في هذه الحياة كل شيء قابل للبيع والشراء، والكلمة والشُهرة ليستا استثناءً، وكما تاجر بعض المُتدينين بتدينهم، تاجر بعض الليبراليين بليبراليتهم..
يوماً ما كُنَّا نواجه تيَّارين مُتناقضين فكرياً، وفي مرحلة من 2004 إلى 2011 التقى التيَّاران على كلمات (مُعتقلين، ربيع، حُريَّة، عدالة) حتى وصل بهما الأمر لتمجيد توكل كرمان وإظهارها كبطلة.
بعد 2011 تفرَّق الطرفان وتشتت الجمع وكُلٌّ اتخذ مساراً جديداً، تم تخفيف نبرة الشعبوية، وعادا لمعاركهما التي كانا يخوضانها فيما بينهما، صحوي وليبرالي..
تمر الأيَّام ويأتي عهد الحزم وتقدَّمت الدولة خطوات عدَّة في التنوير، ولم يكن لأحد فضل في التحديث، لقد كانت الدولة وحدها وبقرارات حازمة من القيادة من أطلقت مسيرة التنوير وأعادت التوازن في كثير من مناحي الحياة الاجتماعية..
عاد الطرفان بعد خفوت مرحلي، كلاهما يُريد أن يتسيد المشهد ويُحذر من الذي كان يوماً ما شريكاً له في تأييد الفوضى ودعم مُعتقلين وغيرهما..
الزميل خلف الحربي وفي مقال مُثَبَّتْ في حسابه في تويتر يهاجم مشايخ التيَّار الصحوي ويُحذر من أن يتبعهم العامَّة وأنهم سيعتدلون لاحقاً ويغيِّرون قناعاتهم وسيتحولون لمشاهير وتجَّار و و و..
وهو بلا شك صادق وأنا معه في هذا الأمر، لا أحد يُريد عودة بائعي الوهم..
لكن الزميل خلف الحربي لم يتحدث عن من أيَّد الصحويين في قضايا (المُعتقلين، الربيع، الحُريَّة، العدالة) وغيرها، لم يذكر أنهم كذلك أصبحوا مشاهير وإعلاميين وتجَّاراً، وحتى المُناسبات الوطنية لا يعلنون عنها في حساباتهم إلاَّ بمقابل ماديٍّ..
قصة تحريم أُغنية أو تحليل سماعها ليست ذات أهمية أمام تأييد (مُعتقل مُتهم بإرهاب أو ربيع دموي)، لذلك العمر المسروق لن يكون بسبب أُغنية، بل بسبب روح ستُزهق بسبب إرهابي أو أخ يقتل أخاه من أجل ثورة..
الصحويون سرقوا عمراً ببيعهم الوهم للعامَّة، والطرف الآخر كذلك لديه مُتطرفوه الذين دعموا الفوضى، ولاحقاً تحولوا لجميلين ورائعين ومؤدبين جداً وناقدين شرسين للصحويين الذين شاركوهم يوماً ما ذات الأهداف..
أخيراً..
لقد سرق مشايخ الصحوة عُمراً منَّا واعتدلوا لاحقاً، ولكن..
هناك من لم يكن صحوياً وسرق عمراً منَّا بدعمه للفوضى والمعتقلين وتوكل كرمان ولَبَّسَ على العامَّة في كثير من القضايا..
الزميل خلف الحربي، لقد سرق الكثيرون أعمارنا والحديث يجب أن يكون عن الجميع، من أيَّد المُعتقلين والفوضى وتوكل كرمان واعتدل ليس الصحويَّ فقط، أن تكون ليبرالياً حقاً تعني أن تكون رؤيتك للأمور أكبر وأشمل وأكثر دقة في تحديد الفئة التي أخطأت..
صكوك الغفران عن الماضي يجب أن لا تُمنح لفئة دون أُخرى، كلا الطرفين تشاركا ذات الأهداف يوماً ما وإن اختلفت الأفكار..
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com
يوماً ما كُنَّا نواجه تيَّارين مُتناقضين فكرياً، وفي مرحلة من 2004 إلى 2011 التقى التيَّاران على كلمات (مُعتقلين، ربيع، حُريَّة، عدالة) حتى وصل بهما الأمر لتمجيد توكل كرمان وإظهارها كبطلة.
بعد 2011 تفرَّق الطرفان وتشتت الجمع وكُلٌّ اتخذ مساراً جديداً، تم تخفيف نبرة الشعبوية، وعادا لمعاركهما التي كانا يخوضانها فيما بينهما، صحوي وليبرالي..
تمر الأيَّام ويأتي عهد الحزم وتقدَّمت الدولة خطوات عدَّة في التنوير، ولم يكن لأحد فضل في التحديث، لقد كانت الدولة وحدها وبقرارات حازمة من القيادة من أطلقت مسيرة التنوير وأعادت التوازن في كثير من مناحي الحياة الاجتماعية..
عاد الطرفان بعد خفوت مرحلي، كلاهما يُريد أن يتسيد المشهد ويُحذر من الذي كان يوماً ما شريكاً له في تأييد الفوضى ودعم مُعتقلين وغيرهما..
الزميل خلف الحربي وفي مقال مُثَبَّتْ في حسابه في تويتر يهاجم مشايخ التيَّار الصحوي ويُحذر من أن يتبعهم العامَّة وأنهم سيعتدلون لاحقاً ويغيِّرون قناعاتهم وسيتحولون لمشاهير وتجَّار و و و..
وهو بلا شك صادق وأنا معه في هذا الأمر، لا أحد يُريد عودة بائعي الوهم..
لكن الزميل خلف الحربي لم يتحدث عن من أيَّد الصحويين في قضايا (المُعتقلين، الربيع، الحُريَّة، العدالة) وغيرها، لم يذكر أنهم كذلك أصبحوا مشاهير وإعلاميين وتجَّاراً، وحتى المُناسبات الوطنية لا يعلنون عنها في حساباتهم إلاَّ بمقابل ماديٍّ..
قصة تحريم أُغنية أو تحليل سماعها ليست ذات أهمية أمام تأييد (مُعتقل مُتهم بإرهاب أو ربيع دموي)، لذلك العمر المسروق لن يكون بسبب أُغنية، بل بسبب روح ستُزهق بسبب إرهابي أو أخ يقتل أخاه من أجل ثورة..
الصحويون سرقوا عمراً ببيعهم الوهم للعامَّة، والطرف الآخر كذلك لديه مُتطرفوه الذين دعموا الفوضى، ولاحقاً تحولوا لجميلين ورائعين ومؤدبين جداً وناقدين شرسين للصحويين الذين شاركوهم يوماً ما ذات الأهداف..
أخيراً..
لقد سرق مشايخ الصحوة عُمراً منَّا واعتدلوا لاحقاً، ولكن..
هناك من لم يكن صحوياً وسرق عمراً منَّا بدعمه للفوضى والمعتقلين وتوكل كرمان ولَبَّسَ على العامَّة في كثير من القضايا..
الزميل خلف الحربي، لقد سرق الكثيرون أعمارنا والحديث يجب أن يكون عن الجميع، من أيَّد المُعتقلين والفوضى وتوكل كرمان واعتدل ليس الصحويَّ فقط، أن تكون ليبرالياً حقاً تعني أن تكون رؤيتك للأمور أكبر وأشمل وأكثر دقة في تحديد الفئة التي أخطأت..
صكوك الغفران عن الماضي يجب أن لا تُمنح لفئة دون أُخرى، كلا الطرفين تشاركا ذات الأهداف يوماً ما وإن اختلفت الأفكار..
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com