تجاوبت محافظة جدة وما حولها مع أصداء حادثة وفاة شذا، طالبة من طالبات الجامعة.. والتي فاجأتها نوبة قلبية حادة.. توقف معها نبض الحياة من ذلك القلب الذي كانت تحمله.. وفيه الكثير من المعاني وكثير من الطموحات وكثير من الرجاء.. كل ذلك في إطار يقين صادق وإيمان كإيمان العجائز كما كان سيدنا عمر بن الخطاب يدعو (اللهم إيماناً كإيمان العجائز)، ولعلي من أجل أن تكتمل جوانب الصورة أترك المجال لوالدها الكريم الذي غرد وقال (من يسأل عن حكاية ابنتي شذا فهي طالبة بجامعة المؤسس تعليم عن بعد.. إنسانة خلوقة طيبة لم تؤذِ أحداً.. حافظة للقرآن محافظة على صلاتها وحجابها بارة بوالديها وإخوانها.. خدومة للصغار والكبار.. لم تستمع لأغنية أو موسيقى.. خرجت بعد أن صلت الفجر وأكملت أذكارها في طريقها للجامعة رحمها الله)، وهكذا نجد الوالد صورة حية لعبد الله المؤمن الذي يؤمن بالقدر خيره وشره.. مما جعله يدخل في دائرة الضوء ويحظى بالمشاركة الوجدانية من الجميع.. وخاصة مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن اليوبي.. وقد برع المركز الإعلامي للجامعة في صياغة خبر وفاة شذا الذي لقي صدى وتجاوباً كريماً ومشاطرة لأحزان هذه الأسرة الكريمة.
وفي يقيني أن هذه الحادثة تركت أبعادها في كثير من النفوس.. ورسمت صورة ذات قيم رفيعة وراقية.. بشهادة الأب التي تأتي لتؤكد مدى ترابط هذه الأسرة ونجاح التربية.. مما مكن شذا وإخوتها أن ينشأوا في ساحة المعرفة والإيمان.
والد شذا المحتسب:
ومن داخل هذا الحدث تبرز القيمة الإيمانية عند هذا الرجل.. والد شذا، التي طوى من خلالها مسافات طويلة وبعيدة من الأحزان والصدمة.. إلى مرسى الإيمان واليقين والامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى.. هنيئاً لهذا الأب المحتسب والذي ضرب الأمثال لمن يريد أن يكون في مستوى (السلمي) إيماناً وتقوى وثقة بالله سبحانه وتعالى وقبولاً لقضائه وقدره.. كلنا نعلم أن الموت حق ولكن موت الفجأة استجار منه الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأقف قليلاً عند الصور التي اكتظ بها حرم الجامعة.. جامعة المؤسس الملك عبدالعزيز.. والتي بادرت بكل وسائلها في محاولة لإنقاذ شذا.. ولكن قلبها أجاب دعوة ربها فانتقلت إلى الرفيق الأعلى.. وهذه الصور الإيمانية سواءً من الطالبة أو من الأب أو من الزملاء في الجامعة أعطت مثالاً كريماً لسيادة التعاون بين أفراد مجتمعنا (التعاون على البر والتقوى).. وهي ملامح إذا تفرست في وجوه هذا المجتمع نجد العديد من الصور في هذا البلد.. بلد القبلة وبلد محمد بن عبدالله رسول الله.
فضل أهل العلم:
يكفي أهل العلم شرفاً أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قرَن شهادتهم بشهادته جل في علاه في أعظم مشهودٍ به وهو توحيده سبحانه قال الله تبارك وتعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).. ولقد عدَّ العلماء يوماً لا تحصِّل فيه علماً يوماً خاسراً؛ لأن طلب العلم من أهم أهداف المسلم في يومه، وانظر هذا المعنى فيما كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يدعو به دعوةً متكررة في كل يوم من أيامه بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم؛ فيما رواه أهل السنن والإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً».
ومما ينبغي أن يُعلم أن طلب العلم عبادة من العبادات وقربة من القرب، بل هو من أعظم ما يُتقرب به إلى الله -جل وعلا-؛ قال بعض السلف: «ما تُقرِّب إلى الله بشيء مثل طلب العلم».. ووفاة الابنة شذا في محراب العلم من حسن الخاتمة إن شاء الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
* كاتب سعودي
alialrabghi9@gmail.com
وفي يقيني أن هذه الحادثة تركت أبعادها في كثير من النفوس.. ورسمت صورة ذات قيم رفيعة وراقية.. بشهادة الأب التي تأتي لتؤكد مدى ترابط هذه الأسرة ونجاح التربية.. مما مكن شذا وإخوتها أن ينشأوا في ساحة المعرفة والإيمان.
والد شذا المحتسب:
ومن داخل هذا الحدث تبرز القيمة الإيمانية عند هذا الرجل.. والد شذا، التي طوى من خلالها مسافات طويلة وبعيدة من الأحزان والصدمة.. إلى مرسى الإيمان واليقين والامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى.. هنيئاً لهذا الأب المحتسب والذي ضرب الأمثال لمن يريد أن يكون في مستوى (السلمي) إيماناً وتقوى وثقة بالله سبحانه وتعالى وقبولاً لقضائه وقدره.. كلنا نعلم أن الموت حق ولكن موت الفجأة استجار منه الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأقف قليلاً عند الصور التي اكتظ بها حرم الجامعة.. جامعة المؤسس الملك عبدالعزيز.. والتي بادرت بكل وسائلها في محاولة لإنقاذ شذا.. ولكن قلبها أجاب دعوة ربها فانتقلت إلى الرفيق الأعلى.. وهذه الصور الإيمانية سواءً من الطالبة أو من الأب أو من الزملاء في الجامعة أعطت مثالاً كريماً لسيادة التعاون بين أفراد مجتمعنا (التعاون على البر والتقوى).. وهي ملامح إذا تفرست في وجوه هذا المجتمع نجد العديد من الصور في هذا البلد.. بلد القبلة وبلد محمد بن عبدالله رسول الله.
فضل أهل العلم:
يكفي أهل العلم شرفاً أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قرَن شهادتهم بشهادته جل في علاه في أعظم مشهودٍ به وهو توحيده سبحانه قال الله تبارك وتعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).. ولقد عدَّ العلماء يوماً لا تحصِّل فيه علماً يوماً خاسراً؛ لأن طلب العلم من أهم أهداف المسلم في يومه، وانظر هذا المعنى فيما كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يدعو به دعوةً متكررة في كل يوم من أيامه بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم؛ فيما رواه أهل السنن والإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً».
ومما ينبغي أن يُعلم أن طلب العلم عبادة من العبادات وقربة من القرب، بل هو من أعظم ما يُتقرب به إلى الله -جل وعلا-؛ قال بعض السلف: «ما تُقرِّب إلى الله بشيء مثل طلب العلم».. ووفاة الابنة شذا في محراب العلم من حسن الخاتمة إن شاء الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
* كاتب سعودي
alialrabghi9@gmail.com