، فقد تغلبت كثير من بيوت الأزياء والعطور المتفرقة هنا وهناك على بعض البيوت الفرنسية، فالعطر الإنجليزي والألماني والإيطالي عطر معتق مختلف، ليس كمعظم العطور الفرنسية التي بات الخيار والبطيخ والكمون مواد أساسية فيها، ولكن ظلت باريس مقاومة فهي لها سحر خاص، ويبقي الشانزليزيه شامخاً بقوس نصره ومقاهيه، وكله على بعضه كان حلواً.
قصر الكلام أن هؤلاء عاثوا تخريباً وفوضى ربما لا مثيل لها، إلا عام 68 في الاحتجاجات التي اشتعلت أيام الجنرال ديجول، وذكرني هذا التخريب بأيام المنيل على عينه، المسمى بالربيع العربي، لأنه ما بينهما اختلاف، إلا نقطة ليصبح الربيع الغربي.
قالت إحداهن إياكم وتصبحوا مثل العرب وكأن كل العرب مثل ذلك الربيع الفاشل ذي النتائج المأساوية، وأنا أرد عليها تهكماً لا فُض فوكِ ولا عاش من يشنوكِ، وكلامكِ صراحة ما عليه هتان، سينبري ملقوف ويقول ما عليه غبار يا أخينا، فأرد عليه يا رجل أوروبا من خبرناها لا تعرف إلا المطر وبدون بروق أو رعود كمان، المهم قام هؤلاء بما لذ وطاب في عيونهم من الفوضى والخراب، وحكاية أن مندسين بينهم خذ وخَلِّ، ليش ما بلغوا عنهم إذا كانت أهدافهم سلمية، لكن الغوغائيين يطيب لهم ذلك، والدليل أنه بِعد ما وافق الرئيس على إلغاء الزيادة، استمروا في فوضاهم، بل ورفعوا سقف مطالبهم بأن يتنحى الرئيس، هكذا هو الرضوخ لغير الناضجين، لن يرضيهم شيء، وحتى لو ذهب الرئيس وجاء من بعده آخر، سيكون على يد عفريت لا من لابسي السترات الصفراء ولا «اللي مش لابسين»، نسي أصحاب السترات وربما من له رأي أن هؤلاء وهم نحو 150000 نسمة، نسوا أن هناك حوالى 64 مليونا في فرنسا يريدون الأمن والسلام والحرية المنضبطة، ونحو 90 مليون سائح في فرنسا و28 مليوناً منهم في باريس، سيراجعون أنفسهم ألف مرة، قبل أن يقدموا على هذه المجازفة، وسيكون من ضمن الشروط للقدوم إلى باريس، ودع أهلك أمن على نفسك، واعتمر خوذة وارتدِ سترة تحمي من الرصاص وكمامة تقيك من الغاز المسيل للدموع ولا تطب الشانزليزيه ومن غير ليه، في 2014 أنفق السياح في باريس وحدها 17 مليار دولار، جنت على نفسها براقش، أتصور أن أي سائح إذا نوى السفر إلى باريس، سيفكر حبة واحدة بس مش حبتين، لأن الأمور واضحة للفكر والعين، هو ناقص وجع قلب، وسيدير وجهته إلى أي بلد آخر وهو يقول: «باي باي باريس».
وكذلك في خطوط الموضة، فمعظم مصممي العالم هم من أرضها أو قدموا لها، لينالوا الشهرة، فلابد من باريس وإن طال السفر، ولأن ثبات الحال من المحال، فقد تغلبت كثير من بيوت الأزياء والعطور المتفرقة هنا وهناك على بعض البيوت الفرنسية، فالعطر الإنجليزي والألماني والإيطالي عطر معتق مختلف، ليس كمعظم العطور الفرنسية التي بات الخيار والبطيخ والكمون مواد أساسية فيها، ولكن ظلت باريس مقاومة فهي لها سحر خاص، ويبقي الشانزليزيه شامخاً بقوس نصره ومقاهيه، وكله على بعضه كان حلواً.
قصر الكلام أن هؤلاء عاثوا تخريباً وفوضى ربما لا مثيل لها، إلا عام 68 في الاحتجاجات التي اشتعلت أيام الجنرال ديجول، وذكرني هذا التخريب بأيام المنيل على عينه، المسمى بالربيع العربي، لأنه ما بينهما اختلاف، إلا نقطة ليصبح الربيع الغربي.
قالت إحداهن إياكم وتصبحوا مثل العرب وكأن كل العرب مثل ذلك الربيع الفاشل ذي النتائج المأساوية، وأنا أرد عليها تهكماً لا فُض فوكِ ولا عاش من يشنوكِ، وكلامكِ صراحة ما عليه هتان، سينبري ملقوف ويقول ما عليه غبار يا أخينا، فأرد عليه يا رجل أوروبا من خبرناها لا تعرف إلا المطر وبدون بروق أو رعود كمان، المهم قام هؤلاء بما لذ وطاب في عيونهم من الفوضى والخراب، وحكاية أن مندسين بينهم خذ وخَلِّ، ليش ما بلغوا عنهم إذا كانت أهدافهم سلمية، لكن الغوغائيين يطيب لهم ذلك، والدليل أنه بِعد ما وافق الرئيس على إلغاء الزيادة، استمروا في فوضاهم، بل ورفعوا سقف مطالبهم بأن يتنحى الرئيس، هكذا هو الرضوخ لغير الناضجين، لن يرضيهم شيء، وحتى لو ذهب الرئيس وجاء من بعده آخر، سيكون على يد عفريت لا من لابسي السترات الصفراء ولا «اللي مش لابسين»، نسي أصحاب السترات وربما من له رأي أن هؤلاء وهم نحو 150000 نسمة، نسوا أن هناك حوالى 64 مليونا في فرنسا يريدون الأمن والسلام والحرية المنضبطة، ونحو 90 مليون سائح في فرنسا و28 مليوناً منهم في باريس، سيراجعون أنفسهم ألف مرة، قبل أن يقدموا على هذه المجازفة، وسيكون من ضمن الشروط للقدوم إلى باريس، ودع أهلك أمن على نفسك، واعتمر خوذة وارتدِ سترة تحمي من الرصاص وكمامة تقيك من الغاز المسيل للدموع ولا تطب الشانزليزيه ومن غير ليه، في 2014 أنفق السياح في باريس وحدها 17 مليار دولار، جنت على نفسها براقش، أتصور أن أي سائح إذا نوى السفر إلى باريس، سيفكر حبة واحدة بس مش حبتين، لأن الأمور واضحة للفكر والعين، هو ناقص وجع قلب، وسيدير وجهته إلى أي بلد آخر وهو يقول: «باي باي باريس».