تنويه:
(هذا المقال يحتوي على الكثير من الإيمان والقليل من الموسيقى).
إن الموسيقى تقطع بك المسافات دونما تشعر، وقد أكدت الدراسات أن استماع الفرد إلى الموسيقى التي يحبها وتعجبه يشعره بالسعادة والاسترخاء، ويساعده على تنظيم عواطفه، كما أنها تدفع (الدماغ) إلى إطلاق مادة كيميائية «نسيت اسمها» تكون ذات تأثير إيجابي أو سلبي في بعض الأحيان على المزاج لأنها تساعد على الإحساس بشكل قوي بالعواطف الحزينة والسعيدة.
ويقال إن للموسيقى تأثيراً على الإنسان منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه، فقد أكد الباحثون أنه يستطيع الاستماع لكل شيءٍ من حوله، وحينما تستمع الأم إلى الموسيقى أثناء فترة حملها يسمعها طفلها وتزداد حدة الذكاء لديه في المستقبل، وتشعره بالثقة بعد الولادة وتجعله ينام بشكل أفضل، وهذا يحميها هي أيضاً من الأمراض النفسية والعصبية كالتوتر والتقلبات المزاجية، كما تساعد الموسيقى الهادئة على تنظيم ضربات القلب وعملية التنفس لديها.
وكما للموسيقى دور كبير في تحسين مزاج وصحة الإنسان، قد تكون سبباً في تعذيبه ايضاً، ففي بعض السجون الأمريكية يستخدم المحققون الموسيقى الصاخبة كوسيلة للتعذيب النفسي على السجناء وذلك لينتزعوا الاعترافات منهم بعد خَرق طبلة آذانهم والضغط عليهم، ويعتمد التعذيب بالموسيقى على اختيار أشد أنواع المعزوفات صخباً وقرفاً وإزعاجاً على الإطلاق.
وحقيقة ليس معروفاً من يكون هذا الكائن (اللا آدمي) الذي ابتكر هذا النوع من التعذيب بأجمل وأرقى وأسمى الفنون التي عرفتها البشرية، ليستخدمها كأداة للتعذيب وهي في الحقيقة أداة للاسترخاء والتهذيب!
ولو أني عرفت مبتغاه لكنت وفرت عليه العناء ومنعته من تدنيس السُلم الموسيقي واستخدامه كوسيلة للتعذيب و(شحنت) له صديقة عتيقة صوتها حينما تُغني أشد صخباً وأنكر من أصوات الحمير.
فبدون شروحات، الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى ترجمة ويفهمها ويشعر بها جميع البشر بمختلف أجناسهم، حتى وإن تفردنا وتفرقنا واختلفنا بأذواقنا فيها، تظل هي وسيلة تهذب النفس والروح وتطرق أبواب المشاعر، وتأخذنا دائماً لعالم أكثر جمالاً واتساعاً، تأخذنا للأماني، للأحلام، للذكريات، وللحياة.
ولإيماني بها وبتأثيرها أنصحكم وأعترف لكم في ذات الوقت؛ بأني لا أحب تقديم النصائح لأحد ولا أحب سماعها أيضاً من أحد، لكن نصيحتي أخلاقية بحتة ولا مانع من ذكرها، فإن لم تفدكم لن تضركم بشيء على الإطلاق.
هذبوا نفوسكم بالموسيقى، تعاطوها، فمن لا يغذي روحه بالقليل منها لاشك أنه بائس ومحروم من نعمة عظيمة، فهي ملاذ للروح يشعرها بالطمأنينة ويجعلها تُحلق بعيداً منفصلة عن جسدها وواقعها لتطير وتعانق عنان السماء، وتصبح كما قال بيتهوڤن عنها «الوسيط بين الحياتين، الروحية والجسدية».
تراقصت وتمايلت وحلقت بعيداً بأفكاري وأحاسيسي وشجوني، فعلاً الكتابة تختلف تحت تأثير الموسيقى، وحرفياً أنا لستُ بعيدة عن ذاك الفيلسوف الذي قال:
«لقد ولدت والموسيقى بداخلي، جزءٌ مني، إنها مثل أضلاعي وقلبي ودمي، الموسيقى أمرٌ ضروري بالنسبة لي مثل الماء».
