خرج مدير المدرسة يتفقد الطابور، وعصاة الرمان في يده، تجول بين الصفوف، وقال: مُدّوا أيديكم، وارفعوا عمايمكم، طلّع أربعة أمام الصفوف، وطلب من الفراش يربطهم بالعمايم ويرفع أقدامهم ليجلدهم وبدأ بمعتوق اليتيم.
وصل المفتش الطيّب فوق حمارته، تناول مدرس الرياضة خطامها وربطها في اللوزة، وساعد المفتش على النزول من فوق ظهرها، توقف المدير عن الضرب وقال للفراش «فكّ عمايم المحق هذولا»، لكن المفتش رصد الوضع.
رحّب المدير، وأشر للطلاب ليرددوا «أهلاً أهلاً مرحبتين» فسكّتهم المفتش، ولم يسلّم على المدير، بل قال: ادخل الطلاب فصولهم والحقني، فتصافقت ركبه في بعضها، وأمر مشرف الطابور يوزعهم، ولحق بضيفه.
سأله: وش كنت تسوّي بالطلاب يا تربوي؟ أول مرة يسمع كلمة تربوي. فأجاب: ما يعتنون بالنظافة سعادة المفتش، والقمل يرحى في رؤوسهم، وتحت أظافير كل واحد منهم ما يملأ الحفص، فسأله: ليش ما تعتني أنت بتنظيفهم من خلال التوعية وتوفير ما يحتاجون.
ترك المفتش وأطل برأسه من النافذة، قال له: في من تطالع، قال: معي ثلاث من الغنم وُلّد تدرّج حول المدرسة ما أسرحها مع الغنم، فتعجب المفتش وسأله: أنت ترعى بهائم أم أوادم ؟ أجاب: عين هنا وعين هناك ويا عمي ما أنت بأعمى.
طلب منه أن يحضر له الطلاب الذين أوقفهم في الطابور، وقال للمدير: خلنا لوحدنا، استخبر عن سبب عدم حلاقتهم الشعر وتقليم الأظافر، وعلم بسوء الحال التي هم عليها، وقبل أن يغادر حذّره من أذية الطلاب أو كسر كبريائهم، وقال سأعوّد الأسبوع المقبل.
يوم السبت حضر ومعه أمواس وماكينة حلاقة، وطاقة قماش، وصابون، ومقلمة أظافر، وطلب من الفراش يطل رؤوسهم ويحلق شعورهم، وأعطاهم المقص لتقليم الأظافر، واستدعى خياط القرية وقال فصّل لهم الطاقة ثياب.
أحدهم تخرج بتقدير عال، وتعين موظفاً في إدارة مهمة، عاد للقرية، وتذكر أيام الدراسة والمفتش الطيب، فسأل عن بيته ووصل إليه، ووجده وحيداً، فأخذه معه، وسافر به، وقطع له جواز سفر، وغادر معيته إلى عاصمة عربية فركب له أسنانا، وأجرى له عملية في عيونه، وزوّجه.
سأله المدير: ليش يا معتوق كل هذي العناية بالمفتش وأنا مديرك ما تلمح فيّه؟، أجابه «من سرّني يوم سرّيته دوم». علمي وسلامتكم.
وصل المفتش الطيّب فوق حمارته، تناول مدرس الرياضة خطامها وربطها في اللوزة، وساعد المفتش على النزول من فوق ظهرها، توقف المدير عن الضرب وقال للفراش «فكّ عمايم المحق هذولا»، لكن المفتش رصد الوضع.
رحّب المدير، وأشر للطلاب ليرددوا «أهلاً أهلاً مرحبتين» فسكّتهم المفتش، ولم يسلّم على المدير، بل قال: ادخل الطلاب فصولهم والحقني، فتصافقت ركبه في بعضها، وأمر مشرف الطابور يوزعهم، ولحق بضيفه.
سأله: وش كنت تسوّي بالطلاب يا تربوي؟ أول مرة يسمع كلمة تربوي. فأجاب: ما يعتنون بالنظافة سعادة المفتش، والقمل يرحى في رؤوسهم، وتحت أظافير كل واحد منهم ما يملأ الحفص، فسأله: ليش ما تعتني أنت بتنظيفهم من خلال التوعية وتوفير ما يحتاجون.
ترك المفتش وأطل برأسه من النافذة، قال له: في من تطالع، قال: معي ثلاث من الغنم وُلّد تدرّج حول المدرسة ما أسرحها مع الغنم، فتعجب المفتش وسأله: أنت ترعى بهائم أم أوادم ؟ أجاب: عين هنا وعين هناك ويا عمي ما أنت بأعمى.
طلب منه أن يحضر له الطلاب الذين أوقفهم في الطابور، وقال للمدير: خلنا لوحدنا، استخبر عن سبب عدم حلاقتهم الشعر وتقليم الأظافر، وعلم بسوء الحال التي هم عليها، وقبل أن يغادر حذّره من أذية الطلاب أو كسر كبريائهم، وقال سأعوّد الأسبوع المقبل.
يوم السبت حضر ومعه أمواس وماكينة حلاقة، وطاقة قماش، وصابون، ومقلمة أظافر، وطلب من الفراش يطل رؤوسهم ويحلق شعورهم، وأعطاهم المقص لتقليم الأظافر، واستدعى خياط القرية وقال فصّل لهم الطاقة ثياب.
أحدهم تخرج بتقدير عال، وتعين موظفاً في إدارة مهمة، عاد للقرية، وتذكر أيام الدراسة والمفتش الطيب، فسأل عن بيته ووصل إليه، ووجده وحيداً، فأخذه معه، وسافر به، وقطع له جواز سفر، وغادر معيته إلى عاصمة عربية فركب له أسنانا، وأجرى له عملية في عيونه، وزوّجه.
سأله المدير: ليش يا معتوق كل هذي العناية بالمفتش وأنا مديرك ما تلمح فيّه؟، أجابه «من سرّني يوم سرّيته دوم». علمي وسلامتكم.