في لقاء جمعني مع سمو الأميرة ريم آل سعود تحدثنا فيه لنحو ثلاث ساعات متواصلة عن شؤون مجتمعية عديدة وحاجات التطوير والتقدم الحضاري والمعوقات والمشكلات التي قد تبدو بسيطة أو تكاد تكون هامشاً يقف عائقاً حقيقياً في تقدم بلادنا الحبيبة بالشكل الذي نتأمله. ومن ضمن أحاديثنا أشارت سمو الأميرة إلى موضوع مهم جدًا ومعضلة تشكو منها تقريبا جميع مؤسساتنا وخاصة الحكومية، وهي الابتلاء بموظف به شيء من الاعتلال النفسي وغير مؤهل ولا تستطيع المؤسسة الحكومية حينها التخلص منه، ولا يتقبل هو الانخراط في البرامج التأهيلية بالعكس من المؤسسات الخاصة التي ما إن ترى الموظف المعتل حتى تسارع في البحث عن بديل فليست ملزمة بالتمسك به.
في الحقيقة الموظف وصحته النفسية عامل أساسي في تمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها المهنية وهناك اعتلالات واختلالات نفسية لا يستطيع إدراكها صاحب المؤسسة والجهة المعنية إلا من خلال الاحتكاك المهني بالموظف كون هناك أمراض نفسية ظاهرة، وهناك مبطنة تظهر مع الوقت تماماً كالموظف الذي يُقدم غير المأمول منه، ولا يتقدم ولا ينفذ العمل بالشكل المطموح هذا يعد من أخطر الاعتلالات النفسية، وحين تتم مواجهته بالرغبة في تقديم الأفضل تجده يعترض ويتخبط ويتشاكى كثيراً هنا وهناك غير معترف بتقليديته في الأداء وغير مستوعب أصلاً بضعف أدائه المهني وينظر إلى أبسط الأعمال التي ينجزها وكأنها الإنجاز المبهر، وبالتالي تمرض به المؤسسة الحكومية فيضعف الأداء العام ويأتي الأثر هيناً وغير متوافق مع متطلبات المرحلة التقدمية.
والمصيبة كل المصيبة لو لعبت الصدفة لعبتها مع هذا الموظف وأصبح مسؤولاً وقائداً لمجموعة أو لمؤسسة.. هنا سيقود بكل ما أوتي من مرضه في عدم تقبله للنقد البناء وعدم إدراكه لبساطة وهشاشة ما يقدمه من أعمال.. سيجمع حوله كل المزيفين؛ لأنه ببساطة يرى أعمالهم المتواضعة ذلك الإنجاز المبهر والرائد، ولكم أن تتخيلوا كيف يتصدر هذا العمل الهيّن المهلهل المشهد ويصبح أنموذجاً يُحتذى به.. يا لها من كارثة!
كما أنني أعتبر الوشايات ونقل الكلام ونشر الشائعات والانشغال بها في أي مؤسسة من أعظم أمراض الاختلال النفسي؛ حيث إنها تعطل التنمية وتُشغل الموظفين في خلق القصص الواهمة وتدويرها وتحليلها وتصبح وسيلة انتقام غالباً ضحاياها المميزون.
في تصوري أن هذه المشكلة تقف معضلة حقيقية أمام مؤسساتنا الحكومية ولا تكاد تخلو منها أي مؤسسة؛ لذلك الحل الأسلم والأنجع في مثلها هو إنشاء مركز صحي نفسي متخصص مهمته الأساسية الكشف نفسياً عبر اختبارات وغيرها على كل مَن يحظى بوظيفة ومتابعته علاجياً خلال مشواره المهني، كما يتم خلاله تقديم استشارات نفسية لكل موظف يشعر بالإرهاق النفسي وتقديم العلاج المناسب له ليتمكن من معرفة تشخيص ما يحدث له ويسلم ونسلم منه.
* كاتبة سعودية
fanarm_7@
في الحقيقة الموظف وصحته النفسية عامل أساسي في تمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها المهنية وهناك اعتلالات واختلالات نفسية لا يستطيع إدراكها صاحب المؤسسة والجهة المعنية إلا من خلال الاحتكاك المهني بالموظف كون هناك أمراض نفسية ظاهرة، وهناك مبطنة تظهر مع الوقت تماماً كالموظف الذي يُقدم غير المأمول منه، ولا يتقدم ولا ينفذ العمل بالشكل المطموح هذا يعد من أخطر الاعتلالات النفسية، وحين تتم مواجهته بالرغبة في تقديم الأفضل تجده يعترض ويتخبط ويتشاكى كثيراً هنا وهناك غير معترف بتقليديته في الأداء وغير مستوعب أصلاً بضعف أدائه المهني وينظر إلى أبسط الأعمال التي ينجزها وكأنها الإنجاز المبهر، وبالتالي تمرض به المؤسسة الحكومية فيضعف الأداء العام ويأتي الأثر هيناً وغير متوافق مع متطلبات المرحلة التقدمية.
والمصيبة كل المصيبة لو لعبت الصدفة لعبتها مع هذا الموظف وأصبح مسؤولاً وقائداً لمجموعة أو لمؤسسة.. هنا سيقود بكل ما أوتي من مرضه في عدم تقبله للنقد البناء وعدم إدراكه لبساطة وهشاشة ما يقدمه من أعمال.. سيجمع حوله كل المزيفين؛ لأنه ببساطة يرى أعمالهم المتواضعة ذلك الإنجاز المبهر والرائد، ولكم أن تتخيلوا كيف يتصدر هذا العمل الهيّن المهلهل المشهد ويصبح أنموذجاً يُحتذى به.. يا لها من كارثة!
كما أنني أعتبر الوشايات ونقل الكلام ونشر الشائعات والانشغال بها في أي مؤسسة من أعظم أمراض الاختلال النفسي؛ حيث إنها تعطل التنمية وتُشغل الموظفين في خلق القصص الواهمة وتدويرها وتحليلها وتصبح وسيلة انتقام غالباً ضحاياها المميزون.
في تصوري أن هذه المشكلة تقف معضلة حقيقية أمام مؤسساتنا الحكومية ولا تكاد تخلو منها أي مؤسسة؛ لذلك الحل الأسلم والأنجع في مثلها هو إنشاء مركز صحي نفسي متخصص مهمته الأساسية الكشف نفسياً عبر اختبارات وغيرها على كل مَن يحظى بوظيفة ومتابعته علاجياً خلال مشواره المهني، كما يتم خلاله تقديم استشارات نفسية لكل موظف يشعر بالإرهاق النفسي وتقديم العلاج المناسب له ليتمكن من معرفة تشخيص ما يحدث له ويسلم ونسلم منه.
* كاتبة سعودية
fanarm_7@