قال هتلر: «اللّسان الطويل دَلالة على اليد القصيرة»، وقيل أيضاً: «يتعلق الصغير بأستار الكبير»، ومهما ترفّع عنه الكبير يضع الصغير بصمة. وعن الفوبيا قال صديقي المتخصص د. فيصل البجلي إنه مرض قد يقتل صاحبه من الخوف؛ لذا يقوم (المريض) بتكرار اسم الشيء الذي يخافه أو يحتك به ليتعلق بثوب الشفاء (فيكبر)، على الأقل في عين نفسه حين يكون لايزال صغيراً بأعين الآخرين لأن الماضي قد دوّن أنه بلط البحر بطوب التجاوزات. وقد عرفنا عن الكبار أنهم «يتقون الثعالب الضالة بصولة المستأسدِ الضاري» فلا ينظرون أسفل لسفيهٍ قد تركوا له الضباع وإن فعلوها مرة يحجمون في الثانية موقنين أن «من كثر خطؤه قل حياؤه» كالمتعلق أستارا. أقيمت حملات وندوات (للجماهير) عن التعصب وكيف تكون قدوة (حسنة) إلا أنه بات لزاماً أن نقيم ندوات لبعض (رؤساء الأندية) ومن تبعهم من الغاوين -عل وعسى يثمر فيهم- وينتقلون من محو الأمّية إلى متعلمين (على قد الحال) ثم تنقرض أشباههم. لا أشير هنا إلى لبيبٍ إذ لا لبيب، إنما لجيلٍ أتمنى أن يكون لبيباً ويتخذ من كبار وعقلاء الرياضة قدوات حتى لا يُصنع جيل (مفهي) يجعل من الحمقى مثلاً أعلى. آخر القول.. الرياضة بحر أدب لا لجب، تنفيس لا تفليس، ها قد توفي المشجع (الأهلاوي) محيي الدين باز الذي فوجئت أنه زميل عمل لابن عمي (الاتحادي) بندر أحمد الذي بكاه كثيراً وسعى لأن يخدم أبناءه هو وزملاؤه قبل أن تسعى إدارة الأهلي بما هو خير مع الجماهير، وقيام نادي الاتحاد بواجب العزاء وسبقه الباطن في صورة مشرفة لأصلاء الرياضة ليكمل الهلال إنسانية الرياضة بالعزاء والتبرع بحصتهم لذوي الفقيد في كلاسيكو الهلال والأهلي. فما نال محيي الدين من السمعة إلا أجملها وهو مشجع بسيط بعد أن نشر عنه حسن الحديث والمعشر وبر والديه، في حين لا يتعلّم البعض أن الحياة خُلق وأن خير البشر بعث ليتمم مكارم الأخلاق.. فخذوا يا فقراء الأدب من العقلاء دُلالة الخلق.