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
(هذا المقال يحتوي على الكثير من الإيمان والقليل من الموسيقى).
إن الموسيقى تقطع بك المسافات دونما تشعر، وقد أكدت الدراسات أن استماع الفرد إلى الموسيقى التي يحبها وتعجبه يشعره بالسعادة والاسترخاء، ويساعده على تنظيم عواطفه، كما أنها تدفع (الدماغ) إلى إطلاق مادة كيميائية «نسيت اسمها» تكون ذات تأثير إيجابي أو سلبي في بعض الأحيان على المزاج لأنها تساعد على الإحساس بشكل قوي بالعواطف الحزينة والسعيدة.
ويقال إن للموسيقى تأثيراً على الإنسان منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه، فقد أكد الباحثون أنه يستطيع الاستماع لكل شيءٍ من حوله، وحينما تستمع الأم إلى الموسيقى أثناء فترة حملها يسمعها طفلها وتزداد حدة الذكاء لديه في المستقبل، وتشعره بالثقة بعد الولادة وتجعله ينام بشكل أفضل، وهذا يحميها هي أيضاً من الأمراض النفسية والعصبية كالتوتر والتقلبات المزاجية، كما تساعد الموسيقى الهادئة على تنظيم ضربات القلب وعملية التنفس لديها.
وكما للموسيقى دور كبير في تحسين مزاج وصحة الإنسان، قد تكون سبباً في تعذيبه ايضاً، ففي بعض السجون الأمريكية يستخدم المحققون الموسيقى الصاخبة كوسيلة للتعذيب النفسي على السجناء وذلك لينتزعوا الاعترافات منهم بعد خَرق طبلة آذانهم والضغط عليهم، ويعتمد التعذيب بالموسيقى على اختيار أشد أنواع المعزوفات صخباً وقرفاً وإزعاجاً على الإطلاق.
وحقيقة ليس معروفاً من يكون هذا الكائن (اللا آدمي) الذي ابتكر هذا النوع من التعذيب بأجمل وأرقى وأسمى الفنون التي عرفتها البشرية، ليستخدمها كأداة للتعذيب وهي في الحقيقة أداة للاسترخاء والتهذيب!
ولو أني عرفت مبتغاه لكنت وفرت عليه العناء ومنعته من تدنيس السُلم الموسيقي واستخدامه كوسيلة للتعذيب و(شحنت) له صديقة عتيقة صوتها حينما تُغني أشد صخباً وأنكر من أصوات الحمير.
فبدون شروحات، الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى ترجمة ويفهمها ويشعر بها جميع البشر بمختلف أجناسهم، حتى وإن تفردنا وتفرقنا واختلفنا بأذواقنا فيها، تظل هي وسيلة تهذب النفس والروح وتطرق أبواب المشاعر، وتأخذنا دائماً لعالم أكثر جمالاً واتساعاً، تأخذنا للأماني، للأحلام، للذكريات، وللحياة.
ولإيماني بها وبتأثيرها أنصحكم وأعترف لكم في ذات الوقت؛ بأني لا أحب تقديم النصائح لأحد ولا أحب سماعها أيضاً من أحد، لكن نصيحتي أخلاقية بحتة ولا مانع من ذكرها، فإن لم تفدكم لن تضركم بشيء على الإطلاق.
هذبوا نفوسكم بالموسيقى، تعاطوها، فمن لا يغذي روحه بالقليل منها لاشك أنه بائس ومحروم من نعمة عظيمة، فهي ملاذ للروح يشعرها بالطمأنينة ويجعلها تُحلق بعيداً منفصلة عن جسدها وواقعها لتطير وتعانق عنان السماء، وتصبح كما قال بيتهوڤن عنها «الوسيط بين الحياتين، الروحية والجسدية».
تراقصت وتمايلت وحلقت بعيداً بأفكاري وأحاسيسي وشجوني، فعلاً الكتابة تختلف تحت تأثير الموسيقى، وحرفياً أنا لستُ بعيدة عن ذاك الفيلسوف الذي قال:
«لقد ولدت والموسيقى بداخلي، جزءٌ مني، إنها مثل أضلاعي وقلبي ودمي، الموسيقى أمرٌ ضروري بالنسبة لي مثل الماء».
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com