هناك شخصيات دون مقدمات قد تُحدث ضجة إعلامية واسعة وتصبح محط اهتمام وشهرة وقتية، ثم تتلاشى وتتضاءل وتختفي تماماً مع مرور الوقت عن الساحة، وهذه الظاهرة أشبه بالفقاعة أو (الطرطيعة) التي تكبر تكبر تكبر ثم (بوووم) تفرقع في وجهك وتختفي!
في الماضي كانت الشهرة مقتصرة (فعلياً) على النخبة المتميزة في المجتمع من المثقفين والعلماء والأدباء والشعراء والفنانين المحترمين وكل من استطاع وضع بصمة تحمل اسمه بعلمٍ أو عملٍ قيم يخدم الوطن والمجتمع ويترك فيهما أثراً طيباً.
أما اليوم فحدث ولا حرج، فغالبية المشاهير وتحديداً مشاهير السوشل ميديا (الصابونيون) هم بلا فخر صوير وعوير واللي ما فيه خير، وهم في ذات الوقت من ينطبق عليهم المثل الحجازي الذي يقول:
(أعمى ومكسح ويعاير ويتفصح) !
فقد اختلط فيهم الحابل بالنابل والصالح بالطالح والغث بالسمين، وأصبح المجال للشهرة مفتوحاً على مصراعيه لكل من (هَب ودَب) دون أي قيمة معنوية تُذكر، ليصبح في ليلةٍ وضحاها مشهوراً يشار له بالبنان، ويعتقد متوهماً بعد أن كبر رأسه من تلك الزوبعة أنه تلك الشجرة المثمرة التي ترمى بحجر وفي الواقع هو يستحق أن يُرمى بأي «شيءٍ آخر» غير الحجر لأنه فارغ تماماً و(ما عنده ما عند جدتي).
فبعض مشاهير الغفلة غاياتهم تبرر وسائلهم للوصول، ومهما كانت تلك الغايات (تافهة) وسطحية، ومهما كانت مادية ولا إنسانية ولا أخلاقية، ومهما خدشت الحياء، ودمرت الأخلاق وتجاوزت الحدود يجدون لها مخرجاً ومبرراً!
يمثلون ويتصنعون السعادة ويخلقون لأنفسهم واقعاً مزيفاً، ظاهره جميل وباطنه مقرف، فالبعض منهم لم تردعه لا أخلاقه ولا قيمه ولا حياؤه أو حتى ذوقه العام، فعرض منزله وغرفة نومه و(بجامته) وزوجته وسريره وسمح للناس باختراق خصوصيته حتى العظم، وبغض النظر عما يقدمه المهم عنده أن يصل، بأي ثمن وأي وسيلة!
والمشكلة الأعظم إذا اختلطت تلك الشهرة الصابونية بجنون العظمة وتضخم فيها مستوى الأنا، ولا أدري هل (تسطحت) اهتماماتنا اليوم وسَخُفت معانيها، أم أن الزمن تغير وأصبح يتطلب فيه أن تتسلط الأضواء على فقاعات الصابون والمُتصابين والمراهقين والتافهين والباحثين عن الشهرة بأي قيمة وأي هدف؟!
لذا إن كنت أحد الباحثين عن طريق الشهرة فلست محتاجاً إلى (لوكيشن) لتصل، فالطريق إليها أصبح سهلاً ومختصراً، ولا تقلق فهي لا تحتاج إلى علم أو اكتشاف أو اختراع خارق أو تميز أو حتى ثقافة، لأنها ببساطة أصبحت فارغة المحتوى وعديمة الفائدة.
وباختصار، إذا أردت الشهرة من أوسع أبوابها فعليك أن تستخف بذاتك وتتخلى عن مبادئك وتصور حياتك وتفتحها للعالمين (عالبحري) لتشاركهم كل كبيرة وصغيرة فيها.
وبالعربي الفصيح (تفصخ) على قدر المستطاع يالحبيب، تفصخ من ملابسك، تفصخ عن مبادئك، فكلاهما خيار جيد يسهل عليك الوصول إلى القمة ثم الانحدار لأسفل السافلين، فقط اجعل من نفسك شخصاً (تافهاً) عديم الشخصية وبالمبارك عليك الشهرة.
