حينما تزيد المعرفة صاحبها جهلا؛ فإن العنف في الحوار يستخدم المعرفة كوسيلة لفرد العضلات والتباهي أكثر من المنفعة والإفادة بالمعلومة، حيث يستخدم بعض المحاورين ثقافته لإبراز ذاته إزاء مجابهة آخر أو الانتقاص من شأنه وازدراء مستواه المعرفي، وهو في هذه الحالة لا يجيد التعامل بالمعرفة لإيصال ما يعرف، فيفقد هدفه دون أن يدرك.
ظاهرة الجلد الكلامي في القضايا الجدلية هي أحد أشكال العنف الذي يتطلب إبراز القوة في اللغة باختلاف الأداة فقط، حيث إن المشكلة تظهر في السياق والطريقة التي يتم إيصال المعلومة بها، لأن أحد المتحاورين أو كليهما يتعامل بالحوار في سبيل النزاع بين الربح والخسارة للمعرفة، والمتأمل سيجد أن هذه الظاهرة البارزة في أغلب الحوارات نتيجة عن لغة العنف الكامنة في الثقافة.
من المفترض أن تدرج أساليب التفكير الحر في مناهج التعليم حتى يصل المتعلم إلى مستوى من الثقافة لتجنب سيطرة التطرف الفكري على العملية العقلية، وحتى لا يكون الاختلاف في الرأي داخل إطار الحوارات وسيلة مدفوعة بالإرادة لقمع الآخر، لأن هذه الطريقة تؤدي إلى الحدة التي لا يخرج المتحاورون منها بفائدة أو من يقرأ لهم أو يستمع إليهم، وبذلك فلا بد من استبدال هذا الدافع باعتبارات مختلفة تقدم الاهتمام والاحترام في جوهرها لذات الآخر وصولا إلى حالة من الثبات والاستقرار المعرفي.
الأفضل أن تغذي الحوارات معرفة الناس من حيث الإفادة والاستزادة والتنوير، حتى ولو كان الإقناع والاقتناع ليس مفروضا في طرح الرأي إلا أنه الطريقة الأسلم من النزاع عليه، فالمثقف الحقيقي لديه المرونة الكافية التي تجعله يشعر بالمسؤولية تجاه الكلمة وطريقة إيصالها من جهة، ومدى قبوله للرأي الآخر الذي يفترض على وجه الاحتمال المسبق أن يصحح لديه فكرة أو معلومة، حتى تكون حواراتنا ذات قيمة وهدف.
* كاتبة سعودية
ظاهرة الجلد الكلامي في القضايا الجدلية هي أحد أشكال العنف الذي يتطلب إبراز القوة في اللغة باختلاف الأداة فقط، حيث إن المشكلة تظهر في السياق والطريقة التي يتم إيصال المعلومة بها، لأن أحد المتحاورين أو كليهما يتعامل بالحوار في سبيل النزاع بين الربح والخسارة للمعرفة، والمتأمل سيجد أن هذه الظاهرة البارزة في أغلب الحوارات نتيجة عن لغة العنف الكامنة في الثقافة.
من المفترض أن تدرج أساليب التفكير الحر في مناهج التعليم حتى يصل المتعلم إلى مستوى من الثقافة لتجنب سيطرة التطرف الفكري على العملية العقلية، وحتى لا يكون الاختلاف في الرأي داخل إطار الحوارات وسيلة مدفوعة بالإرادة لقمع الآخر، لأن هذه الطريقة تؤدي إلى الحدة التي لا يخرج المتحاورون منها بفائدة أو من يقرأ لهم أو يستمع إليهم، وبذلك فلا بد من استبدال هذا الدافع باعتبارات مختلفة تقدم الاهتمام والاحترام في جوهرها لذات الآخر وصولا إلى حالة من الثبات والاستقرار المعرفي.
الأفضل أن تغذي الحوارات معرفة الناس من حيث الإفادة والاستزادة والتنوير، حتى ولو كان الإقناع والاقتناع ليس مفروضا في طرح الرأي إلا أنه الطريقة الأسلم من النزاع عليه، فالمثقف الحقيقي لديه المرونة الكافية التي تجعله يشعر بالمسؤولية تجاه الكلمة وطريقة إيصالها من جهة، ومدى قبوله للرأي الآخر الذي يفترض على وجه الاحتمال المسبق أن يصحح لديه فكرة أو معلومة، حتى تكون حواراتنا ذات قيمة وهدف.
* كاتبة سعودية