-A +A
حمود أبو طالب
هذه العبارة لم يكن لنا علاقة بها منذ سنوات طويلة، كانت موجودة بشكل محدود قبل هجوم التشدد على المجتمع ومصادرة منافذ الترفيه المحدودة قبل قرابة 4 عقود. كانت هناك فرصة لمشاهدة فيلم سينمائي في أحد الأندية الرياضية أو في أحد الأحواش المعدة كصالات سينما، كان بالإمكان استئجار فيلم وآلة عرض، وكان متاحاً حضور حفلة فنية هنا أو هناك، وكان ممكنا مشاهدة مسرحية في مناسبات ومواسم، أو الاستمتاع بالعروض الفلكلورية لبعض الجاليات العربية وغير العربية، لكن كل ذلك اختفى، ولم تعد عبارة أين تذهب هذا المساء ممكنة إلا بقراءتها في صحف البلدان التي يذهب إليها السعوديون سواحاً.

الآن عادت هذه العبارة بقوة، أصبحت حاضرة في المجتمع السعودي وبخيارات متعددة في معظم مناطق المملكة، تخيلوا أن صحيفة «عكاظ» نشرت يوم أمس صفحة كاملة عن السينما، فيها أخبار العروض السينمائية، وذكرت أن الحجوزات كاملة مسبقاً في مدينة جدة بعد تدشين صالات السينما فيها. ليس هذا فحسب، بل بالإمكان الاستمتاع بحفلة فنية راقية وعروض ممتعة في فعاليات المدينة الاقتصادية أو الذهاب إلى العلا لمشاهدة عروض فنية عالمية، أو قضاء عطلة نهاية الأسبوع في أحد المنتجعات العائلية التي تقدم الترفيه الممتع لكل أفراد العائلة، والمؤكد أن عبارة «أين تذهب هذا المساء» ستكون إشارة أو عنوانا جديدا ثابتا في الصحف ووسائل الدعاية والإعلان.


إنها مرحلة عودة الحياة الطبيعية وحق الإنسان في حاجته الفطرية للاستمتاع بالترفيه البريء، وحتماً ستواجه هذه المرحلة كثيراً من اللغط، لكنها ستمضي وتصبح أمراً طبيعيا كما أصبحت أمور أخرى غيرها.