بمناسبة التعيينات والإعفاءات والمناقلات الأخيرة التي حدثت خلال الفترة القريبة الماضية في مجلس الوزراء، وجدت أن من حقي أن أقول إن القطاع الحكومي لدينا يعاني تباعاً من إطلاق يد كل وزير جديد في صلاحيات كاملة ليفعل في الوزارة ما يشاء، فله أن يهدم البناء السابق (إن كان هناك بناء) ويعيد بناء هيكلة جديدة، وله أن يعفي أو يركن أو يقاعد من يشاء من الموظفين وأن يستبدل بهم آخرين غيرهم، ومع أنني مؤيد لمنح الوزير الصلاحية الكاملة والتمكين الذي يجعله قادراً على تطبيق خطته وتحقيق برامجه وإنفاذ أهدافه، إلا أن تحفظي هو على كيانات الوزارات التي تتخلخل برامجها مع ذهاب الوزير بالإعفاء أو العجز أو الوفاة، وتصبح يد الوزير الجديد هي التي تعيد رسم اللوحة من جديد.
ومأخذي وسؤالي هو: لماذا لا نؤسس لأهداف وخطط ثابتة لا تتغير بتغير الوزير إلا من خلال التعديل الطفيف أو الإضافة بما يحقق تراكم الخبرات والنتائج والبناء فوق البناء السابق؟
وأعلم يقيناً أن بعض الوزراء الجدد يغرقون غالباً في التفاصيل وفي شبح الأوراق والملفات المتراكمة والضغوط والمطالبات الشعبية التي زادت حدتها مع سطوة الوسائط الإعلامية الجديدة التي لا سقف لمطالبها، وقد يمضي بعض الوزراء دورته كاملة، بمعنى أنه يأخذ فرصته كاملة، وبعضهم قد يتضح من أول سنتين أنه لم يقدم ما كان مأمولاً، بما يدفع القيادة العليا لتغيير الوزير، لكن هذه المآخذ قد تصح في بعض الوزارات، وهو ما يقتضي أحياناً القيام بعمليات جراحية وإصلاحية موجعة لبعض الموظفين ولبعض الحرس القديم، لكنني أتحدث عن ظاهرة مقلقة في معظم الوزارات، وهو الذي جعل وزارة الصحة كمثال «تمرض» من كثرة تعاقب الوزراء عليها في فترة وجيزة، وصار كل وزير جديد يأخذها إلى مسار مختلف، حتى كادت الوزارة أن تضيع مشيتها وتخفق في تحقيق تطلعات الناس، وتبعاً لذلك يمكنك قياس الحالة نفسها على وزارة التعليم التي لا تتعلم من التجارب العالمية والمحيطة بنا، وكذلك وزارة الإعلام التي تشعر أنها لم تكن تعلم ما يحاك ببلادنا من مكائد.
لقد أضحت بعض الوزارات في تحولاتها وتغييراتها أوهن من بيت العنكبوت، فلا تصمد برامجها وخططها الموضوعة حتى يتم نقضها بالعودة مرة أخرى إلى نقطة البداية، لذلك أقول لوزرائنا الجدد عفا الله عما سلف وابدأوا من حيث ينتهي السابقون (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً). سورة النحل.
* كاتب سعودي
IdreesAldrees@
ومأخذي وسؤالي هو: لماذا لا نؤسس لأهداف وخطط ثابتة لا تتغير بتغير الوزير إلا من خلال التعديل الطفيف أو الإضافة بما يحقق تراكم الخبرات والنتائج والبناء فوق البناء السابق؟
وأعلم يقيناً أن بعض الوزراء الجدد يغرقون غالباً في التفاصيل وفي شبح الأوراق والملفات المتراكمة والضغوط والمطالبات الشعبية التي زادت حدتها مع سطوة الوسائط الإعلامية الجديدة التي لا سقف لمطالبها، وقد يمضي بعض الوزراء دورته كاملة، بمعنى أنه يأخذ فرصته كاملة، وبعضهم قد يتضح من أول سنتين أنه لم يقدم ما كان مأمولاً، بما يدفع القيادة العليا لتغيير الوزير، لكن هذه المآخذ قد تصح في بعض الوزارات، وهو ما يقتضي أحياناً القيام بعمليات جراحية وإصلاحية موجعة لبعض الموظفين ولبعض الحرس القديم، لكنني أتحدث عن ظاهرة مقلقة في معظم الوزارات، وهو الذي جعل وزارة الصحة كمثال «تمرض» من كثرة تعاقب الوزراء عليها في فترة وجيزة، وصار كل وزير جديد يأخذها إلى مسار مختلف، حتى كادت الوزارة أن تضيع مشيتها وتخفق في تحقيق تطلعات الناس، وتبعاً لذلك يمكنك قياس الحالة نفسها على وزارة التعليم التي لا تتعلم من التجارب العالمية والمحيطة بنا، وكذلك وزارة الإعلام التي تشعر أنها لم تكن تعلم ما يحاك ببلادنا من مكائد.
لقد أضحت بعض الوزارات في تحولاتها وتغييراتها أوهن من بيت العنكبوت، فلا تصمد برامجها وخططها الموضوعة حتى يتم نقضها بالعودة مرة أخرى إلى نقطة البداية، لذلك أقول لوزرائنا الجدد عفا الله عما سلف وابدأوا من حيث ينتهي السابقون (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً). سورة النحل.
* كاتب سعودي
IdreesAldrees@