في جولة جديدة من المفاجآت السارة والأخبار المبهجة لما يحدث في السعودية، أقيم مؤخرا مؤتمر في العاصمة السعودية الرياض يستعرض أجمل التجارب الشخصية للمقيمين الأجانب في السعودية. وقد تفاوتت هذه التجارب الإيجابية في قطاعات ثرية ومتنوعة لتظهر آراء أصحابها بشكل جميل ولافت، من لاعب كرة القدم إلى طبيب إلى مهندس إلى معلم مدرسي وغيرهم من النماذج، كلهم قدموا تجاربهم وشهاداتهم الإيجابية عن تجربتهم في السعودية. وهذه النوعية من «الشهادات» لها وقع إيجابي عريض لأنها شخصية وصادقة، ولكن هناك جانبا آخر من الممكن القيام به وهو تخليد ذكرى عدد غير بسيط من الأسماء التي كان لها دور استثنائي في المسيرة الوطنية بالسعودية وساهموا بمنتهى الوفاء والإخلاص في خدمة البلاد. أنور علي الباكستاني الجنسية، يحسب له الفضل في تأسيس مؤسسة النقد وإنشاء قواعدها على منهجية سليمة، وهو القادم من البنك الدولي، وقد أدى الدور المناط منه بكل احتراف ومهنية وفي زمن قياسي وبدون أي مشاكل تذكر، يستحق تكريما يليق به بتسمية شارع باسمه في موقع مؤسسة النقد وتسمية إحدى أهم القاعات منها وتخصيص جائزة سنوية باسمه، فاليوم مؤسسة النقد التي أسسها أنور علي تحولت إلى أهم المؤسسات الرسمية. وهناك الطبيب المصري الرائد محمد فخري، الذي أسس مستشفى فخريا في الخبر بالمنطقة الشرقية، وعرف فضله وإسهاماته كافة أبناء المنطقة الشرقية، وترك رحمه الله سمعة عطرة وسيرة خالدة يستحق بدون أدنى شك تسمية شارع باسمه في المدينة التي أفنى عمره في خدمة أهلها. في جدة هناك قصة الخواجة «يني» الأسطورية المعروفة، القبرصي الذي أحب جدة وعشق أهلها، وهو الذي كان «الغريب» الذي انصهر بالبلد وكان يمكن أن يطلق عليه أول مستثمر أجنبي بالمعنى الحديث، فلقد كان واجهة العالم الغذائية بمتجره الذي تخصص في استيراد غرائب المأكولات وما لذ وطاب من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، يستحق تكريما يخلد اسمه في المدينة التي حبها. وفي جدة أيضا البطل الباكستاني فرمان علي خان الذي فدى نفسه لينقذ الآخرين ويموت غرقا نتاج ذلك في أحداث كارثة السيول بجدة، ولقد كرم بوسام الملك عبدالعزيز من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى، يستحق تخليدا أن يكرم في المدينة التي فدى أهلها بروحه. هناك العديد من النماذج الاستثنائية الموجودة في كافة مدن السعودية لقصص من مقيمين كانوا نموذجا للوفاء والإخلاص والخدمة والتفاني الاستثنائي، ولعل لفتة معنوية رمزية من التقدير والشكر والثناء في لغة التفاهم مع الآخر في السعودية الجديدة هو تكريمهم بتخليد أسمائهم في شوارع المدن التي خدموا فيها. هذه خطوة حضارية تليق بالروح الجديدة للبلاد.
* كاتب سعودي
* كاتب سعودي