منذ أن قتل الإخوان المسلمون الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات العام 1981 عبر ذراعهم العسكرية في مصر تنظيم «الجهاد الاسلامي» على يد خالد الإسلامبولي وعبود الزمر ورفاقهما، ظن الجميع أن التعامل مع إسرائيل هو خط الإخوان الأحمر الذي لا تنازل معه ولا شرعية لفاعله.
لكن الذي حدث بعد قتل السادات وانتشار دمه في أرجاء ميدان النصر وهو يشهد بين جنوده ورفقائه في السلاح احتفالهم بالانتصار على إسرائيل، أكد أن هناك لعبة كبرى تدار في الخفاء غير التي نراها، لقد قام الإخوان بالانتقام لتل أبيب دون وازع من أخلاق ولا مروءة، ليكون القتل عربون صداقة والطريق إلى قلب تل أبيب.
وفي الوقت الذي كان تنظيم الإخوان يلعن السادات حتى بعد قتله من فوق المنابر، ذهب الكثير وراء شعار الموت لإسرائيل وشيطنة من يتعامل معها وصدقها وانخرط فيها، فهل كانت تلك هي الحقيقة، بالتأكيد لم تكن.
صدق الجميع تلك الكذبة «الإخوانية» وأصبح المتعاملون مع إسرائيل موصومين بالمتصهينين حتى لو كان تعاملاً دبلوماسياً مصلحياً، الحقيقة المفجعة أنهم انفردوا بإسرائيل وتوحدوا لإنهاء أي تعامل لا يتم من خلالهم، كانوا الباب والشباك.
لم يكن أحد يتصور أن الإخوان على جانب آخر من المشهد يبنون علاقات صلبة مع إسرائيل بدأت في غزة ولم تنته لليوم، هدف التنظيم العالمي للإخوان منافسة منظمة التحرير وإضعافها والانفراد بالمشهد الفلسطيني الذي يعد القضية المركزية، ليتمكنوا فيما بعد من مقايضة ومفاوضة القوى العظمى ويصبحوا جزءاً من الصراع والحل ومدخلهم لحكم الشرق الأوسط الكبير.
اقترح الإخوان إنشاء تنظيم حماس داخل الأراضي الفلسطينية، واستجابت له تل أبيب سريعاً في سبيل أضعاف منظمة التحرير، خاصة أن تنظيم فتح كان في عز مجده وعدواً شرساً لإسرائيل دبلوماسياً ونضالياً، بالفعل تأسست حماس عبر لقاءات سرية عديدة بين تنظيم الإخوان - الفرع الغزاوي- ورجال المخابرات الإسرائيلية، أجريت تلك اللقاءات بين غزة وقبرص وألمانيا، هدف إسرائيل الرئيسي كان التخلص من عبء قطاع غزة الذي قال عنه رئيس الوزراء حينها أتمنى أن أستيقظ وأجد قطاع غزة قد سقط في البحر، والآخر إذكاء صراع بين الفلسطينيين، وهدف حماس كان إقصاء أي منافس آخر في المشروع الفلسطيني.
لم يكتفِ تنظيم الإخوان بذلك بل بقي يفتح الطرق أمام الدول والقادة الذين يعملون لصالح التنظيم أو متحالفين معهم، «قطر، تركيا» مثال على ذلك، بدأت الخطوات تتسارع عبر إقامة علاقات سرية ثم علنية مع إسرائيل.
هل نسينا حمد بن خليفة وحمد بن جاسم عندما استقبلا رأس الدولة الإسرائيلية ووزيري الحرب والخارجية، وقيامهما بزيارات عديدة لتل أبيب التقيا فيها رؤساء أجهزة المخابرات والأمن الإسرائيليين، أردوغان هو أيضاً تم دعم علاقاته بإسرائيل، فالطريق إلى القصر الرئاسي في أنقرة كان وعراً جداً، إلا أن حزمة من اللقاءات السرية والعلنية وصلت حتى لقبر مؤسس إسرائيل ووضع أكليل من الزهور عليه كانت كفيلة بفتح الأقفال المغلقة في أوروبا وأمريكا لصالح الحكم الإخواني الجديد الذي بدأت تباشيره في أنقرة منتصف التسعينات.
