ثارت ثورة المتقاعدين بعد تبادل فديو لأحد المنتسبين لبرلمان خليجي يتحدث فيه عن متقاعدي بلده، ذاكراً المعاناة التي يمر بها المتقاعد بعد أن أنجز سنوات طويلة من الخدمة حتى إذا وصل إلى عمر متقدم لكي ينعم براحة البال والكف عن الركض المحموم في الوظيفة وجد نفسه في ضائقة مالية تلزمه بالتفكير الجدي للبحث عن عمل لسد احتياجاته الدنيا..
والأوضاع المعيشية المؤلمة للمتقاعد لم تحرك أنظمة المعاشات والتقاعد لأن تذهب بعيداً للإحاطة بما يمكن له أن يخفف من المأساة الحياتية التي يرضخ تحت أنقاضها ذلك المتقاعد.
وآخر الإحصاءات تنص أن مليوناً ومائتي ألف متقاعد (ذكوراً وإناثاً)، وهذه الأعداد يعيش أصحابها في الكفاف كون معطيات تكاليف الحياة تضاعفت بينما تناقص دخل المتقاعد.. وبذلك الدخل المتناقص على العائل أن يفي بملتزمات أسرة كبيرة أو صغيرة بقيت معلقة في رقبته، وغالباً هذه الأسر لايزال الأب فيها ينفق على جميع أفرادها، فالأبناء إما في سنوات الدراسة أو متخرجون (نائمون في البيت) لعدم وجود وظيفة..
إن المتقاعد في حالة كرب لا يعلم بها إلا رب العالمين.. ويمكن لأي كاتب أن يحدث نقباً على اتساع السنوات التي مارست فيها مؤسسة التقاعد والمعاشات دورها ولا تجد لهذا الدور أي عائد حقيقي للمتقاعدين، وكأن مهمة المؤسسة (الجوهرية) تنسيق أعداد المتقاعدين (وكان الله سميع الدعاء)..
يا هوووه المتقاعدون لم يعد لديهم أغطية يغطون بها وجوههم من شدة الخجل بتعريض حياتهم (للشحاذة)، فكيف يمكن للنظام استعادة اعتداد الناس بأرزاقهم، فمهما تعفف المتقاعد فإن دخله يفضح ما يستره عن أعين الناس.. ولأن نظام مؤسسة التقاعد بلغ من العمر عتياً وتقادم حتى لم يعد يربطه بالواقع أي شيء، وهذا الواقع نفسه يربط المتقاعد بضرورة تلبية احتياجات أسرته، فلا يستطيع؛ لأن الدخل المتواضع لا يلبي تغطية الحد الأدنى من الاحتياجات.. طيب (اش يسوى) رب الأسرة؟
هذا السؤال الحاد والمدبب من سيجيب عليه؟ ولأن وضع المتقاعد يمثل خطورة على المستوى الاجتماعي، فلا بد من تدخل الدولة لوضع حواجز قبل وصول مجتمع المتقاعدين وأسرهم إلى الحد الذي سيمثل معضلة، فعلى الجانب الاجتماعي ستتعرض حياة المتقاعد إلى هزة.
وقبل أن تتحرك الجهات المعنية على مؤسسة التقاعد أن تفكر جدياً في إعادة أنظمتها، وأجدني أتساءل عن المليارات الاستثمارية للمؤسسة: ما الذي يمكن فعله من خلال أرباح تلك الاستثمارات؟ أختم بالقول: إن حياة المتقاعد المعيشية تحتضر.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com
والأوضاع المعيشية المؤلمة للمتقاعد لم تحرك أنظمة المعاشات والتقاعد لأن تذهب بعيداً للإحاطة بما يمكن له أن يخفف من المأساة الحياتية التي يرضخ تحت أنقاضها ذلك المتقاعد.
وآخر الإحصاءات تنص أن مليوناً ومائتي ألف متقاعد (ذكوراً وإناثاً)، وهذه الأعداد يعيش أصحابها في الكفاف كون معطيات تكاليف الحياة تضاعفت بينما تناقص دخل المتقاعد.. وبذلك الدخل المتناقص على العائل أن يفي بملتزمات أسرة كبيرة أو صغيرة بقيت معلقة في رقبته، وغالباً هذه الأسر لايزال الأب فيها ينفق على جميع أفرادها، فالأبناء إما في سنوات الدراسة أو متخرجون (نائمون في البيت) لعدم وجود وظيفة..
إن المتقاعد في حالة كرب لا يعلم بها إلا رب العالمين.. ويمكن لأي كاتب أن يحدث نقباً على اتساع السنوات التي مارست فيها مؤسسة التقاعد والمعاشات دورها ولا تجد لهذا الدور أي عائد حقيقي للمتقاعدين، وكأن مهمة المؤسسة (الجوهرية) تنسيق أعداد المتقاعدين (وكان الله سميع الدعاء)..
يا هوووه المتقاعدون لم يعد لديهم أغطية يغطون بها وجوههم من شدة الخجل بتعريض حياتهم (للشحاذة)، فكيف يمكن للنظام استعادة اعتداد الناس بأرزاقهم، فمهما تعفف المتقاعد فإن دخله يفضح ما يستره عن أعين الناس.. ولأن نظام مؤسسة التقاعد بلغ من العمر عتياً وتقادم حتى لم يعد يربطه بالواقع أي شيء، وهذا الواقع نفسه يربط المتقاعد بضرورة تلبية احتياجات أسرته، فلا يستطيع؛ لأن الدخل المتواضع لا يلبي تغطية الحد الأدنى من الاحتياجات.. طيب (اش يسوى) رب الأسرة؟
هذا السؤال الحاد والمدبب من سيجيب عليه؟ ولأن وضع المتقاعد يمثل خطورة على المستوى الاجتماعي، فلا بد من تدخل الدولة لوضع حواجز قبل وصول مجتمع المتقاعدين وأسرهم إلى الحد الذي سيمثل معضلة، فعلى الجانب الاجتماعي ستتعرض حياة المتقاعد إلى هزة.
وقبل أن تتحرك الجهات المعنية على مؤسسة التقاعد أن تفكر جدياً في إعادة أنظمتها، وأجدني أتساءل عن المليارات الاستثمارية للمؤسسة: ما الذي يمكن فعله من خلال أرباح تلك الاستثمارات؟ أختم بالقول: إن حياة المتقاعد المعيشية تحتضر.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com