-A +A
إبراهيم عقيلي
برغم الأزمة التي يمر بها النادي الأهلي التي خلفتها بعض الأخطاء الإدارية، إلا أن ثمة نورا يظهر من آخر النفق، فمن تولى دفة الأمر ابن من أبناء النادي، عاصر ثلاثة رؤساء، يعرف أسرار الكيان، وتفاصيل بنائه من الألف إلى الياء، ولعل ذلك كله يمنح رئيس الأهلي الجديد عبدالله بترجي، فرصة للنجاح كونه ابن الكيان، ولم يكن طارئا، ولكن ما أرى أنه الأميز في بترجي، صمته الساكن، منذ أن كان نائبا للرئيس السابق، فمن بداية الموسم لم ينطق كثيرا، وظل مراقبا، ليفاجئنا بأنه يأخذ صمته معه ويضعها على كرسي الرئاسة، فلم تغرهِ أضواء الكاميرات ولا مايكات القنوات الفضائية ولا مانشتات الصحف، ظل صامتا يفكر في الأزمة.

قابل الصمت الكبير بتحركات الأربع وعشرين ساعة من تعيينه، فقد تواصل في اليوم الأول مع غالبية أعضاء الشرف والمؤثرين في النادي، وتحدث لكثير من الإعلاميين المنتسبين للأهلي، أخذ منهم وأعطاهم، رافضا فلاشاتهم، وكأنه يؤمن بأن المرحلة مرحلة إنجاز وعمل، مرحلة عطاء وبذل، ولا وقت لكثر الكلام، الأهلي يمر بأزمة ضاربة قد تعيده للوراء، والأخطاء الإدارية السابقة، ومنها التهكم الإعلامي الذي لم يعهده النادي من قبل، أعاد بالمشكلات على الأهلي، فبعد أن كان الراقي لا ينظر إلا للأمام، أصبح الجميع أمامه وهو في الخلف.


التحركات الأولى للرئيس تبث فينا الأمل، وتمنحنا التفاؤل، خاصة إن قوبلت تلك الهمة والعطاء بمزيد من الدعم.

ولذلك نريد من الرئيس الجديد، أن يكون بقدر المرحلة التي تتطلب الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار، واحتواء الجميع لتجاوز المنعطف بسهولة. ونفض ترسبات الخلاف وجعلها جانبا.

ليس أمام عبدالله بترجي سوى خيارين، إما أن يعيد المجد للأهلي، أو أن يكون جزءا من الكارثة، والتاريخ لا يرحم، والأقلام التي تصفق لك اليوم ستحاسبك غدا، والجماهير التي تهتف باسمك سترفض ذكرك.