في بدايات جمعية الثقافة والفنون، التي أنشئت في منتصف سبعينات القرن الماضي، استشعرت الجمعية أهمية (المسرح) وتعاملت مع فكرته بجدية تامة. ففي مطلع الثمانينات، ابتعثت الرئاسة العامة لرعاية الشباب -وهي الجهة التي كانت تتبع لها الجمعية- عددا من الهواة لدراسة الإخراج والتمثيل والديكور والتأليف.. وكل ما يتعلق بالمسرح. ولكنها كانت خطوة المرة الواحدة.. لم تتكرر.
بعد تلك الخطوة بما يقارب ثلاثة عقود، قام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي -برعاية أرامكو- بالتعاقد مع مسرح بريطاني متخصص لتدريب ما يقارب 100 موهوب في مجالات الفنون المسرحية. وتكررت التجربة مرة أخرى.. بعدد أقل. وفي النهاية، خرجت مسرحية ثقافية تحمل مفهوم التبادل الثقافي بين السعودية وبريطانيا.. وحققت هدفا من أهداف مركز الملك عبدالعزيز للتبادل الثقافي.
في نفس فترة إنشاء جمعية الثقافة والفنون، وربما قبلها قليلا، كانت مدارس التعليم العام تقدم في حفلاتها السنوية والختامية مشاهد مسرحية؛ بعضها فكاهي وبعضها جاد.. من قبيل نشر ثقافة المسرح لدى الطلبة.
كل تلك الجهود تبددت لأسباب فكرية مرحلية -هي ذات الأفكار التي وأدت مسرح (دار قريش) قبل أكثر من نصف قرن-، وانتهى مشروع تأسيس المسرح السعودي، وبات العمل المسرحي يقدم على استحياء في أروقة بعض المؤسسات التعليمية التي تتنافس بعضها من أجل الحصول على الجوائز والشهادات دون الالتفات كثيرا للبُعد المسرحي كمفردة ثقافية اجتماعية.
صحيح أن الذائقة الجماهيرية تغيرت في الوقت الراهن، لكن المواكبة العصرية لتكنولوجيا المسرح حافظت على بقائه كجسر ثقافي عالمي للأمم. فالأدباء والمثقفون وقادة الفكر الاجتماعي مازالوا روادا للمسرح الراقي الذي يقدم فكرا إنسانيا نابعا من الأصالة. حتى جمهور العوام مازال يرتاد المسرح؛ ربما ليس كرسالة.. ولكن يرتاده كوسيلة عصرية؛ إذا تجاوز المألوف واستخدم تقنيات تكنولوجية عالية تطرب لها ذائقة الانبهار -في ظل سيطرة الإخراج المسرحي وتسيّده للمسرح-. ورغم محدودية نطاق المسرح جغرافيا -النطاق اللغوي-، إلا أن آليات الترجمة العصرية ذات الجودة الاحترافية العالية تخطت هذا الحاجز بجدارة.
المسرح ناقل مهم للثقافة، خصوصا أنه يزهر من فكرها وفلسفتها.. والقارة السعودية ذات ثقافات متعددة ومتنوعة وحيوية.. وهي قادرة على تقديم مسرح عالمي يخدم الإنسانية.. ويكون جسرا ثقافيا بين المحلية والعالمية.
* كاتب سعودي
بعد تلك الخطوة بما يقارب ثلاثة عقود، قام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي -برعاية أرامكو- بالتعاقد مع مسرح بريطاني متخصص لتدريب ما يقارب 100 موهوب في مجالات الفنون المسرحية. وتكررت التجربة مرة أخرى.. بعدد أقل. وفي النهاية، خرجت مسرحية ثقافية تحمل مفهوم التبادل الثقافي بين السعودية وبريطانيا.. وحققت هدفا من أهداف مركز الملك عبدالعزيز للتبادل الثقافي.
في نفس فترة إنشاء جمعية الثقافة والفنون، وربما قبلها قليلا، كانت مدارس التعليم العام تقدم في حفلاتها السنوية والختامية مشاهد مسرحية؛ بعضها فكاهي وبعضها جاد.. من قبيل نشر ثقافة المسرح لدى الطلبة.
كل تلك الجهود تبددت لأسباب فكرية مرحلية -هي ذات الأفكار التي وأدت مسرح (دار قريش) قبل أكثر من نصف قرن-، وانتهى مشروع تأسيس المسرح السعودي، وبات العمل المسرحي يقدم على استحياء في أروقة بعض المؤسسات التعليمية التي تتنافس بعضها من أجل الحصول على الجوائز والشهادات دون الالتفات كثيرا للبُعد المسرحي كمفردة ثقافية اجتماعية.
صحيح أن الذائقة الجماهيرية تغيرت في الوقت الراهن، لكن المواكبة العصرية لتكنولوجيا المسرح حافظت على بقائه كجسر ثقافي عالمي للأمم. فالأدباء والمثقفون وقادة الفكر الاجتماعي مازالوا روادا للمسرح الراقي الذي يقدم فكرا إنسانيا نابعا من الأصالة. حتى جمهور العوام مازال يرتاد المسرح؛ ربما ليس كرسالة.. ولكن يرتاده كوسيلة عصرية؛ إذا تجاوز المألوف واستخدم تقنيات تكنولوجية عالية تطرب لها ذائقة الانبهار -في ظل سيطرة الإخراج المسرحي وتسيّده للمسرح-. ورغم محدودية نطاق المسرح جغرافيا -النطاق اللغوي-، إلا أن آليات الترجمة العصرية ذات الجودة الاحترافية العالية تخطت هذا الحاجز بجدارة.
المسرح ناقل مهم للثقافة، خصوصا أنه يزهر من فكرها وفلسفتها.. والقارة السعودية ذات ثقافات متعددة ومتنوعة وحيوية.. وهي قادرة على تقديم مسرح عالمي يخدم الإنسانية.. ويكون جسرا ثقافيا بين المحلية والعالمية.
* كاتب سعودي