وبالصيني الصريح أقول إلى السادة المكرمين صوير وعوير الذين يتحدثون اللغة الصينية بطلاقة مثلي مواكبةً للحدث وبلغة العصر:
你是一个小事
جداً والله.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
في الماضي كانت الشهرة مقتصرة (فعلياً) على النخبة المتميزة في المجتمع من المثقفين والعلماء والأدباء والشعراء والفنانين المحترمين وكل من استطاع وضع بصمة تحمل اسمه بعلمٍ أو عملٍ قيم يخدم الوطن والمجتمع ويترك فيهما أثراً طيباً.
أما اليوم فحدث ولا حرج، فغالبية المشاهير وتحديداً مشاهير السوشل ميديا (الصابونيون) هم بلا فخر صوير وعوير واللي ما فيه خير، وهم في ذات الوقت من ينطبق عليهم المثل الحجازي الذي يقول:
(أعمى ومكسح ويعاير ويتفصح) !
فقد اختلط فيهم الحابل بالنابل والصالح بالطالح والغث بالسمين، وأصبح المجال للشهرة مفتوحاً على مصراعيه لكل من (هَب ودَب) دون أي قيمة معنوية تُذكر، ليصبح في ليلةٍ وضحاها مشهوراً يشار له بالبنان، ويعتقد متوهماً بعد أن كبر رأسه من تلك الزوبعة أنه تلك الشجرة المثمرة التي ترمى بحجر وفي الواقع هو يستحق أن يُرمى بأي «شيءٍ آخر» غير الحجر لأنه فارغ تماماً و(ما عنده ما عند جدتي).
فبعض مشاهير الغفلة غاياتهم تبرر وسائلهم للوصول، ومهما كانت تلك الغايات (تافهة) وسطحية، ومهما كانت مادية ولا إنسانية ولا أخلاقية، ومهما خدشت الحياء، ودمرت الأخلاق وتجاوزت الحدود يجدون لها مخرجاً ومبرراً!
يمثلون ويتصنعون السعادة ويخلقون لأنفسهم واقعاً مزيفاً، ظاهره جميل وباطنه مقرف، فالبعض منهم لم تردعه لا أخلاقه ولا قيمه ولا حياؤه أو حتى ذوقه العام، فعرض منزله وغرفة نومه و(بجامته) وزوجته وسريره وسمح للناس باختراق خصوصيته حتى العظم، وبغض النظر عما يقدمه المهم عنده أن يصل، بأي ثمن وأي وسيلة!
والمشكلة الأعظم إذا اختلطت تلك الشهرة الصابونية بجنون العظمة وتضخم فيها مستوى الأنا، ولا أدري هل (تسطحت) اهتماماتنا اليوم وسَخُفت معانيها، أم أن الزمن تغير وأصبح يتطلب فيه أن تتسلط الأضواء على فقاعات الصابون والمُتصابين والمراهقين والتافهين والباحثين عن الشهرة بأي قيمة وأي هدف؟!
لذا إن كنت أحد الباحثين عن طريق الشهرة فلست محتاجاً إلى (لوكيشن) لتصل، فالطريق إليها أصبح سهلاً ومختصراً، ولا تقلق فهي لا تحتاج إلى علم أو اكتشاف أو اختراع خارق أو تميز أو حتى ثقافة، لأنها ببساطة أصبحت فارغة المحتوى وعديمة الفائدة.
وباختصار، إذا أردت الشهرة من أوسع أبوابها فعليك أن تستخف بذاتك وتتخلى عن مبادئك وتصور حياتك وتفتحها للعالمين (عالبحري) لتشاركهم كل كبيرة وصغيرة فيها.
وبالعربي الفصيح (تفصخ) على قدر المستطاع يالحبيب، تفصخ من ملابسك، تفصخ عن مبادئك، فكلاهما خيار جيد يسهل عليك الوصول إلى القمة ثم الانحدار لأسفل السافلين، فقط اجعل من نفسك شخصاً (تافهاً) عديم الشخصية وبالمبارك عليك الشهرة.
وبالصيني الصريح أقول إلى السادة المكرمين صوير وعوير الذين يتحدثون اللغة الصينية بطلاقة مثلي مواكبةً للحدث وبلغة العصر:
你是一个小事
جداً والله.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com