بدايةً اسمحوا لي أن أشرح مصطلح الصحوة لغوياً كأي معلمة لغة عربية (تافلة العافية) ويجلس أمامها العديد من الطلاب البليدين، فمصطلح الصحوة أتى من صحا يصحو صحواً، أي يفيق ويستيقظ وينتبه ويوعى، وهذه الحالة تدل على عودة وعي الموصوف واستفاقته وانتباهه، لأنها كانت مسبوقة بغفلة، أو نوم، أو غفوة، أو غيبوبة يتجلى فيها غياب الوعي بشكلٍ مقصود أو مفروض.
والآن أعود ككاتبة وأقول لك يا عزيزي القارئ (الصحونجي)، إذا كنت ممن أعترتهم تلك الحالة وتلبستهم فترة من الزمن ثم أفقت أخيراً من غيبوبتك عن الحياة ومباهجها وأفكارك المغلوطة عن الدين والدنيا فهنيئاً لك وحمداً لله على سلامتك، لكن إن كنت لا تزال تشعر أن بداخلك بقايا من الصحوة المزعومة والتي كان أساسها في شرعكم التحريم والتجريم والإرهاب والكراهية والانغلاق والبعد عن التغيير المحمود والتقدم والتطور الذي تنهض به الشعوب والأوطان فلا (تصجّنا) الله يعافيك.
فنحن مسرورون وفخورون بهذا التقدم الحضاري الذي أصبحنا نعيشه، واليوم يُشار لنا بالبنان فيما نقدمه، والحمد لله حمداً كثيراً على نعمة السعودية الجديدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، التي رسم مستقبلها ومستقبلنا ولي عهدنا الأمين، فالشعوب المتقدمة يقودها دائماً الشباب المخلصون الذين يعملون على نهضتها وتقدمها ودثر الجاهلية الأولى من مستقبلها للتطلع نحو المجد.
وبلادنا تسير في عصرها الجديد بخطى ثابتة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وجاء هذا الشتاء حاملاً معه الحدث الثقافي الأبرز والفريد من نوعه في (طنطورة) التي احتضنت عدة فعاليات متنوعة تناسب جميع الأعمار والأذواق وقد أذهلت العالم بروعتها.
ومع برودة الجو تدفأ الحاضرون بصوت الفنانة ماجدة الرومي وأنغام الموسيقى التي تأخذك إلى عالمك الخاص وتحلق بك، حيث تريد أن تكون بكلماتٍ ليست كالكلمات.
فيا عزيزي الصحونجي، إذا كنت تحرم على نفسك الحياة، وتحرم الموسيقى ولا تريد الاستماع والاستمتاع بها فهذا شأنك، ولست مجبراً لا على الحضور، ولا الاحتفال والحُبور، وأنت حُر في اختيارك، لكن أن (تغثنا) بتحريمك وقذفك ووصفك للحدث والحاضرين بما لا يليق فهذا أمرٌ لا يخصك.
فنحن فرحون، وقد سئمنا من الفعاليات الصحوية التي دمرت المجتمع، سئمنا من تحريمهم لأبسط مقومات الحياة، سئمنا وأدهم للفرح والفن والجمال، سئمنا (بجاحتهم) في ما لا يعنيهم، سئمنا الدور الذي يمارسونه على المجتمع وكأنهم الأوصياء على الدين، سئمنا منكم ومن أفكاركم السقيمة التي شلت الحراك الثقافي والتنموي في المجتمع، سئمنا تدخلاتكم فيما نحب وما نكره، سئمنا تحريمكم وتكفيركم لكل من يخالفكم الرأي، وبينكم كثيرون (مُتلونون) منافقون تجدهم يمارسون الحياة بشكلٍ طبيعي ويزورون المتاحف والمعارض ويحضرون الحفلات الغنائية وتطربهم لكن خارج حدود الوطن !
واقعياً هناك فئة من الناس مجبولون على (النكد) يكرهون الحياة ويحاربون جُل ما فيها من مباهج قد تسعدهم وتدخل الفرحة في قلوبهم، وللناس فيما يعشقون ويكرهون مذاهب.
ومذهبنا الجمال حيث ما كان، وإن كنتم تُحرمون كل بهجة فهذه مشكلتكم، وإن كنتم تحرمون الموسيقى ولا تحبونها فهذه أيضاً مشكلتكم، أما عنّا فنحبها وهذا شأننا.
