اشترى شنطة، ووضع فيها مرسم، ودفتر أبو عشرين، واقتاد صغيره بيده، قبل تجلّي قرص الشمس في سماء القرية، كانت المساريب شبه خالية إلا من أثر أغنام أو حمير أو أبقار عبرت مع مطلع الفجر. نزل من ثغرة مجاورة لمبنى المدرسة. شاهده المدير من النافذة فخرج مرحباً به، ودخلا الإدارة، وطلب من الفرّاش يصب له فنجال حليب بالزنجبيل من البكرج، قال: والله ما لي فيه يا أستاد، فحلف عليه قائلاً: خلّه يدفيك دامك وحداني.
استدعى أحد المعلمين وقال خذ (فلاح) اصرف له كتباً، وخذه معك للصف الأول، واختر له موقعاً مناسباً. انتظر حتى شرب أبوفلاح الفنجال، وسجل الطلبات «ملف علاقي، وست صور شمسية، وصورة من تابعيتك». سأله: منين نجيبها تيه كلها؟ أجابه: تهبط به يوم الخميس، وتصوره عند المحجّم، وتطلب منه صورة للتابعية، وتجيبها يوم السبت.
صبح الخميس ركب مشدوده وصغيره خلفه، أوصاه بأن يحوطه بكلتا يديه من الخلف. ربط حمارته تحت سدرة ظلها يسع كل حمير الهباطة، شاهد سيدة تبيع ذرة، فطلب منها تضع حزمة للحمارة، ووضع في كفها أربعة قروش، ثم سأل فلاح نفطر عند أحمد بن سعيد وإلا تتصور؟ قال: أتصور أول.
وضعه على الكرسي، وثبّت عقالاً على رأسه، وأحكم المشبك في أعلى رقابة الثوب، وطلب منه أن يحندر بعيونه ولا يرمش، وبعد صحن التقاطيع وبراد الشاهي نزل سوق الغراز، وجلس بجوار سيدة ماهرة بجمع الرؤوس. فقالت: انتظرني لين أقفّض ونصدر سوا.
أرشدته إلى منزل أرملة، وقالت له: طلبك في هذا البيت ودبّر عمرك، وخلال أسبوع كانت العروس الجديدة تذرع السفل والعُلّية، فيما شعر فلاح باليُتم مجدداً، وحس أبوه بما في خاطر ابنه، فقال: بهواها وأنا أبوك مكدّة ومخدّة لو ما غير تسوي لنا لقمة، فأعلمه فلاح أن يدها طويلة، فردد «الله يسمّعنا خير».
قالت له وهو متكئ في ركن البيت، النسوان جو أمسي يقهوون ويقولون إنّك كنت تتلهلب مع حرمتك الأولّة، وشبك ذلحين تتضيمر، فردّ عليها: «إذا شوّل العلم شوّل، ما شي كما عام الأول». فقالت صدقت، والله يسقي زمن المرحوم «ما شي كما شي، ولا صبحن كما عشي» علمي وسلامتكم.
استدعى أحد المعلمين وقال خذ (فلاح) اصرف له كتباً، وخذه معك للصف الأول، واختر له موقعاً مناسباً. انتظر حتى شرب أبوفلاح الفنجال، وسجل الطلبات «ملف علاقي، وست صور شمسية، وصورة من تابعيتك». سأله: منين نجيبها تيه كلها؟ أجابه: تهبط به يوم الخميس، وتصوره عند المحجّم، وتطلب منه صورة للتابعية، وتجيبها يوم السبت.
صبح الخميس ركب مشدوده وصغيره خلفه، أوصاه بأن يحوطه بكلتا يديه من الخلف. ربط حمارته تحت سدرة ظلها يسع كل حمير الهباطة، شاهد سيدة تبيع ذرة، فطلب منها تضع حزمة للحمارة، ووضع في كفها أربعة قروش، ثم سأل فلاح نفطر عند أحمد بن سعيد وإلا تتصور؟ قال: أتصور أول.
وضعه على الكرسي، وثبّت عقالاً على رأسه، وأحكم المشبك في أعلى رقابة الثوب، وطلب منه أن يحندر بعيونه ولا يرمش، وبعد صحن التقاطيع وبراد الشاهي نزل سوق الغراز، وجلس بجوار سيدة ماهرة بجمع الرؤوس. فقالت: انتظرني لين أقفّض ونصدر سوا.
أرشدته إلى منزل أرملة، وقالت له: طلبك في هذا البيت ودبّر عمرك، وخلال أسبوع كانت العروس الجديدة تذرع السفل والعُلّية، فيما شعر فلاح باليُتم مجدداً، وحس أبوه بما في خاطر ابنه، فقال: بهواها وأنا أبوك مكدّة ومخدّة لو ما غير تسوي لنا لقمة، فأعلمه فلاح أن يدها طويلة، فردد «الله يسمّعنا خير».
قالت له وهو متكئ في ركن البيت، النسوان جو أمسي يقهوون ويقولون إنّك كنت تتلهلب مع حرمتك الأولّة، وشبك ذلحين تتضيمر، فردّ عليها: «إذا شوّل العلم شوّل، ما شي كما عام الأول». فقالت صدقت، والله يسقي زمن المرحوم «ما شي كما شي، ولا صبحن كما عشي» علمي وسلامتكم.