قَدَر السعودية أن تكون كبيرة وقَدَر الكبار مواجهة التحديَّات، منذ اندلاع الثورة في سورية والسعودية تواجه الأزمة بقوة وحزم وصبر، التبرعات الرسمية والشعبية لم تتوقف، الدعم اللا محدود مادياً وسياسياً للمعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، استقبال السعودية لأكثر من ٢,٥ مليون مواطن سوري لم يتم التعامل معهم كلاجئين بل كمُقيمين تم منحهم الكثير من الخدمات المجانية كالتعليم والصحة وغيرها.
حاولت السعودية جاهدة بكل ما تملك الانتصار للشعب السوري في هذه الحرب، لكن الظروف لم تكن مُتاحة لصناعة نصر عسكري، العالم أجمع تخلى عن الشعب السوري، وأصبحت أجساد الأطفال والنساء بين مطرقة الغرق في البحر وسندان براميل النظام ومليشياته.
لقد تدخلت دُول محسوبة كداعم للثورة السورية وزرعت فيها تنظيمات مُتطرفة كانت سبباً في استعداء العالم لها، حاولت السعودية إيجاد حل مُناسب ولكن اختلف ممثلو الشعب السوري فيما بينهم وأصبحوا مجرد أتباع كُلٌ على هوى من يوفر له الدعم المالي والحزبي.
تغلغلت إيران ومليشياتها وأصبحت تُسيطر وبشكل جدّي على الأرض، وهذا الأمر يُهدد الأمن القومي السعودي، الاستمرار في الثورة والتثوير أصبح خطرا على الأمن القومي السعودي والعربي بشكل عام.
وبما أن السياسة فن المُمكن ولا تتعامل مع المُستحيل السعوديّة وحسب الظروف الراهنة وخاصّة بعد الأزمة الأخيرة وما تلاها من انكشاف عداوات غير مُتوقعة قد تتحرك في الفترة المُقبلة للعمل على اتجاهين:
الأول: إيقاف حمام الدم السوري والتهدئة، وذلك بالتوافق مع الجانب الروسي، مع شرط خروج كُل من لا يُمثل سورية وخاصة إيران ومليشياتها.
الثاني: إعادة سورية للحاضنة العربية، حفاظاً على أمن المنطقة.
كانت المُشكلة في النظام فقط، الآن المُشكلة في إيران ومليشياتها وتركيا وأطماعها المُتزايدة في المنطقة، وهذا ما ستحاول السعوديّة تغييره بطريقة أو بأُخرى.
زيارة الرئيس السوداني البشير لدمشق وما تلاها من عودة الدبلوماسيين الإماراتيين لدمشق تُشير لما هو قادم.
مواجهة المُستحيل لا تجني منها الدُول شيئا، المُمكن الذي قد يسهل تطبيقه هو إبعاد إيران ومليشياتها عن سورية والمُحافظة على سيادة سورية في مواجهة التغلغل التركي سيدفع دمشق لامتلاك قرارها، ولاحقاً سيتفق السوريون فيما بينهم على طريقة الحكم ومن يحكم لاحقاً.
لم يعد في الأمر مُتسع للاستمرار في ثورة أصبح بعض ممثليها مجموعة من المُتطرفين يغتالون كل من يُخالفهم، ومن ليس مُتطرفاً أصبح مُجرد مُقاتل يتقدم الدبابة التُركية في مواجهة شركاء الثورة السورية أكراد سورية.
أخيراً..
في سورية، السعودية تواجه خطر إيران ومليشياتها وتركيا وأطماعها ونظاما قبيحا ومتطرفين، لذلك التحرك القادم سيكون وفق مبدأ السعودية أولاً، للسعودية حق أن تُعيد ترتيب أوراقها وتتعامل مع الواقع بما يحفظ لها أمنها وأهدافها الإستراتيجية.
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com
حاولت السعودية جاهدة بكل ما تملك الانتصار للشعب السوري في هذه الحرب، لكن الظروف لم تكن مُتاحة لصناعة نصر عسكري، العالم أجمع تخلى عن الشعب السوري، وأصبحت أجساد الأطفال والنساء بين مطرقة الغرق في البحر وسندان براميل النظام ومليشياته.
لقد تدخلت دُول محسوبة كداعم للثورة السورية وزرعت فيها تنظيمات مُتطرفة كانت سبباً في استعداء العالم لها، حاولت السعودية إيجاد حل مُناسب ولكن اختلف ممثلو الشعب السوري فيما بينهم وأصبحوا مجرد أتباع كُلٌ على هوى من يوفر له الدعم المالي والحزبي.
تغلغلت إيران ومليشياتها وأصبحت تُسيطر وبشكل جدّي على الأرض، وهذا الأمر يُهدد الأمن القومي السعودي، الاستمرار في الثورة والتثوير أصبح خطرا على الأمن القومي السعودي والعربي بشكل عام.
وبما أن السياسة فن المُمكن ولا تتعامل مع المُستحيل السعوديّة وحسب الظروف الراهنة وخاصّة بعد الأزمة الأخيرة وما تلاها من انكشاف عداوات غير مُتوقعة قد تتحرك في الفترة المُقبلة للعمل على اتجاهين:
الأول: إيقاف حمام الدم السوري والتهدئة، وذلك بالتوافق مع الجانب الروسي، مع شرط خروج كُل من لا يُمثل سورية وخاصة إيران ومليشياتها.
الثاني: إعادة سورية للحاضنة العربية، حفاظاً على أمن المنطقة.
كانت المُشكلة في النظام فقط، الآن المُشكلة في إيران ومليشياتها وتركيا وأطماعها المُتزايدة في المنطقة، وهذا ما ستحاول السعوديّة تغييره بطريقة أو بأُخرى.
زيارة الرئيس السوداني البشير لدمشق وما تلاها من عودة الدبلوماسيين الإماراتيين لدمشق تُشير لما هو قادم.
مواجهة المُستحيل لا تجني منها الدُول شيئا، المُمكن الذي قد يسهل تطبيقه هو إبعاد إيران ومليشياتها عن سورية والمُحافظة على سيادة سورية في مواجهة التغلغل التركي سيدفع دمشق لامتلاك قرارها، ولاحقاً سيتفق السوريون فيما بينهم على طريقة الحكم ومن يحكم لاحقاً.
لم يعد في الأمر مُتسع للاستمرار في ثورة أصبح بعض ممثليها مجموعة من المُتطرفين يغتالون كل من يُخالفهم، ومن ليس مُتطرفاً أصبح مُجرد مُقاتل يتقدم الدبابة التُركية في مواجهة شركاء الثورة السورية أكراد سورية.
أخيراً..
في سورية، السعودية تواجه خطر إيران ومليشياتها وتركيا وأطماعها ونظاما قبيحا ومتطرفين، لذلك التحرك القادم سيكون وفق مبدأ السعودية أولاً، للسعودية حق أن تُعيد ترتيب أوراقها وتتعامل مع الواقع بما يحفظ لها أمنها وأهدافها الإستراتيجية.
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com