-A +A
عبده خال
يبدو أن الشاعر التركي الشهير ناظم حكمت تعمق في مباهج النفس حتى قال جملته المتدفقة تفاؤلا:

- الحياة جميلة يا صاحبي..


وهي كذلك، فعندما يتم إماطة الكدر عن ممشى الناس تجدهم طيورا تحلق فرحا وحبورا..

كانت (جدة غير) خلال إجازة ما بين الفصلين الدراسيين، فكل الأماكن تهيأت لأن تنثر على الناس الفرح، الآن نستطيع القول إن الحياة جميلة، فقد خرجنا من مغارة ظللنا بها زمنا فأصبنا بالاكتئاب والتذمر حتى لم نعد نرى أي شيء يسلي الخاطر، نحن الآن نخلع الأكفان التي كانت حاضرة في المناسبات الترويحية والتي تذكر بالموت، وارتدينا ملابس الإقبال على صناعة الحياة .. هناك فرق كبير جدا بين الموت والحياة .. فعمارة الأرض مهمة جوهرية في الوجود البشري ..

ولم يكن ممكنا أن نسير في دروب الفرح لولا الانفتاح الاجتماعي الذي سمح بفتح أبواب ظلت مغلقة لسنوات وعندما فتحت الأبواب خرجت الجياد الأصيلة ترمح في مضمار صناعة المستقبل، والمستقبل الزاهي لا يأتي إلا عندما تكون الأنفس سليمة..

مرت أيام الإجازة سريعة جدا، تحمل حركية اجتماعية مختلفة الاتجاهات، ففي كل مكان ثمة نشاط ترفيهي يدخل السعادة إلى القلوب، وفي ذلك التنوع اجتذاب لمختلف الأذواق والاهتمامات ..

وبالعودة إلى جملة:

- الحياة جميلة يا صاحبي ..

دعوة لفتح مغالق الأنفس التي دمرها الغلو والتشدد وجعلها تقف بين اللحد وفوهة القبر باستعادة أهمية الفرح، وأهمية العمارة، وأهمية الانطلاق بروح متوثبة.

والتجارب تنص أن ليس هناك مستقبل لمن تم توثيقه ومطالبته بالسباحة من غير أن يبتل.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com