تبث القنوات العالمية بين الفينة والأخرى، فقرة سريعة تتحدث عن حوادث غريبة وقعت لناس منحوسين جسدت معاناتهم الحقيقية فرضية (سوء الطالع) الذي بات يلازمهم حتى في أكثر اللحظات تفاؤلاً وسروراً، ومن تلك القصص، حكاية السيد (جونلين) الذي تعرض لـ 16 حادثة ضخمة في حياته، ما بين حوادث سير وسقوط الصخور عليه، وتعرضه لكسور بعد وقوعه من الشجرة، وحتى وهو في طريقه للمستشفى تعرض لحادثة شنيعة، يليه بالترتيب سيئ الحظ (روي سوليفان) الذي تعرض للصعق بالبرق 7 مرات مختلفة، ونجا منها بأعجوبة، ليحصل بعدها على لقب (موصل الصواعق البشري)!
أما تلفزيوننا المحلي إذا أراد أن يبث مثل هذه الفقرة المشوقة، فإنه لن يعجز أو يحتار في الوصول لأكثر الحالات نحساً في مجتمعنا، أنه ذلك الموظف الأهلي الذي أول ما أجبره حظه البائس على دراسة تخصص مغاير بالجامعة، ثم أكملها بعدم القبول بأي وظيفة حكومية، ليعمل مؤقتاً في إحدى الشركات من مطلع الشمس لغروبها 11 ساعة، مقابل راتب زهيد لا يفي بالحاجة، ورغم صبره وكفاحه، تم تسريحه بالمادة 77، لتتسابق البنوك والمصارف والديانة وشركات البيع بالتقسيط على مقاضاته في المحكمة قبل أن يستصدروا بحقه (أمر إيقاف خدماته)، وحتى عندما صنع له عربة لبيع الشاي من أجل أن يسترزق ويطعم أطفاله داهمته البلدية وصادرت حاجياته!
لم يكن لدى الموظف الأهلي ما يتحسر عليه، فسواء كان على رأس العمل أم لم يكن سيقف حظه العاثر بالمرصاد، ولن يكون من بين المواطنين الذين شملهم بدل غلاء المعيشة، لقد اعتاد جلده على التأقلم مع التقلبات الاقتصادية والظروف المناخية؛ لذا انحصرت حياته بين سعير الغلاء والفواتير الباهظة وبين البطالة وضيق ذات اليد والقضايا المتوالية.
ربما يحسب للموظف الأهلي أنه لايزال على قيد الحياة بالرغم من حظه المهبب الذي أوقعه في مواجهة عدد من الأعاصير المختلفة، لهذا كم أتمنى أن تلتفت السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية لهذا الإنسان الذي يملك في ذمتهم حق العيش والعمل والرفاهية، أسوة ببقية المواطنين الذين يعملون في الحكومة، يجب إعادة الأمان الوظيفي له، وتقليل ساعات العمل، ومنحه سلم رواتب وعلاوة، والنص نظاماً على بدل غلاء المعيشة بواقع 10% من الراتب كأقل دور اجتماعي يجب على القطاع الخاص تقديمه لبلادنا التي ينعم بخيراتها، يجب أن نحتفي بالموظف الأهلي الذي تفوق على أكبر المنحوسين في العالم وأن نطلق عليه لقب (موصل النحس البشري).
ajib2013@yahoo.com
تويتر @ajib2013
أما تلفزيوننا المحلي إذا أراد أن يبث مثل هذه الفقرة المشوقة، فإنه لن يعجز أو يحتار في الوصول لأكثر الحالات نحساً في مجتمعنا، أنه ذلك الموظف الأهلي الذي أول ما أجبره حظه البائس على دراسة تخصص مغاير بالجامعة، ثم أكملها بعدم القبول بأي وظيفة حكومية، ليعمل مؤقتاً في إحدى الشركات من مطلع الشمس لغروبها 11 ساعة، مقابل راتب زهيد لا يفي بالحاجة، ورغم صبره وكفاحه، تم تسريحه بالمادة 77، لتتسابق البنوك والمصارف والديانة وشركات البيع بالتقسيط على مقاضاته في المحكمة قبل أن يستصدروا بحقه (أمر إيقاف خدماته)، وحتى عندما صنع له عربة لبيع الشاي من أجل أن يسترزق ويطعم أطفاله داهمته البلدية وصادرت حاجياته!
لم يكن لدى الموظف الأهلي ما يتحسر عليه، فسواء كان على رأس العمل أم لم يكن سيقف حظه العاثر بالمرصاد، ولن يكون من بين المواطنين الذين شملهم بدل غلاء المعيشة، لقد اعتاد جلده على التأقلم مع التقلبات الاقتصادية والظروف المناخية؛ لذا انحصرت حياته بين سعير الغلاء والفواتير الباهظة وبين البطالة وضيق ذات اليد والقضايا المتوالية.
ربما يحسب للموظف الأهلي أنه لايزال على قيد الحياة بالرغم من حظه المهبب الذي أوقعه في مواجهة عدد من الأعاصير المختلفة، لهذا كم أتمنى أن تلتفت السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية لهذا الإنسان الذي يملك في ذمتهم حق العيش والعمل والرفاهية، أسوة ببقية المواطنين الذين يعملون في الحكومة، يجب إعادة الأمان الوظيفي له، وتقليل ساعات العمل، ومنحه سلم رواتب وعلاوة، والنص نظاماً على بدل غلاء المعيشة بواقع 10% من الراتب كأقل دور اجتماعي يجب على القطاع الخاص تقديمه لبلادنا التي ينعم بخيراتها، يجب أن نحتفي بالموظف الأهلي الذي تفوق على أكبر المنحوسين في العالم وأن نطلق عليه لقب (موصل النحس البشري).
ajib2013@yahoo.com
تويتر @ajib2013