الخطير أنه تم تخطي تلك الزيارات في وجدان الشارع العربي عبر إستراتيجية تبديل الرأي العام وتشويه المخالفين والمختلفين وتبريرها للحلفاء، ألم تروا شيطنة السعودية التي ليس لديها علاقات مع تل أبيب بينما يتم تمجيد أنقرة والدوحة اللتين تعدان أكثر حلفاء إسرائيل إخلاصاً ودعماً لمشاريعها في المنطقة؟
* كاتب سعودي
لكن الذي حدث بعد قتل السادات وانتشار دمه في أرجاء ميدان النصر وهو يشهد بين جنوده ورفقائه في السلاح احتفالهم بالانتصار على إسرائيل، أكد أن هناك لعبة كبرى تدار في الخفاء غير التي نراها، لقد قام الإخوان بالانتقام لتل أبيب دون وازع من أخلاق ولا مروءة، ليكون القتل عربون صداقة والطريق إلى قلب تل أبيب.
وفي الوقت الذي كان تنظيم الإخوان يلعن السادات حتى بعد قتله من فوق المنابر، ذهب الكثير وراء شعار الموت لإسرائيل وشيطنة من يتعامل معها وصدقها وانخرط فيها، فهل كانت تلك هي الحقيقة، بالتأكيد لم تكن.
صدق الجميع تلك الكذبة «الإخوانية» وأصبح المتعاملون مع إسرائيل موصومين بالمتصهينين حتى لو كان تعاملاً دبلوماسياً مصلحياً، الحقيقة المفجعة أنهم انفردوا بإسرائيل وتوحدوا لإنهاء أي تعامل لا يتم من خلالهم، كانوا الباب والشباك.
لم يكن أحد يتصور أن الإخوان على جانب آخر من المشهد يبنون علاقات صلبة مع إسرائيل بدأت في غزة ولم تنته لليوم، هدف التنظيم العالمي للإخوان منافسة منظمة التحرير وإضعافها والانفراد بالمشهد الفلسطيني الذي يعد القضية المركزية، ليتمكنوا فيما بعد من مقايضة ومفاوضة القوى العظمى ويصبحوا جزءاً من الصراع والحل ومدخلهم لحكم الشرق الأوسط الكبير.
اقترح الإخوان إنشاء تنظيم حماس داخل الأراضي الفلسطينية، واستجابت له تل أبيب سريعاً في سبيل أضعاف منظمة التحرير، خاصة أن تنظيم فتح كان في عز مجده وعدواً شرساً لإسرائيل دبلوماسياً ونضالياً، بالفعل تأسست حماس عبر لقاءات سرية عديدة بين تنظيم الإخوان - الفرع الغزاوي- ورجال المخابرات الإسرائيلية، أجريت تلك اللقاءات بين غزة وقبرص وألمانيا، هدف إسرائيل الرئيسي كان التخلص من عبء قطاع غزة الذي قال عنه رئيس الوزراء حينها أتمنى أن أستيقظ وأجد قطاع غزة قد سقط في البحر، والآخر إذكاء صراع بين الفلسطينيين، وهدف حماس كان إقصاء أي منافس آخر في المشروع الفلسطيني.
لم يكتفِ تنظيم الإخوان بذلك بل بقي يفتح الطرق أمام الدول والقادة الذين يعملون لصالح التنظيم أو متحالفين معهم، «قطر، تركيا» مثال على ذلك، بدأت الخطوات تتسارع عبر إقامة علاقات سرية ثم علنية مع إسرائيل.
هل نسينا حمد بن خليفة وحمد بن جاسم عندما استقبلا رأس الدولة الإسرائيلية ووزيري الحرب والخارجية، وقيامهما بزيارات عديدة لتل أبيب التقيا فيها رؤساء أجهزة المخابرات والأمن الإسرائيليين، أردوغان هو أيضاً تم دعم علاقاته بإسرائيل، فالطريق إلى القصر الرئاسي في أنقرة كان وعراً جداً، إلا أن حزمة من اللقاءات السرية والعلنية وصلت حتى لقبر مؤسس إسرائيل ووضع أكليل من الزهور عليه كانت كفيلة بفتح الأقفال المغلقة في أوروبا وأمريكا لصالح الحكم الإخواني الجديد الذي بدأت تباشيره في أنقرة منتصف التسعينات.
الخطير أنه تم تخطي تلك الزيارات في وجدان الشارع العربي عبر إستراتيجية تبديل الرأي العام وتشويه المخالفين والمختلفين وتبريرها للحلفاء، ألم تروا شيطنة السعودية التي ليس لديها علاقات مع تل أبيب بينما يتم تمجيد أنقرة والدوحة اللتين تعدان أكثر حلفاء إسرائيل إخلاصاً ودعماً لمشاريعها في المنطقة؟
* كاتب سعودي