أتركونا نعيش في وطننا بمحبة وسلام، وكفانا ما مضى من أعمارنا وأنتم تسرقون الفرحة والبهجة من حياتنا بسبب تطرفكم وتوجهاتكم العجيبة.
تزيد، تنقص عزيزي (المتصحونج) زبدة هذا المقال: مالك دخل والله.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
rehamzamkah@yahoo.com
والآن أعود ككاتبة وأقول لك يا عزيزي القارئ (الصحونجي)، إذا كنت ممن أعترتهم تلك الحالة وتلبستهم فترة من الزمن ثم أفقت أخيراً من غيبوبتك عن الحياة ومباهجها وأفكارك المغلوطة عن الدين والدنيا فهنيئاً لك وحمداً لله على سلامتك، لكن إن كنت لا تزال تشعر أن بداخلك بقايا من الصحوة المزعومة والتي كان أساسها في شرعكم التحريم والتجريم والإرهاب والكراهية والانغلاق والبعد عن التغيير المحمود والتقدم والتطور الذي تنهض به الشعوب والأوطان فلا (تصجّنا) الله يعافيك.
فنحن مسرورون وفخورون بهذا التقدم الحضاري الذي أصبحنا نعيشه، واليوم يُشار لنا بالبنان فيما نقدمه، والحمد لله حمداً كثيراً على نعمة السعودية الجديدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، التي رسم مستقبلها ومستقبلنا ولي عهدنا الأمين، فالشعوب المتقدمة يقودها دائماً الشباب المخلصون الذين يعملون على نهضتها وتقدمها ودثر الجاهلية الأولى من مستقبلها للتطلع نحو المجد.
وبلادنا تسير في عصرها الجديد بخطى ثابتة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وجاء هذا الشتاء حاملاً معه الحدث الثقافي الأبرز والفريد من نوعه في (طنطورة) التي احتضنت عدة فعاليات متنوعة تناسب جميع الأعمار والأذواق وقد أذهلت العالم بروعتها.
ومع برودة الجو تدفأ الحاضرون بصوت الفنانة ماجدة الرومي وأنغام الموسيقى التي تأخذك إلى عالمك الخاص وتحلق بك، حيث تريد أن تكون بكلماتٍ ليست كالكلمات.
فيا عزيزي الصحونجي، إذا كنت تحرم على نفسك الحياة، وتحرم الموسيقى ولا تريد الاستماع والاستمتاع بها فهذا شأنك، ولست مجبراً لا على الحضور، ولا الاحتفال والحُبور، وأنت حُر في اختيارك، لكن أن (تغثنا) بتحريمك وقذفك ووصفك للحدث والحاضرين بما لا يليق فهذا أمرٌ لا يخصك.
فنحن فرحون، وقد سئمنا من الفعاليات الصحوية التي دمرت المجتمع، سئمنا من تحريمهم لأبسط مقومات الحياة، سئمنا وأدهم للفرح والفن والجمال، سئمنا (بجاحتهم) في ما لا يعنيهم، سئمنا الدور الذي يمارسونه على المجتمع وكأنهم الأوصياء على الدين، سئمنا منكم ومن أفكاركم السقيمة التي شلت الحراك الثقافي والتنموي في المجتمع، سئمنا تدخلاتكم فيما نحب وما نكره، سئمنا تحريمكم وتكفيركم لكل من يخالفكم الرأي، وبينكم كثيرون (مُتلونون) منافقون تجدهم يمارسون الحياة بشكلٍ طبيعي ويزورون المتاحف والمعارض ويحضرون الحفلات الغنائية وتطربهم لكن خارج حدود الوطن !
واقعياً هناك فئة من الناس مجبولون على (النكد) يكرهون الحياة ويحاربون جُل ما فيها من مباهج قد تسعدهم وتدخل الفرحة في قلوبهم، وللناس فيما يعشقون ويكرهون مذاهب.
ومذهبنا الجمال حيث ما كان، وإن كنتم تُحرمون كل بهجة فهذه مشكلتكم، وإن كنتم تحرمون الموسيقى ولا تحبونها فهذه أيضاً مشكلتكم، أما عنّا فنحبها وهذا شأننا.
أتركونا نعيش في وطننا بمحبة وسلام، وكفانا ما مضى من أعمارنا وأنتم تسرقون الفرحة والبهجة من حياتنا بسبب تطرفكم وتوجهاتكم العجيبة.
تزيد، تنقص عزيزي (المتصحونج) زبدة هذا المقال: مالك دخل والله.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
rehamzamkah@yahoo.com