-A +A
أريج الجهني
هذا ما يحدث عندما تمنح القيادة للعقول المبدعة، فصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود يطور ميكانيزم الثقافة بفكر متألق وسواعد وطنية مخلصة من خلال افتتاح لجان ثقافية في المدن الممتدة والبعيدة عن المدن الكبرى كان آخرها مدينة ينبع، الأمر الذي يعد المحك الحقيقي لصناعة الثقافة.

المدن السعودية بحاجة لهذا الحراك الثقافي، ومن الجيد أن ينطلق بدعم من أبنائها المخلصين، الذين أسهموا كثيرا في صناعة المشهد الثقافي على عدة مستويات، وقدموا الكثير لكن الدور الآن على المدن البعيدة عن المدن الكبرى في تقديم الدعم المطلوب للثقافة، بجانب تمكين قرارات وزير الثقافة، التاريخ والإرث الحضاري لهذه المدن يستحق أن يكون على أولويات صناع القرار، المهم هو متابعة القرارات الثقافية والتعامل معها بذات الثقل الأمني للقضايا الوطنية بل تشكيل اللجان الثقافية في هذا الوقت هو الأكثر حساسية كوننا نعيش مرحلة وطنية هامة.


صناعة الثقافة لم تعد حلما، فبعد سنوات من اختطاف الخطاب الثقافي، أصبحنا مقبلين على صناعة حقيقية للثقافة بسواعد وطنية غيورة، لا تكتفي فقط بأن تجامل وتصفق للمتحدثين، الفعل الثقافي إن لم ينطلق من عقول مساهمة وذات إنتاج علمي رصين هي مجرد مخاطرات أمنية قبل أن تكون مخاطرات حضارية، وهذا ما تمهد له هذه الوزارة الشابة باستضافتها لحدث ثقافي معرض بعنوان «مدن دمرها الإرهاب»، فالأمير بدر بن فرحان يؤكد بهذه الاستضافة العلاقة الوثيقة بين أهمية رفع وعي الجماهير والمجتمع بالتراث الحضاري والإنساني وأهمية الحفاظ عليه.

وعي المجتمع بالثقافة والتراث يعزز قيمة الانتماء، بل يجعل الناس أكثر حرصا في حفظ مكتسباتهم، خاصة ونحن نعيش في أمن وأمان بظل قيادة حكيمة وداعمة، وحولنا الأمم تنهار وتتدمر بسبب حروب ونزاعات متطرفة، الوسطية والاعتدال التي تؤكد عليها المملكة كقيم وطنية عليا ستصبح أكثر ظهورا عندما تنعكس في منتجات ثقافية، وبرامج تراثية متواصلة.

المحك الآن هو الديمومة والانتشار، وأعود هنا لأختتم إن تمكين المثقفين الحقيقيين هو المحك لاستمرار الكيان الثقافي، فلا يكفي أن تحمل درجة علمية لتصف نفسك بالمثقف، فالمثقف الحقيقي هو الذي يمارس الفعل الثقافي وينتج.

شكرا لوزير الثقافة على هذا الحضور الداعم، شكرا لكل من وثق بالوعي وراهن على صناعته، المشهد الثقافي السعودي عبر السنين تميز بمثقفيه، لكن المختلف الآن أن تتوج هذه الإنتاجات والأعمال بجهاز حكومي رفيع المستوى وهذا بحد ذاته انعكاس عميق لرؤية قادة الوطن في رفع الوعي وتحقيق رؤية 2030 التي جعلت المواطن السعودي محور تحقيقها والعنصر الأهم.